فريق منتدى الدي في دي العربي
03-04-2016, 09:06 AM
قال الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} الفرقان:74، قال الإمام ابن كثير رحمه الله فى تفسيرها “يعني الّذين يسألون الله أن يُخرِج من أصلابهم من ذرّياتهم مَن يُطيعه ويعبده وحده لا شريك له”.
أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى الدّعاء وأثره العظيم في صلاح الأبناء، من خلال الأنبياء والرّسل عليهم الصّلاة والسّلام وسؤالهم ربّهم وإلحاحهم عليه سبحانه أن يُصلِح لهم ذرّياتهم، حتّى إنّهم دعوا الله تعالى من أجلهم قبل أن يولدوا.
فهذا سيّدنا إبراهيم الخليل هليه السّلام يرفع أكُفّ الضّراعة طالبًا من الله تعالى أن يرزقه أبناء صالحين مصلحين فقال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} الصّافات:100.
وعلى نفس الطّريق سار سيّدنا زكريا عليه السّلام، إذ دعا الله تعالى لأبنائه قبل أن يُولَدُوا {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا. يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} مريم:5-6.
وها هو سيّد الخلق نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم يُكثِر من الدّعاء لأبناء المسلمين ويوجّه المسلمين إلى الدّعاء لأبنائهم حتّى قبل أن يولدوا، فيَحثّ مَن أراد إتيان أهله قضاءً لشهوته وطلبًا للولد أن يحرص على وقايته من الشّيطان فيقول: “لو أنّ أحدكم إذا أتَى أهله قال: بسم الله، اللّهمّ جَنِّبْنَا الشّيطان وجَنِّب الشّيطان ما رَزقتنا، فيُولَد بينهما ولد، فلا يُصيبه الشّيطان أبدًا”.
وعن أمّ سليم رضي الله عنها قالت: توفي ابن لي وزوجي غائب، فقمتُ فسجيته في ناحية البيت. فقدم زوجي فقُمتُ فتطيّبتُ له فوقع عليّ، ثمّ أتيته بطعام فجعل يأكُل فقلت: ألا أعجبك من جيراننا؟ قال: وما لهم؟ قلتُ: أعيروا عارية فلمّا طلبت منهم جزعوا، فقال: بئس ما صنعوا. فقلت: هذا ابنك. فقال: لا جرم لا تغلبينني على الصّبر اللّيلة. فلمّا أصبح غدَا على رسول الله فأخبره، فقال: “اللّهمّ بارِك لهم في ليلتهم”. قال الرّاوي: فلقد رأيتُ لهم بعد ذلك في المسجد سبعة -يعني من أبنائهم- كلّهم قد قرأ القرآن، وذلك ببركة دعاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
وعن أمّ المؤمنين السيّدة عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يؤتى بالصبيان –تعني حديثي الولادة- فيُحنِّكهم ويدعو لهم بالبركة. وفي الصّحيحين أنّ أسماء رضي الله عنها أتت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمولود لها، “حَنّكه بالتمرة ثمّ دعا له وبَرّك عليه”.
لكن ينبغي على الوالدين الحذر من الدّعاء على الأبناء، ولقد نهى النّبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم عن الدّعاء على الأطفال فقال: “لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أموالكم، ولا تدعوا على أولادكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيَستجيب”. لأنّ الوالدين أو أحدهما قد يغضب لإساءة بعض الأبناء أو عقوقه، لكن ينبغي ألاّ يلجأ في هذا الحال إلى الدّعاء على الأولاد؛ لأنّهما أوّل مَن سيكتوي وسيتألم إن أصاب أبناءهما مكروه، وليستحضر الوالدان أنّ دعوة الوالد لولده أو عليه مستجابة، فقد أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك بقوله: “ثلاث دعوات يُستجاب لهنّ لا شكّ فيهنّ” وذكر منها “دعوة الوالد لولده”، وفي رواية: “على ولده”.
منقول
أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى الدّعاء وأثره العظيم في صلاح الأبناء، من خلال الأنبياء والرّسل عليهم الصّلاة والسّلام وسؤالهم ربّهم وإلحاحهم عليه سبحانه أن يُصلِح لهم ذرّياتهم، حتّى إنّهم دعوا الله تعالى من أجلهم قبل أن يولدوا.
فهذا سيّدنا إبراهيم الخليل هليه السّلام يرفع أكُفّ الضّراعة طالبًا من الله تعالى أن يرزقه أبناء صالحين مصلحين فقال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} الصّافات:100.
وعلى نفس الطّريق سار سيّدنا زكريا عليه السّلام، إذ دعا الله تعالى لأبنائه قبل أن يُولَدُوا {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا. يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} مريم:5-6.
وها هو سيّد الخلق نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم يُكثِر من الدّعاء لأبناء المسلمين ويوجّه المسلمين إلى الدّعاء لأبنائهم حتّى قبل أن يولدوا، فيَحثّ مَن أراد إتيان أهله قضاءً لشهوته وطلبًا للولد أن يحرص على وقايته من الشّيطان فيقول: “لو أنّ أحدكم إذا أتَى أهله قال: بسم الله، اللّهمّ جَنِّبْنَا الشّيطان وجَنِّب الشّيطان ما رَزقتنا، فيُولَد بينهما ولد، فلا يُصيبه الشّيطان أبدًا”.
وعن أمّ سليم رضي الله عنها قالت: توفي ابن لي وزوجي غائب، فقمتُ فسجيته في ناحية البيت. فقدم زوجي فقُمتُ فتطيّبتُ له فوقع عليّ، ثمّ أتيته بطعام فجعل يأكُل فقلت: ألا أعجبك من جيراننا؟ قال: وما لهم؟ قلتُ: أعيروا عارية فلمّا طلبت منهم جزعوا، فقال: بئس ما صنعوا. فقلت: هذا ابنك. فقال: لا جرم لا تغلبينني على الصّبر اللّيلة. فلمّا أصبح غدَا على رسول الله فأخبره، فقال: “اللّهمّ بارِك لهم في ليلتهم”. قال الرّاوي: فلقد رأيتُ لهم بعد ذلك في المسجد سبعة -يعني من أبنائهم- كلّهم قد قرأ القرآن، وذلك ببركة دعاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
وعن أمّ المؤمنين السيّدة عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يؤتى بالصبيان –تعني حديثي الولادة- فيُحنِّكهم ويدعو لهم بالبركة. وفي الصّحيحين أنّ أسماء رضي الله عنها أتت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمولود لها، “حَنّكه بالتمرة ثمّ دعا له وبَرّك عليه”.
لكن ينبغي على الوالدين الحذر من الدّعاء على الأبناء، ولقد نهى النّبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم عن الدّعاء على الأطفال فقال: “لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أموالكم، ولا تدعوا على أولادكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيَستجيب”. لأنّ الوالدين أو أحدهما قد يغضب لإساءة بعض الأبناء أو عقوقه، لكن ينبغي ألاّ يلجأ في هذا الحال إلى الدّعاء على الأولاد؛ لأنّهما أوّل مَن سيكتوي وسيتألم إن أصاب أبناءهما مكروه، وليستحضر الوالدان أنّ دعوة الوالد لولده أو عليه مستجابة، فقد أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك بقوله: “ثلاث دعوات يُستجاب لهنّ لا شكّ فيهنّ” وذكر منها “دعوة الوالد لولده”، وفي رواية: “على ولده”.
منقول