دراسة عامل الإهمال لفترة طويلة عبر سلامة الإنترنت: الصمود
عباس سبتي
Study on long-neglected factor in Net safety: Resilience
كمجتمع، كنا نتحدث عن مخاطر الإنترنت على الشباب منذ سنوات، ولكنا قد بدأنا نتحدَّث فقط حول مرونة وصمود الشباب، التي تجعلُهم في منأى من أن تتحول هذه المخاطرُ إلى الضرر، ومن المهم أن نعرف - ككُتَّاب لمذكِّرة جديدة - عن هذه المرونة، وهي التعاملُ مع الظواهر السلبيَّة دون أن تزعجَهم، ولا يأتي ذلك من تجنُّب المخاطر عبر الإنترنت وغير الإنترنت، "المخاطر والصمود يدًا بيد، فالصمود يأتي عند التعرض إلى المخاطر أو الحوادث المؤسفة، ونتيجة لذلك يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع مشكلات الإنترنت؛ فإنهم لديهم المرونة"؛ هذا ما كتبتْه "Leen d’Haenens".
إليك بعض الأمور التي يحتاج أولياءُ الأمور والمُعلِّمون معرفتَها بشأن المرونة:
• ما يمكن تمكينه: الأطفال الصامدون قادرون على التغلب مع المواقف الصعبة بطريقة تركز على المشكلة، وتحوِّلُ المشاعر السلبية إلى الإيجابية (أو المحايدة) كما كتب الباحث.
• الاختلاف بين الجنسين: الأطفال الذكور أقل صمودًا في سن الطفولة، بينما الإناث أقل صمودًا في سن المراهقة.
• عدم الفصل بين مرحلة الإنترنت ومرحلة غير الإنترنت: فالأطفال الذين لديهم مشكلاتٌ نفسية أكثر، يعانون من مخاطر الإنترنت وغير الإنترنت (كما تشير نتائج الدراسة التي أُجريَتْ حديثًا في الولايات المتحدة وتستند على الدراسات السابقة).
• إستراتيجية المواجهة الأكثر شهرة (لكنَّ الأطفال المرنين يستخدمون أكثرَ من إستراتيجية واحدة): "التحدث مع شخص ما هو أشهر إستراتيجية، بغضِّ النظر عن نوع المخاطر، خصوصًا في أوساط البنات والأطفال الصغار الذين يميلون إلى توظيف إستراتيجية التواصل في كثير من الأحيان"، أوصى الكُتَّابُ على تشجيع التواصل المفتوح سواء في المنزل أو المدرسة.
• التعليم الضروري: تعليم الأطفال إستراتيجيات المواجهة الفعالة، بما في ذلك أدوات الإبلاغ عن العنف ومنعه، وأيضًا أضيف محو الأمية الاجتماعية استنادًا على الدراسات وتوصيات الباحثين، خصوصًا الاهتمام الخاص بالأطفال الذين لديهم مشكلات نفسية.
• إنها ليست هذا ولكن خيال: قياس الصمود ليس سهل الجواب بـ(نعم أو لا)، ويُفضَّل أن يفهم على أنه سلسلة متصلة من المقاومة البسيطة إلى المقاومة العالية، على كل الفتيات الأصغر سنًّا ولديهن مشكلات نفسية، واللاتي يتلقين دعمًا من الصديقات، وآباء الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت باعتدال، وآباء الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت قليلًا هم أقل صمودًا.
• استخدام الأب للتكنولوجيا عامل مهم: تعزيز استخدام الإنترنت من قبل الأب "أمر ضروري، فحين يستخدم الآباء الإنترنت باستمرار يشعرون بمزيد من الثقة، ويكونون أكثر توجيهًا لأطفالهم، ويعزز موقفهم الإيجابيَّ تجاه سلامة الإنترنت وإستراتيجيات المواجهة الوقائية".
• الإصلاح أفضل من التقييد: من حيث أسلوب التوجيه الأبويِّ كتب الباحثون: "طرق المراقبة والتوجيه تبدو أفضلَ فائدة كاستخدام مرن للأطفال من الاستخدام المُقيد"، ويضيف الباحثون الحاجة إلى مزيد من الدراسات بشأن أنواع المخاطر التي يتعرض لها الأطفال باستخدام الشبكات الاجتماعية.
• ترك الإنترنت لا يساعد: فإنها تتعلق بالجانب السلبي الذي لا يبني الثقة بالنفس، أو الاستخدام الإيجابي للإنترنت، وجد الباحثون أن عدم استخدام الإنترنت يُضيِّع فرص الإفادة منه، ويسبِّب عودة المشكلة بسهولة؛ لأن السبب لم يعالَج.
• المعلمون هم مفتاح الحَل: يحتاج المعلمون إلى تحفيز طلابهم للتعرف على إستراتيجيات مواجهة وحل المشكلة؛ لذا فالمهارات الرَّقْمية الكافية لدى المعلمين ضرورية لهم.
• التركيز على الأطفال من أهم الإستراتيجيَّات: التحدث مع شخص ما مهمٌّ بغض النظر عن المشكلة التي تواجهه، وفقًا للتقرير: في حالة العنف فإن (77%) من الضحايا يتحدثون مع شخصٍ ما بعد الحادثة، و(53%) يفعل ذلك بعد رؤية محتوى جنسي مثير للقلق، لكنهم في الغالب يستخدمون إستراتيجيات عديدة مرة واحدة؛ على سبيل المثال: حذف الرسائل غير المرغوبة (41%)، حجب المرسل ( 46%) في حالات العنف، و(38%) و(40%) على التوالي في حالات الجنس، هل هذا يساعد؟ نعم؛ حيث وجد الباحثون أن (92%) من الأطفال أفادوا حذف المحتوى الجنسي غير المناسب، و(78%) منهم حجبوا المرسل في حالات العنف، وقالوا بفائدة هذه الإستراتيجيات.
إنه شيء رائع أن نرى الأدلة الكافية لدراية الأطفال وصمودهم عبر الإنترنت، تذكَّرْ أن استطلاع الرأي قد اعتمد على خمسة وعشرين ألف طفلٍ من خمسة وعشرين بلدًا.
للمزيد:
• “Parenting or (digital) public humiliation?”
• “The trust factor in parenting online kids”
• “Private vs. public parenting (& a Pew study)”
• “Teachers’ views on how tech’s changing students”
• More from EU Kids Online: “From Europe, Top 10 online risk myths”
تعليق:
الكاتبة لها مقالات أخرى قُمْنا بترجمتها، ومنشورة في موقعنا: "المسار للبحوث التربوية والاجتماعية "، وهي:
• التوازن الخارجي مع أدوات سلامة الإنترنت الداخلية.
• سبع أولويات السلامة في العصر الرَّقْمي.
وهي تركز على توعية الاستخدام السليم للإنترنت بالنسبة لأولياء الأمور وأطفالهم، وحَرِيٌّ بنا كتربويين أن نفيد من خبرات الباحثين الذين عالجوا مخاطر الإنترنت في المناهج الدراسية.