التقليد الأعمى
محمد جميل زينو
قال الله تعالى: {وَإذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [المائدة: 104]..
1- يخبرنا الله عن حال المشركين، حينما قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: تعالوا إلى القرآن وتوحيد الله ودعائه وحده، فقالوا يكفينا عقيدة الآباء، فرد عليهم القرآن قائلًا: إن آباءكم جهال لا يعلمون شيئًا، ولم يهتدوا إلى طريق الحق.
2- إن كثيرًا من المسلمين وقعوا في هذا التقليد الأعمى، فقد سمعت أحد الدعاة يخطب في محاضرة قائلًا: هل كان آباؤكم يعلمون أن الله له يد؟ يحتج بآبائه على الإنكار! مع أن القرآن أثبت ذلك في قوله تعالى عن خلق آدم: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75].
ولا تشبه يدُ مخلوقاته يدَه؛ لقول الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
3- وهناك نوع أخر من التقليد الضار، هو تقليد الكفار في الفجور والسفور واللباس الضيق، وليتنا قلدناهم في المخترعات النافعة كصنع الطائرات وغيرها مما يفيدنا.
4- كثير من الناس تقول له: قال الله، قال رسوله، فيقول قال الشيخ!! ألم يسمعوا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1]؛ أي: لا تقدموا قول أحد على قول الله ورسوله.
وقال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء؛ أقول لكم: قال رسول الله، وتقولون: قال أبو بكر وعمر!!
وقال الشاعر ينكر على المحتجين بكلام شيوخهم:
أقول لك قال الله، قال رسوله
فتجيب شيخي إنه قد قال
المصدر: «رسائل التوجيهات الإسلامية» (1/238)