شخصيَّتي الغريبة ومشكلتي مع الصداقة
أ. زينب مصطفى
السؤال
أنا شخصيَّة غريبة؛ في أحيان أكون مرِحة جدًّا وبشوشًا واجتماعيَّة، وفي أحيانٍ أخرى أكون هادئة وباردة جدًّا، وعادةً ما تكون رُدودي على الآخرين بطريقةِ استفزازهم أو وضعهم أمامَ حائطِ سدٍّ؛ ممَّا يجعل كثيرًا مِن زملائي يَنفِرون مني، وأحب كثيرًا أن أغيِّر مِن الأصدقاء، فلا أُصاحب شخصًا أكثر مِن شهر أو شهرين، ولا أعلم: أجِد المشاكل تُخلق بعدَها؛ ممَّا يؤدِّي إلى انقطاع العَلاقة الطيِّبة بيننا دون أيِّ سبب، وإن وُجِد السَّبب فهو منِّي؛ هل أنا مريضة نفسيًّا أو عندي انفِصام بالشخصية كما يقول الجميعُ؟
أفيدوني؟ وأرجو منكم أن تَذكُروا وسائلَ علاج لشخصيتي.
الجواب
أختي الحبيبة.
بدايةً: جميل منك أن تَستطيعي فَهْمَ نفسيِّتك وتصرُّفاتك، وأن يكونَ لديك القُدرة على تحليلها، ثم سَعيك لتغييرِ نفْسك وما يُزعجك أو يُزعج الآخرين منها، وهذا هو بدايةُ علاجِ كلِّ مشكلة بإذن الله تعالى.
أحبُّ أن أُطمئنكَ، فالذي تَشكِين منه في شخصيتك لا يَصِل لدرجة الانفِصام، فالشخص الذي يُعاني مِن الانفصام في الشخصية لدَيه هلاوسُ، ويعيش وحيدًا لا يستطيع الاندماجَ مع الناس، وكثيرٌ مِن الأعراض التي لا أتوقع أنك تُعانين منها، فتغيير الأصدقاء مثلاً، وإنْ كان أمرًا ليس جيِّدًا، إلاَّ أنَّه يُوحي بالاجتماعيَّة والقُدرة على التعارُف والاندماج.
أنتِ مِن الشخصيات المتقلِّبة المزاج، الشخص المتقلِّب المزاج أو يُسمُّونه (المودي) - لكثرةِ تغيير مِزاجه - هذا الشخص لا يُعاني هو مِن شخصيته وتقلُّباتها بقدْر ما يُعاني الناسُ منه مِن حوله!
هو كثيرًا ما يُسْعِده أن يَشعرَ بالتغيير وعدَم المَلل، ولكن أحيانًا قد تَعتريه بعضُ المشكلات في اتِّخاذ قَرار أو تَحديد رأيه في أمْرٍ ما، لكن مَن يُعاني أكثر هم مَن يَتعاملون مع الشَّخْصِ المتقلِّب المِزاج، فالتعامُل معه يُتعِب مَن حوله؛ ولذلك لا تستمرُّ الصَّداقات معك لعِدَّة أسباب، منها أنَّ الشَّخْصَ المتقلِّب غالبًا يُفكِّر بأنانية، ويَبحث عن متطلَّباته أكثرَ مِن محاولته لفَهم الآخرين. والشَّخص المتقلِّب لا يَستطيع مَن حوله أن يَعرفَ رأيه أو ما يحِبُّ وما يَكره؛ فهو دائمُ التغيير في مواقفِه ورَأيه وقناعاته، فإليك أُختي بعضَ النصائح التي ستُساعدك على التغيير - بإذن الله:
1- استعيني باللهِ، وسَلِيه أن ييسِّر لكِ ويجعلَ مِن شخصيتك ما يُرضيه ويُرضيك ويُرْضي الناسَ، وثقي بمعونته لك.
2- تَذكَّري دومًا أنَّ الإنسان لا يَستطيع أن يحيا وحيدًا بلا عَلاقات واجتماعيات، ففكِّري جيدًا قبلَ الصَّداقة، وهل تُناسبك أم لا؟ ثم اسعَي جاهدةً للحِفاظ عليها.
3- عندَ التعامُل مع الآخَرين درِّبي نفْسك على أن تُفكِّري مِن وجهة نظرِهم؛ أي: ضَعي نفسَك مكانَهم؛ لتعرفي كيف يُفكِّرون، وماذا يحتاجون؟ وتذكَّري دومًا أنَّهم ليسوا مجبورين على التعامُل حسبَ مِزاجك وحالتك؛ فلدَيهم متطلَّبات.
4- إذا كانتْ لديك أيُّ أعْراض زائِدة عن ما وصفتِه، فمِن الأفضل أن تَستعيني باختصاصي نَفْسي ليرشدَك.
وفَّقك الله ويسَّر لك الخير.