خطيبتي.. وعصبيّتها.. وماضيها
أ. مروة يوسف عاشور
السؤال
تقدمتُ لخطبة فتاة بعد الدعاء الكثير واستخارة الله - عزَّ وجلَّ - وأَخْذ مشورة المُقرَّبين والأصدقاء، متوسِّمًا فيها الصلاح والهداية، وقد شهد لها الجميعُ ولأهلها بذلك، وهي من أسرة مرموقةٍ جدًّا، ووالِدُها يشغل منصِبًا كبيرًا، وإنسان محترم وطيِّب جدًّا، بناءً على كلام الناس، وكلُّ ما عرفتُه عنها أنَّها ترتدي الزِّي الشرعي، ودَيِّنة، وكانت ترفض كثيرًا مِن الَّذين يتقدَّمون لها، وعرفتُ أنَّ خالَها شخصيَّة مشهورة جدًّا، وله منصبٌ كبير، ولكن كانت سمعتُه سيِّئة جدًّا، ولكن أهلي قالوا لي: كلُّ ما يهمُّك هو الفتاة، وهي ذات دين.
وقد لاحظتُ فيها حُبَّها للعلم الشرعي، واهتمامها الشَّديد بِنُصرة الإسلام والدِّفاع عنه.
أثناء فترة الخِطبة كنتُ أشعر بضيق في صدري، لا أعلم ما سبَبُه، قلت: "هذا من الشَّيطان"، بعد فترة كنت أُحدِّثها في (الموبايل) بعد استِئْذان والدها، وهذا الشَّيء في بلَدِنا مباحٌ عند جميع الأُسَر، حتَّى الأُسَر المُحافظة، ما دام لا يوجد خلوة بين الشَّاب والفتاة، وكنت أذهب إلى مَنْزلِهم وأجلس معها في وجود والدتها وإخوانها، ولَم تُسلِّم عليَّ قطُّ بناءً على رغبَتِها ورغبتي.
لكن اكتشفتُ فيها بعد الخِطْبة أمرين:
الأول: العصبية المُفْرِطة وغير المبَرَّرة، إلى أن وصلَ الأمر بها أنْ أغلَقَت الهاتف في وجهي أكثر من ثلاث مرَّات، وكنتُ متضايقًا جدًّا من هذا الأمر، وأخبَرتُها كثيرًا، ولكِنَّها كانت ترجع وتتأسَّف كثيرًا بعد كلِّ مرة، وتَعِدني أنَّها لن تُكرِّر هذا الأمر، ولكنها كانت تُكرِّره، سألتُ الكثير من ذَوِي الخبرة في هذه المسألة، وكلهم قالوا لي: إنَّ هذا الأمر عادي، وحاوِلْ أن تحلَّ معها هذه المشكلة.
حاولتُ كثيرًا بالهدوء، فكانت تستجيب في كثيرٍ من الأحيان، ولكن تعود مرَّة أخرى، إلى أن تأكَّدتُ أنَّها عصبيَّة بالفعل، وهذه مشكلةٌ لديها، قلتُ: سوف أصبر، ويكفيني أنَّها متديِّنة.
والثَّاني: أنني اكتشفتُ أنَّها كانت على علاقةٍ بأحد الشباب عبر (الفيس بوك) قبل معرفتي بها، وعند مواجهتها بذلك، أنكرَتْ أولاً، ثم اعترفَتْ ببعض ما كان بينهما، ولما راجعتُ نصَّ المحادثات التي دارَتْ بينهما، وجدتُ أنَّها لم تعترف بالحقيقة كاملة، وشكَكْتُ أنَّها كانت على علاقةٍ بشاب آخر قبله عبر (الفيس بوك) أيضًا، فقرَّرتُ أن أنفصل عنها - بعد كثيرٍ من الاستخارة والتفكير - ولكن عارضَني أهلي وكلُّ أصدقائي، وظنوا أنَّ هذا بطَرٌ للنِّعمة التي أنعم الله عليَّ بها.
وقد أخذتُ على نفسي عهدًا ألاَّ أُخبِر أحدًا بشيءٍ مما اكتشفتُه عنها، مهما غضب منِّي أهلي أو عارضوني؛ لئلاَّ أُشَهِّر بسمعتها، والفتاة الآن مريضة؛ جرَّاء معرفتِها بقراري هذا.
إنني صُدِمتُ حقًّا صدمة عمري، ولا أصدِّق الذي يحدث لي، لقد وصلتُ لدرجةِ أنِّي قرَّرتُ أنْ لا أتزوَّج ثانية؛ لأنِّي أشعر أنَّ كلَّ البنات هكذا، وقد اتخذتُ قراري بالانفِصال عنها؛ لأنِّي غيرُ قادر على تحمُّل العيش مع إنسانة لها علاقاتٌ سابقة، فهل في هذا القرار ظُلْم؟
الجواب
الأخ الكريم، حيَّاك الله في شبكة الألوكة.
"كَذِبُ اللِّسان من فُضول كذب القلب؛ فلا تأمَن الكاذب على وُدٍّ, ولا تَثِق منه بِعَهد, واهرب من وجهه الهربَ كُلَّه، وأَخْوَفُ ما أخاف عليك من خُلطائك وسجرائك: الرَّجل الكاذب".
هكذا استهلَّ المنفلوطيُّ - رحمه الله - مقالتَه عن الكذب, وأرى أنَّه لا فرق بين الرَّجُل والمرأة في عالَمِ الكذب, والخيانة, والغشِّ, والمُراوَغة, والخداع؛ فكلُّها صورٌ وألوان للكذب، وفروعٌ من أصل شجرته الخبيثة.
تقول - بارك الله فيك -: إنَّها تكذب عليك دُونَما سببٍ قوي للكذب, وفي الحقيقة فلا أجد للكذب أسبابًا قويَّة أو ضعيفة, وإنَّما قد يُضْطرُّ له المرء اضطرارًا؛ ليتفادى ضررًا شديدًا، أو أذًى قويًّا قد يلحق به؛ وقد أباحَ الله النُّطق بالكفر اضطرارًا، واستثنَى صاحبه من أهل الضَّلال: ﴿ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ﴾ [النحل: 106], وأمَّا قول بعضهم وادِّعائهم أنَّ هذا من الأمور المقبولة، وجميع الفتيات يفعَلْنه، فلا يُؤخَذ به، ولا يُعتمَد عليه, ولا أصل لهذا القول السَّقيم, وإن كان حال الكثير من الفتَيات على هذا النَّحو, فلا خير في الزَّواج بِمَن تتَّسِم بالكذب، ولا صلاح لحياةٍ مع هذه الرَّذيلة العُظمى، والبلِيَّة الكبرى!
شُعورك بالوَحْدة في قرارك منبَعُه أنَّك الوحيد الذي وقفَ على ما يجب عليك ستْرُه عن الناس, وإن كان من حَقِّك أن تنجو بِنَفْسك من الحياة، مع مَن فقَدْتَ فيها الثِّقة إلى الأبد، فمِن حقِّ المسلم على المسلم أن يَسْتره ولا يفضحه؛ فعن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((المُسْلم أخو المسلم؛ لا يَظْلمه ولا يُسْلِمه, ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجَتِه, ومن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج الله عنه كربةً من كُربات يوم القيامة، ومَن ستَرَ مسلِمًا ستره الله يوم القيامة))؛ البخاري.
ولئن كان من حقِّها عليك ألاَّ تفضَحها، فمِن حقِّ نفسك عليك كذلك: أن تُحسن اختيارَ مَن ستتزوَّجُها, ومن حقِّ أبنائك - إن شاء الله - عليك أن تُحْسِن انتقاءَ والدَتِهم، ومَن ستقوم عليهم وتُربِّيهم وتوجِّههم، ويكون لها بالِغُ الأثر في نفوسهم الغضَّة؛ فاختيار الأُمِّ أُولى خطوات التَّربية السَّليمة، وأساسٌ عظيم من أُسس التَّقويم والإرشاد؛ ومتى كانت العاطفة وحْدَها المُتحكِّمةَ في هذا الاختيار، فاعلم أنَّه لن يُقَدَّر لِهذا الزواج الاستمرار، إلاَّ أن يَشاء ربِّي.
سأقف على بعض ما ورد في رسالتك؛ لأُناقشها على حِدَةٍ، وأُفصِّل القول فيما أرى أنَّه بِحاجةٍ إلى تفصيل.
أوَّلاً: خطأٌ كبير يقع فيه بعضُ الشَّباب من أهل الدِّين والصلاح، اسمه: "المُهمُّ الفتاة فقط", وهو مبنِيٌّ على فكرةٍ أو تصوُّر غير صحيح للزواج؛ فليس الزواجُ ارتِباطًا بين رجُلٍ وامرأة فقط, وإنَّما هو ارتباط بين أُسْرتَيْن كاملتين؛ أب وأم، وجَدٍّ وجدَّة، وأعمام وعمَّات، وأخوالٍ وخالات، وأبنائهم, وليس من المنطقيِّ أن يَخْرج الطِّفل إلى عالَمِه، ثُم نَحُول بينه وبين أقاربه، ونُعلِّل له ذلك بأنَّنا لَم نُحسِن الاختيار, فمَن يدَّعي أنَّ أهل الفتاة لا يجب أن يُنظَر إليهم مهما علَتْ أو دنَت في الفضل مَنْزلتُهم، فقد جانَبَ الصَّواب, وإنَّما تكون الفتاةُ الأساسَ، ثُم لا نَغْفل عن الفروع بعد اختيار ذلك الأساس؛ فالشجرة لا تَقوم على أغصانِها دون فُروعها, وإنَّما تَقْوى بالجميع، وتشتدُّ بالكل.
ثانيًا: لا يوجد شيءٌ مُباح في مصرٍ دون غيره من الأمصار, وإنَّما تختلف الأعراف، ولا تَخْتلف المُحرَّمات, فإلاِهُنا واحد وشريعتنا واحدة، لا تتبدَّل بتبدُّلُ الزَّمان أو المكان, والعلاقة بين الخاطب ومَخْطوبته تبقى علاقةً رسميَّة، بل ليس بينهما علاقةٌ من الأساس؛ فهو أجنبيٌّ عنها، وهي أجنبية عنه، ولو اجتمَعَت الأعرافُ على عكس ذلك, ولو أقرَّ الناس تلك العلاقة فلا يتغيَّر الشرع بتغَيُّر أحوالهم وأفكارهم, كما أنَّ امتِناعَكما عن المُصافَحة لا بدَّ أن يَكون امتِثالاً لأمر الله, وليس لرغبات شخصيَّة؛ فالعبادة نتقرَّب بها إلى الله؛ سواء وافقَتْ ما نحبُّ أم خالفَتْه؛ حتَّى لا نخسر أجر التعبُّد.
ثالثًا: هناك خطأ كبيرٌ يقَع فيه الشباب, بل غالب الناس، وهو إرجاء حلِّ المشكلة، أو التفكير فيها حتى تستفحل, لاحَظْتَ أنَّ الفتاة شديدةُ العصبيَّة سريعةُ الغضب، ثم نصَحَك مَن حولك - ولاحظتَ كثرة نصائحهم لك - أنَّها ستتغيَّر بعد الزواج, وللأسف هذا ما يُوقِع الكثير من الأزواج في مشكلاتٍ قد لا يكون لها حلٌّ إلاَّ الطلاق: "لعلَّه يتغير بعد الزواج, قد تتحسَّن بعد الزواج"... إلى غيرها من الافتراضات التي لا تُبنَى إلاَّ على أحلامٍ وأوهام.
ما لاحظتَه عليها أنه لا يوجد دليلٌ على أنَّها في طريقها إلى التحسُّن, فما الذي جعل الزَّواج عِلاجًا لكلِّ المشكلات النَّفسية؟! الزَّواج مسؤوليَّة وحُسْن إدارة وتحمُّل، وغيرها من الأمور، التي لا تُعالِج سرعةَ الغضب، أو تُهدِّئ الأعصاب أو تُحسِّن المزاج!
فأنصَحُك وكلَّ شابٍّ وفتاة ألاَّ تُبالِغوا في إحسان الظَّن بهذا في الزَّواج، وألاَّ تَطْفوا على سطح أحلامِكم؛ حتَّى تطيروا بها خارج الحياة مِن حولنا, والبعد عن الواقعيَّة يَزِيد من عجزنا عن حلِّ أيسَرِ ما نَمرُّ به من مشكلات.
وإن كان المُعدَّل قبل الزواج مشكلتَيْن كلَّ أسبوع، فالأغلَبُ أنَّه سيرتفع إلى مشكلتين في اليوم بعد الزواج, هذا هو التَّسلسُل المنطقي!
رابعًا: أحيانًا يكون لدينا فصل بين الدِّين والخلُق، وهذا مِن أعجَبِ ما أرى, وهل حُسْن الخلق إلاَّ رمزٌ من أكبر رُموز الدِّين ودلالته؟
سُئِلت عائشةُ - رضي الله عنها - عن خُلق رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالت: "كان خُلقه القرآن", وعن جابرٍ - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ مِن أحَبِّكم إلَيَّ وأقرَبِكم منِّي مجلسًا يوم القيامة أحاسِنَكم أخلاقًا))؛ رواه التِّرمذي وصحَّحه الشيخُ الألباني.
فمتى كان الشخصُ المتفحِّشُ، الغليظ، السَّليط اللِّسان، السريعُ الغضب، السيِّئُ الطِّباع - يُشهَد له بالدِّين؟!
هذه مجرَّد ملاحظة عامَّة على ما يُقال لك مِن فَصْل الدِّين عن جميع الأخلاق.
خامسًا: من الخطأ تتَبُّع الزَّوج أو الخاطب، والبحث والتَّنقيب عن عثراته, وقد ورد النَّهيُ الشَّرعي عن ذلك, ولن يَرْجع صاحب هذا العمل إلاَّ بِما أسميتَه (الصَّدمة)، أو رُبَّما لن يرجع بشيءٍ سوى التَّعَب وتَضْييع الوقت, وقد ذهبتَ لتبحث عمَّا يقودك لسبب الضِّيق وعدَمِ الارتياح الذي شعرتَ به، ثم أدَّى ذلك إلى اكتشافٍ أحسستَ على إثره بالرَّاحة والرِّضا؛ لأنَّك وقفتَ على ما كنت تبحث عنه, لكن عليك بالتَّوبة من ذلك؛ فليس لنا أن نبحث عمَّا يُخْفيه الناس، أو أن نُفتِّش فيما يَخصُّهم بِغرَضِ الوصول إلى ما يُدِينهم, وأنصَحُك ألاَّ تُكرِّر ذلك مع زوجك مُستقبَلاً؛ فبُذور الشكِّ متى غُرسَتْ في أرض المحبَّة، أحالتها إلى صحراء مُقْفِرة، وأثْمرَتْ أشواك الضَّغينة التي لا تَصْلح معها الحياة.
سادسًا: لا أدري لماذا يظنُّ بعض الناس أنَّ فسخ الخِطْبة فيه ظلمٌ لأحد الطَّرَفين؛ والله - تعالى - يقول في الزَّوجين: ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ ﴾[النساء: 130], فكيف بِمَن لم يتزوَّجْ بعد؟! لماذا يرى أن يجبر نفسه على الارتباط بِمَن لم يألفه أو يستَشْعِر الرَّاحة معه، خوفًا من ظلمٍ متوهَّم؟!
مُدَّة الخِطْبة التي تسبق الزَّواج لا يُلزم فيها أيُّ طرفٍ بالاستمرار، ولو لَم يرَ أسبابًا واضحة لِتَرْك الخطبة؛ لِمُجرَّد عدم الارتياح، أو الشُّعور بشيء من النُّفور من الأسباب الكافية للفسخ؛ فهي مجرَّد وقت يَمْنحه كلُّ واحد لنفسه وللآخر؛ للتَّفكير بصورةٍ أفضل، وإصدار القرار الذي يَراه أنسب؛ وإنَّما الظُّلم في الاستمرار عن غير قناعةٍ، وإكراه النفس على ما لَم تتقبَّلْه؛ "وقد اتخذتُ هذا القرار بالانفِصال عنها؛ لأنِّي غيرُ قادر على تحمُّل العيش مع إنسانة لها علاقاتٌ سابقة", وكم هو مؤلِمٌ أن تحاول إكراهَ نفسك على الاستمرار في الزَّواج بِمَن فقدَتْ مصداقيَّتَها عندك، أو مَن لَم يَعُد قلبك يخفق بِحُبِّها, مُحاوِلاً أن تكبِت مشاعرك، والتي لن تلبَث أن تثور عليك، وتتمرَّد بكلِّ قوَّة، مُولِّدةً براكينَ تمتدُّ آثارها إلى أطفالٍ أبرياء، يكونون دائمًا ضحيَّة سوء الاختيار!
سابعًا: لك أن تتألَّم لألَمِها، ولك أن تحزن لِمَرضِها, لكن تذَكَّر أنك لست مسؤولاً عن شيءٍ من ذلك، ولَسْت السببَ فيه, ولن يفيدك أو يفيدها ذلك التَّعاطفُ الَّذي قد يُؤدِّي إلى تَفاقُم المشكلة، وتطَوُّر الوضع إلى أسوأ، متى فكَّرْت في الرُّجوع, ولن تلبَث أن تَنْسى وتتحسَّن صحَّتُها بمجرَّد أن يَطْرُق أحَدُ الشَّباب بابَها, والنِّسيان طبيعةُ الأنفُسِ البشريَّة، ودَيْدَن قلوبها, فلا تشغَلْ نفسك بما لن يُجدي نفعًا أو يحقِّق فائدة.
وفي الحقيقة لا أرى أنَّك بحاجةٍ إلى مَن يدعم موقِفَك ويقنعك بأنَّك لم تظلِمْها؛ فهذه فكرةٌ طُرِحَت من قِبَل مَن لا يعلم بحالك ولا يَدْري عن حقيقة الوضع شيئًا, ولكن تذكَّر ألاَّ تتأثَّر بكثرة عَتبِهم عليك، فتَبوح بما لا يَنْبغي لك البوح به, وتتكلَّم فيما يُقيِّده عليك المَلَكان، وتذكَّرْ: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 16], والله - تعالى - أعلَمُ بِحالها.
ثامنًا: لن تَفْقد الثِّقة في الفتيات؛ فكما يَبْدو أنَّك شخصٌ عقلاني، وكل ما في الأمر أنَّك قد اكتسبتَ خبرةً جديدة، والخِبْرة لا تتولَّد كما تتولد من المواجهات العنيفة والصدمات القويَّة, واستعن بالله وابدأ البحث عمَّن تُناسبك، وسَل الله لها ولك التوفيق.
وفَّقَك الله ويسَّر أمرك ورزقك بِمَن تقَرُّ عيْنُك بها، وتقَرُّ عينُها بك, ومن تكون لك عونًا على طاعة الله ومرضاته.