اتخذ لك هدفا في الحياة
إن الأهداف هي التي تمدُّنا بالطاقة في الحياة، وهي التي تُقوِّينا وتدعمنا للمضي إلى الأمام، ومن يتَّخذ لنفسه هدفًا، يَخُضْ شوطًا طويلًا، ويصبغ حياته بِمَعْنًى، وتَكُنْ غايتُه فيها سامية وغالية.
الهدف هو أن تستيقظ كل صباح، وتتوكَّل على خالقك، ثمَّ تمضي في الاستعانة بالأسباب، يقول ربُّنا في كتابه العزيز: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون َ} [التوبة: 105]، فالتَّسلح بالأسباب أساسيٌّ للنجاح.
لك في قصص الناس دروسٌ وعِبَر، وأنت تشهدُ بعينيك كيف يسعون إلى تحقيق أهدافهم بتفانٍ شديدٍ، الفرق الذي يمكن أن تختلف به عنهم، هو أن تَضَع لك خطةً محكمةً، ومن خلالها تسعى إلى تحقيق أهدافك على بصيرة تامَّة، جذبتني كثيرًا هذه المقولة: "اجعل اهتمامك بالفرصة التي تنتزعها، وليس بالفرصة التي تُمنح لك".
الهدف هو الفكرة التي تشغل بالك ليلَ نهارَ، فتُفكِّر فيها دائمًا، وترافقك أينما حللْتَ وارتحلْتَ، وأثرُها عميقٌ فيك، تدفعك دفعًا إلى العمل والاجتهاد، والنشاط والإنجاز، قال الشاعر أحمد شوقي:
وما نَيْلُ المَطالبِ بالتَّمَنِّــــ ـــي *** ولكِنْ تُؤخَذُ الدُّنيا غِلابـا
وما استعْصَى على قومٍ مَنالٌ *** إذا الإقْدامُ كان لهم رِكابا
خُذْ لك دفترًا صغيرًا ودوِّن فيه أهدافَك، والهدف الأسمى الذي تسعى إلى تحقيقه، كُنْ على ثقةٍ بأن من طبَّق هذا النمط من العمل، حقَّق أغلب الأهداف التي اجتهد في وضعها؛ لأن كتابة الهدف وتدوينه، تُرسِّخه جيِّدا في الذاكرة، فيُعينك على الاجتهاد والمثابرة من حيث لا تَدْرِي.
الهدف والحلم والإنجاز والمضي إلى الأمام والمثابرة والعزيمة والقوَّة والمرونة والشجاعة والإقدام والشهامة والإيثار، جميعُ هذه المعاني تُغذِّي فيك السعي الحثيث لبُلوغ الهدف الأسمى في حياتك.
من أرقى الأهداف وأروعها طلبُ العِلم، وسبيله الأمثل القراءة والمطالعة والاستزادة من الكتب، فالعلم نور للبصر والبصيرة، وهو التِّرياق لكل داءٍ، يُعالج جُلَّ أمراض المجتمعات، فلو اتَّخذت هذا الهدف قيمةً غاليةً في حياتك، فاعْلَمْ أنك على الطريق السليم، وأنك أخذت بالسبيل الصحيح.
قوِّ إرادتَك ومتِّن عزيمتَك، وكُنْ قويًّا لا ضعيفًا، هادفًا لا حائرًا، ماضيًا في طريقك لا مدبرًا؛ لأن مداد الحياة الهدف الذي سطَّرته، والآلية المُناسبة لتحقيقه، العمل والاجتهاد والنشاط، وبذل العرق.
منقول