شرح حديث: ابدؤوا بما بدأ الله به
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما - في صفة حج النبي صلى الله عليه - قال صلى الله عليه وسلم: ((ابدؤُوا بما بدأ اللهُ به))؛ أخرجه النسائي هكذا بلفظ الأمر، وهو عند مسلم بلفظ الخبر.
المفردات:
(جابر بن عبدالله) بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي، توفي سنة أربع أو سبع وتسعين بالمدينة.
(بلفظ الأمر)؛ أي: قال: ((ابدؤوا)).
(بلفظ الخبر)؛ أي: قال: ((نبدَأُ))، فأتى به فعلًا مضارعًا.
البحث:
لفظ الحديث عند مسلم: قال: (ثم خرج - أي النبي صلى الله عليه وسلم - من الباب - أي باب الحرم - إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 158]، نبدأ بما بدأ الله به))، فبدأ بالصفا؛ لبداءة الله تعالى به في الآية، وإنما ذكر المصنف هذه القطعةَ من حديث جابر هنا؛ لإفادة طلب الترتيب بين أعضاء الوضوء؛ كما جاءت به الآية الكريمة: ﴿ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾ [المائدة: 6]، فينبغي البداءة بغسل الوجه، ثم ما بعده على الترتيب.
ما يفيده الحديث:
1- أن ما يبدأ الله تعالى به تنبغي البداءة به.
2- أنه ينبغي الترتيب بين أعضاء الوضوء لذلك.
الألوكة
............