أختي كثيرة الانعزال والبكاء
أ. زينب مصطفى
السؤال
في الآونة الأخيرة، أصبحَت أختي تبكي كثيرًا، ومِن أتفه الكلمات تغضب، وتبكي، وأحيانًا تبدأ في لَيِّ أصابعها على بعض، ودائمًا إصبعها في فَمِها، وتقضم أظفارها، وتخرج من البيت، والله تحيَّرت، ولا أعرف كيف أُعاملها، أرجوكم مَن يعرف تشخيصًا لحالتها فلْيُساعدني، أو من يعرف مختصًّا نفسيًّا متميزًا فلا يبخل عليَّ، وشاكرة للَّذي يساعدني، ويجعله الله في ميزان حسناته.
الجواب
أختي الحبيبة:
لا شكَّ أن أختك تمرُّ بمشاكل نفسيَّة، أو تشعر بمشاعر معيَّنة تؤلِمُها، أو أنها في مرحلة معيَّنة من عمرها تعاني بسببها بعض الأمور... للأسف لم تَذْكري ما هو عمرك أو عمر أختك؟ وهل هناك مشاكل أُسَرية؟ وكيف هي علاقتها بوالديها وبك؟ توقَّعتُ من كلماتك أنَّها لن تكون طفلةً؛ حيث ذكَرْتِ خروجها من البيت.
من المهم جدًّا أن تتقرَّبي لأختك، وتُشعريها بوجودك بجانبها، وتعطيها الأمان كي تحكي لك ما تعاني منه، لن تستطيعي مساعدتها إلا حينما تتقرَّبي منها، فتُفْصِح لك عمَّا تمر به، ربما كانت تمرُّ بمأزق في حياتها أو ما شابه، كوني أنت قلبها الحنونَ القريب، واحتوي مشكلاتها؛ حتَّى تشركك معها دومًا.
عادةً الإنسان ينعزل ويبكي كثيرًا إذا مرَّ بمشكلة، وشعر في نفس الوقت بوحدة، وأنه لا يجد من يفهمه، سيحتاج منك الأمرُ إلى صبرٍ وعزيمة وإخلاص نيَّة.
وتذكَّري دومًا قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من فرَّج عن مؤمنٍ كربة من كرب الدُّنيا، فرَّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة))؛ متفق عليه.
وقولَه: ((الله في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه))؛ رواه مسلم.
فما أروع أن يكون الإنسان سببًا في إسعاد شخصٍ قريب منه، حتى لو كان بسماعه فقط.
وفَّقك الله، وفرَّجَ عن أختك ضيقها.