#فوائد_الصبيحي
821- في قضية المتقدمين والمتأخرين في النقد والتعليل والجرح والتعديل:
1- قد فرغت من هذه القضية منذ قرابة عشرين سنة، بعد أن لاحَتْ عندي دلائلها ورسخت أوتادها.
2- نَصَّ عليها ونوّه بها جهابذةٌ كرامٌ لا يُشقُّ لهم غبار؛ كابن رجب وابن حجر وغيرهم.
3- كنت قد صنعت مقدمة للمجلد الأول من (النكت الجياد) عام 2000 م دار أضواء السلف.
أسميتها: ((تعظيم قدر أئمة النقد)).
وقد طارت بها -ولله الحمد- الركبان، وقام بعضهم بنسخها وإنزالها على بعض المواقع.
وبسببها أدرجني البعض فيمن أُطْلق
عليهم:المليباريون. !؟
4- ثم صنعت مقدمتين لبقية أجزاء الكتاب الذي طُبع في 2009 م دار طيبة. زدت فيهما القضية جلاء وبيانًا.
5- بثَثْتُ في أثناء هذا الكتاب بأجزائه الأربعة تحقيقات وأبحاثا وتعليقات تثبِّتُ عرش هذه القضية وتمحو غبارها وتصقل قوامها وتشيع بريقها.
6- . القضايا التي وقع فيها الانحراف عن منهج الأئمة الأوائل في النقد: معروفة وهي كضوء الشمس في رابعة النهار؛
🔵 منها: تعارض الزائد مع الناقص كالمرفوع والمتصل مع الموقوف والمرسل. وهي قضية: زيادة الثقة عموما. 🔵 ومنها: تصحيح وتحسين أحاديث المستورين ومن لم يوثق التوثيق المعتبر.
🔵 ومنها: تقوية الطريق المعلة بمثلها أو تقوية الضعيف الذي يغلب على الظن خطؤه بمثله.
🔵 ومنها: تصحيح الأسانيد المعنعنة لغير المدلسين دون العناية باشتراط رجحان الاتصال.
🔵 ومنها: الاستهانة برواية المجهول وتقويتها بطريق منقطعة أو ضعيفة.
🔵🔵🔵 وغيرها من القضايا.
🔴🔴🔴🔴🔴🔴.............. ولكن ................
لا ينبغي أن نعطي هذه القضية مساحةً من الطرح والانشغال وإشغال طلبة العلم تفوق في قدرها:
🌏 مساحات أخرى من التحصيل والتحقيق والتحرير.
🌏 والعناية بالحديث وفقهه وفوائده مما ينبني عليه اعتقاد وخُلق ومعاملة وغير ذلك.
🌏 ودراسة كتب الأئمة التي لا تزال بكرا تحتاج إلى افتضاض كنوزها وأسرارها؛ ككتب التواريخ والسؤالات وغيرها.
🌏 فوالله إن كتاب كالعلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله عنه. وكتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي... فيهما من أفانين علوم الرواية والنقدوالجرح والتعديل ما يكشف عجز الكثير منا لاسيما المتخصصين عن إدراك كثير من خباياهما التي لا يقترب منها أحد.
🌐 لا ينبغي أن نجعل القضية ميدانا للشقاق والجدال والمقاطعة فتزيد فرقة الفريقين وعصبية الحزبين.
🌐 الحق أبلج والقضية لا تحتاج إلى النزول بها إلى دركات جدل وسفسطة. والعلم نور يقذفه الله تعالى في قلوب من يشاء من عباده.
🌐 رحم الله الشيخ المعلمي كان من أفهم أهل زمانه لهذه القضية وقد بثَّها في مؤلفاته وربما لخص ذلك في عبارات في أثناء كتاباته مثل: (وتحسين المتأخرين فيه نظر) إلا أنه لم يجعلها سجالا للجدل ولا مجالا للنفرة بينه وبين أهل زمانه بل كان يحترم الجميع ويحترمه الجميع وأثنى عليه وعلى تحقيقه وتحريره مشاهير عصره وعلى رأسهم الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني.
🌐 الناس أفهامهم متفاوتة ومداركهم ومشاربهم وما ألِفُوه متباينة، والعلم يُطرح بدلائله سهلا متزنا موضوعيا بلا تشنج أو استعلاء أو تسفيه أو تشويه.
🌐 العلم والبحث إنما وضعا لبلوغ الحق والصواب، فإذا تحول إلى صراع ومحاولة للانتصار فقد خرجت النيات عن مسارها ولعب بها الهوى والشيطان.
🌐🌐 العناية بما يفيد من جهة الاعتقاد والعمل، ولا زال الأئمة يتساهلون في إخراج ورواية ما ينفع ولا يضر ولو لم يكن من جنس ما يعتنون بنقده في أبواب الأحكام الشرعية، وقد استفاض عنهم هذا.
🌐🌐🌐 فليس من الحكمة إشهار ضعف كل حديث في أسانيده مقال أو علة لمجرد أننا وقفنا على ذلك، و اعتبرناه مزيدا من بيان عورة المخالف، بل ليس كل ما يُعلم يُقال ويُنشر، طالما أنه ليس فيه ما يضر في عقيدة أو حُكم، وكذا لا ينبغي الإكثار من السؤال عن مثله.
🌐🌐🌐🌐 التشاغل بالأقل أهمية لمجرد التشهي وتصدير التميز والفهم: تضييع للعمر وتشويش على مقادير العلوم وأوزانها.
والله تعالى الموفق.