فضل الاستغفار
1- الاستغفار والتوبة طريقك إلى الجنة:
قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [1].
قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [2].
2- الاستغفار يمحو الذنوب:
روى الترمذي وقال: حسنٌ غريبٌ، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك، ولا أُبالي يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان[3] السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أُبالي، يا بن آدم إنك لو أتيتني بقُراب الأرض[4] خطايا ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئًا لأتيتك بقُرابها مغفرةً» [5].
روى مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «يا عبادي إني حرمتُ الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي كُلكم ضالٌّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كُلكم جائعٌ إلا من أطعمته فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كُلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسُكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضرِّي فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في مُلكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من مُلكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرًا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» [6].
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو لم تُذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم» [7].
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» [8].
روى مسلم عن طارق بن أشيم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وأتاه رجلٌ فقال: يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: قُل: «اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني، ويجمع أصابعه إلا الإبهام، فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك» [9].
3- أفضل صيغ الاستغفار:
روى البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يُمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقنٌ بها فمات قبل أن يُصبح فهو من أهل الجنة» [10].
[1] آل عمران: 135.
[2] نوح: 10 - 12.
[3] عنان السماء: السحاب.
[4] قراب الأرض: ما يقارب ملأها.
[5] حسن غريب: رواه الترمذي «3540».
[6] صحيح: رواه مسلم «2577».
[7] صحيح: رواه مسلم «2749».
[8] متفق عليه: رواه البخاري «6307» ومسلم «3259».
[9] صحيح: رواه مسلم «2697».
[10] صحيح: رواه البخاري «6306».
منقول