تبرعوا تبرعك ينقذ حياة للتواصل واتس 00201098455601
دعوة للإنضمام لأسرتنا
لن يستغرق سوى ثوان معدوده _ لن تكتمل سعادة منتدى برامج نت الا بانضمامك اليها

اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني



هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

    

قلعه برامج نت للشروحات    برامج مجانيه 

شرقية سات من اكبر منتديات الدش والريسيفرات وكروت الستالايت والشيرنج


العودة   منتديات برامج سات برامج نت Braamj Sat > برامج نت > المنتديات التعليمية Educational

المنتديات التعليمية Educational اللغة الإنجليزيــة اللغة الفرنسيـــة استفسارات وطلبات الاعضـــاء رياض الاطفال المرحلة الابتدائيه الاعدادية الثانوية العامة كليات الطب الهندسة الصيدلة كلية العلوم التجاره الدبلومات الفنية المعاهد المتخصصة باشراف messaid saadane, مهاجي جمال الجزائري, zoro1


آخر 30 مشاركات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-23-2017, 07:01 AM   #1
فريق منتدى الدي في دي العربي
مشرف ♥ ♥ برامج سات برامج نت مراقب من خلاله
 
الصورة الرمزية فريق منتدى الدي في دي العربي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: عمان الاردن
المشاركات: 95,289
معدل تقييم المستوى: 104
فريق منتدى الدي في دي العربي is on a distinguished road
افتراضي البشارات بخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم
انشر علي twitter


الحمد لله رب الوجود، سبحانه الإله الواحد المعبود، تنزَّه عن الشريك والولد، ولم يكن له كفوًا أحد، نسألُه في الدنيا دوامَ الإحسان، والسترَ يوم التَّنادِ والجودَ بالغفران.

يا أخا الإسلام:
سَرتْ بشائرُ بالهادي ومولدِه
في الشرقِ والغربِ مسرى النُّورِ في الظُّلَمِ
تخطَّفتْ مُهَجَ الطَّاغينَ من عَرَبٍ
وطيَّرَتْ أَنفُسَ الباغينَ مِن عَجَمِ
رِيعَتْ لها شُرَفُ الإيوانِ فانصَدَعتْ
من صَدْمَةِ الحقِّ لا مِن صدمةِ القُدُمِ
أَتَيْتَ والناسُ فوضى لا تمرُّ بهمْ
إلا على صَنمٍ قد هَامَ في صَنَمِ
والأرضُ مملوءةٌ جورًا مُسخَّرةٌ
لكلِّ طاغيةٍ في الخَلقِ مُحتَكِمِ

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المَلِك الحق المبين، منزل الكتاب هدايةً للمتقين، ومُرسِل النبي صلى الله عليه وسلم قدوةً لعموم المؤمنين، وأشهد أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسولُه، ماحِق أباطيل الهوى بنور الوحي الكريم، مَن اقتدى به سار على محجةٍ وهُدى، ومن تنكَّب طريقَه فقد ضل وغوى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد توقَّفتْ أنفاسُ الزمان في انتظار مولدِ نبيِّنا ورسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبشرت به المخلوقات على اختلاف مدارجِها ودرجاتها، كلٌّ على قدرِه وطريقة تعبيره؛ السماءُ وما حوت بعلوِّها وجلالها، والأرض وما طوت بقدرة الله فيها؛ لأن وجوده صلى الله عليه وسلم كان نقطة تحوُّلٍ بشريٍّ عامٍّ على مجرى هذا العالم الفسيح.

قد كانت الدنيا قبله في شركٍ ووثنيةٍ، وضياعِ أخلاقٍ، وتناءٍ عن السلوكِ الرَّشيدِ؛ ففي الشرق آلهة كُثُرٌ، وفي الغرب حَيدةٌ ناشزةٌ عن تعاليم روح الله ونبيِّه عيسى عليه السلام، بينما تطرَّف اليهودُ عن ديانة سيدنا موسى عليه السلام بما حرَّفوه مِن شريعتهم!

وهكذا انطفأَتْ شُمُوعُ التوحيدِ النادرةُ الباقيةُ في الأرض، ولم يبقَ إلا نفرٌ قليلٌ جدًّا من الحنفاء الذين كانوا يعبدون الله تعالى على بقايا حنيفيَّةِ سيدنا إبراهيم عليه السلام.

وعن هذا المعنى جاء الحديث الشريف عن عِياض بن حِمار رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذاتَ يومٍ في خطبتِه: ((أَلَا إنَّ ربي أمرني أن أُعلِّمكم ما جهِلتُم مما علَّمني يومي هذا، كلُّ مالٍ نحلتُه عبدًا حلالٌ، وإني خَلَقتُ عبادي حنفاءَ كلَّهم، وإنهم أتَتْهم الشياطينُ فاجتالَتْهم عن دينهم، وحرَّمَت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرَتْهم أن يُشرِكوا بي ما لم أنزل بهِ سلطانًا، وإنَّ الله نظر إلى أهلِ الأرضِ فمقتَهم، عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهلِ الكتابِ...))؛ (صحيح مسلم 2865)، وقال الله تعالى عن ذلك أيضًا: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2].

وقد جاءتِ البُشْرى بسيِّد الأنام قبل زمانه بسنينَ عدَدٍ؛ فها هو مَلِك اليمن ربيعة بن نصر - من ملوك التبابعة - وقد هاله ما رأى في منامه واستقدم مَن يُفسِّره، وكان ممن استقدمهم لذلك رجلٌ يقال له: سَطِيحٌ، فبعد أن سمِعه أجابه بكلامٍ كثيرٍ في تفسير رؤياه، وكان مما قال في باب البشارة بخاتم الأنبياء: "نبيٌّ زكيٌّ، يأتيه الوحيُ من قِبَلِ العَلِيِّ"، قال: وممن هذا النبي؟ قال: رجلٌ مِن ولد فهر بن غالب، يكون الملك في قومه إلى آخر الدهر، قال: وهل للدهر من آخر؟ قال: نعم، يوم يُجمَع فيه الأولون والآخرون، يسعد فيه المحسنون، ويَشقَى فيه المسيئون..."؛ (السيرة النبوية؛ لابن هشام، ص28 ج1، ط1 2006م - دار الحديث/ القاهرة).

وقال له شِقٌّ في تأويل الرؤيا ذاتها: "رسولٌ مُرسَل، يأتي بالحقِّ والعدل، بين أهل الدين والفضل، يكون المُلْك في قومِه إلى يوم الفصل"؛ (السابق ص29).

وقد بشَّر به أحد العباد في عَمُّورية، بعدما صحبه سلمانُ الفارسيُّ رضي الله تعالى عنه زمنًا، قال له: "...، ولكنه قد أظلَّك زمانُ نبيٍّ هو مبعوثٌ بدينِ إبراهيمَ، يخرج بأرضِ العربِ مهاجرًا إلى أرضٍ بين حَرَّتينِ بينهما نخلٌ، به علاماتٌ لا تَخفى، يأكلُ الهدية ولا يأكلُ الصَّدقةَ، بين كتِفَيه خاتمُ النُّبوَّةِ، فإنِ استطعتَ أن تلحقَ بتلك البلادِ فافعلْ..."؛ (الألباني في السلسلة الصحيحة 2/556 بسندٍ حسنٍ عن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه).

وبشَّرتِ الكتبُ المقدَّسة السابقة على الإسلام بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم كانوا يعلَمون نُعُوته من كتبهم، ومِن ألسنة أحبارهم ورهبانهم، بَيْدَ أنهم كانوا يجتهدون في كتمان الحقيقة، قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 146]، وعرَّفَ القرآنُ الكريم لأتباعه بعضَ صفتِه؛ كما قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157].

وكما قال الله تعالى عن نبيِّنا الكريم صلى الله عليه وسلم في القرآن: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45]، فقد جاءَتْ هذه الآية الكريمة بزياداتٍ عليها في توراة سيدنا موسى عليه السلام، فعن عطاء بن يَسَارٍ رضي الله تعالى عنه قال: "لقيتُ عبدَاللهِ بنَ عمرِو بنِ العاصِ، فقلتُ: أخبِرني عن صفةِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم في التوراةِ، قال: فقال: أَجَلْ واللهِ، إنَّهُ لموصوفٌ في التوراةِ ببعضِ صفتِه في القرآنِ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45] وحِرزًا للأُمِّيِّينَ، أنتَ عبدي ورسولي، سمَّيتُك المتوكلُ، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ ولا صخَّابٍ في الأسواقِ، ولا يدفعُ بالسيئةِ السيئةَ، ولكن يعفو ويغفرُ، ولن يقبضَه اللهُ تعالَى حتى يُقيمَ به المِلَّةَ العوجاءَ بأن يقولوا لا إلهَ إلا اللهُ، ويفتحوا بها أعيُنًا عُمْيًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غُلفًا"؛ (الألباني - صحيح الأدب المفرد 185).

وجاء في الأسفار الموسوية ما يلي: "إن الله تعالى من سيناء تجلَّى، وأشرق نوره من سيعير، وأطلع من جبال فاران ومعه ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم"؛ (سفر التثنية 33/ 1 - 2).

وقد ربط كثيرٌ من الباحثين المنصفين في الأديان على ربوع أديم الأرض بين هذا النص التوراتيِّ وقولِ الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ ﴾ [التين: 1، 2]، بأن التين والزيتون إشارةٌ إلى أرض نبي الله عيسى عليه السلام، وأن طُورَ سينين إشارةٌ إلى نبوة نبي الله موسى عليه السلام، وأن البلد الأمين هي مكة المباركة، إشارة إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان رجالٌ من قوم عاصم بن عمر كانوا يذكرون في سبب هدايتهم للإسلام ما عرَفوه من قول اليهود لهم: " إنَّهُ قد تقاربَ زمانُ نبيٍّ يُبعثُ الآنَ، ن***ُكم معهُ ***َ عادٍ وإرمَ..."؛ (الوادعي في صحيح أسباب النزول 26، بسندٍ حسنٍ)، ولكنهم كفروا به لما جاء! قال الله تعالى: ﴿ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 89].

وبشَّر به رُوح الله وكلمته سيدنا عيسى عليه السلام، قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [الصف: 6].

وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم - متحدثًا عن نفسه في معرض البشارات -: ((إنِّي عندَ اللهِ مكتوبٌ خاتمُ النَّبيِّينَ وإنَّ آدمَ لمُنْجَدِلٌ في طينتِه، وسأخبرُكم بأوَّلِ أمري:دَعوةُ إبراهيمَ، وبِشارةُ عيسَى، ورؤيا أمِّي التي رأَت - حين وضعَتني - وقد خرج لها نورٌ أضاءَت لها منه قصورُ الشَّامِ))؛ (الألباني في مشكاة المصابيح 5691، بسندٍ صحيحٍ، عن العِرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه).

أما دعوة إبراهيم عليه السلام، ففي قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 129]، واستجاب الله تعالى دعاء الخليل عليه السلام، قال الله عز وجل: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].

وقد وقعت أحداثٌ جليلةٌ تعدُّ مِن التمهيد والبشارات العملية الواقعية للنبيِّ الكريم صلى الله عليه وسلم:
منها إعادة حفر بئر زمزم قبل مولده صلى الله عليه وسلم بقليل، فعن عبدالله بن زرير الغافقي رضي الله تعالى عنه قال: "سمعتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ وهو يُحدِّثُ حديثَ زمزمَ، قال: بَيْنَا عبدُالمطلبِ نائمٌ في الحِجرِ أُتِيَ، فقيل له: احفِرْ بَرَّةً، فقال: وما بَرَّةُ؟ ثم ذهب عنه، حتى إذا كان الغدُ نام في مضجعِه ذلك، فأُتِيَ فقيل له: احفِرِ المضنونةَ، قال: وما المضنونةُ؟ ثم ذهب عنه، حتى إذا كان الغدُ فنام في مضجعِه ذلك، فأُتِيَ فقيل له: احفِرْ طَيْبَةَ، فقال: وما طَيْبَةُ؟ ثم ذهب عنه، فلما كان الغدُ عاد لمضجعِه فنام فيه، فأُتِيَ فقيل له: احفِرْ زمزمَ، فقال: وما زمزمُ؟ فقال: لا تُنزَفُ ولا تُذمُّ، ثم نعت له موضعها، فقام يحفرُ حيثُ نُعِت، فقالت له قريشٌ: ما هذا يا عبدَالمطلبِ؟ فقال: أُمِرتُ بحَفر زمزمَ..."؛ (الألباني في إزالة الدهش 26، بسندٍ صحيحٍ)، وتفجَّرت زمزم بعد ذلك لتسقيَ الحجيج، ويكون الشرب منها نسكًا في شريعة الإسلام، وليكون حفرها من البشارات العملية لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومِن البشارات المشتهرة التي سبقت ميلادَ النبيِّ الكريم صلى الله عليه وسلم حادثةُ الفيل، والتي خاطَب فيها ربُّ العزة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنَّهُ كان موجودًا بين أهل مكة، وهو الذي وُلد في هذا العام، قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ [الفيل: 1 - 5].

لقد كانت هذه الحادثة لفتًا للأنظارِ إلى قيمة هذا البيتِ العتيق، وإرساءً لفضلهِ وأهميته إلى آخر الأزمان؛ حيث ستَهبِطُ على هذه البقعةِ المباركةِ آخرُ إرسالياتِ السماء لأهلِ الأرض، وسيكون حامل الأمانة الإلهية هو سيِّدَ الأوَّلين صلى الله عليه وسلم، فحفِظ الله بيتَه العتيق مِن هجمةِ أَبْرَهَة وجنوده بعدما أرسى الحقدُ أطنابَهُ في قلبه على البيت الحرام، وقطعَ سَفرًا طويلًا بين اليمن ومكة؛ ليظفر بهدم الكعبة، وهيهات!

وقد جاء الخبر العظيم بعد ما يقارب نصف قرنٍ لتلاوة ملاحم حادثة الفيل درج آيِ القرآن الكريم، "ولم تكن هذه الحمايةُ تكريمًا لمَن يعيش في البيت آنذاك، ولا كانت استجابةً لدعاء الوثنيِّين وعُبَّاد الأصنام الذين يملؤون ساحاته، حَمَى ربُّ البيت بيته لحكمةٍ عليا، كان سبحانه وتعالى يريدُ بهذا البيت أمرًا، يريد أن يحفظه ليكون مثابةً للناس وأمنًا، وليكون نقطةَ تجمع للعقيدة الجديدة، تزحف منه حرة طليقة" (أحمد بهجت / أنبياء الله، ص 399، ط/33، 2007م - دار الشروق / القاهرة).

وبالأمسِ كانت مكة مَطمعًا لجيش أبرهةَ؛ حيث كان الأوغاد يريدُون أن يتخطَّفوها، بَيْدَ أن الله قد دمَّرَهم تدميرًا، "وزاد هذا الحادثُ الفذُّ العجيبُ في مكانة مكة الدينية، وزاد أهلها انصرافًا عن التفكير في شيء غير الاحتفاظ بتلك المكانة الرفيعة، ومحاربة مَن يحاول الانتقاص منها أو الاعتداء عليها"؛ (محمد حسين هيكل / حياة محمد / ص 120، ط/6، 2012م، الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة).

وفي ليلة الميلاد المباركة قد حَدَّث التاريخُ العامُّ للبشرية أن أحداثًا غريبةً قد غمرت الأرضَ، وتناقلتها الألسنة، وحاول البعض إيجاد تفسيرٍ لها، وأرسلوا لذلك رُسُلَهم في الآفاق يستطلعون الخبر، " لَمَّا كانتِ اللَّيلةُ الَّتي وُلِدَ فيها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ارتَجسَ إيوانُ كِسرى، وسقَطَت منها أربعَ عشرَ شرفة، وخَمدت نارُ فارِسَ، ولم تخمَد قبلَ ذلك ألفَ عامٍ، وغاضَت بُحيرَةُ ساوَةَ، فلمَّا أصبحَ كسرى أفزعَهُ ذلِكَ، فصبرَ عليهِ تشجُّعًا، فلمَّا عِيلَ صبرُهُ رأى ألا يسترَ ذلك عن وزرائِهِ ومَرازبتِهِ، فلبسَ تاجَهُ وقعدَ على سريرِهِ، وجمعَهُم إليهِ وأخبرَهُم بما رأى، فبَينا هم كذلِكَ إذ وردَ عليهمُ الكتابُ بخُمودِ النَّارِ، فازدادَ غمًّا إلى غمِّهِ، فقالَ الموبِذانُ: وأَنا - أصلحَ اللَّهُ الملِكَ - اللَّهُمَّ قد رأيتُ في هذِهِ اللَّيلةِ إبلًا ضِعافًا تقودُ خيلًا عِرابًا، قد قطَعَت دجلةَ وانتشَرَت في بلادِها، فقالَ: أيُّ شيءٍ يكونُ هذا يا موبذانُ؟ وَكانَ أعلَمَهُم في أنفسِهِم، قالَ: حادثٌ يكون في ناحيةِ العَربِ، فَكَتبَ عندَ ذلِكَ: مِن كِسرى ملِكِ الملوكِ إلى النُّعمانِ بنِ المنذرِ، أمَّا بعدُ: فابعَث إليَّ برجلٍ عالِمٍ بما أريدُ أن أسألَهُ عنهُ، فبَعثَ إليهِ بعبدِالمسيحِ بنِ عمرِو بنِ حيَّانَ بنِ بَقلةَ الغسَّانيِّ..."؛ (النخشبي في تخريج الحنائيات، 2 /994، وقال: حسنٌ غريبٌ، عن هانئ المخزومي).

ومن إرهاصات النبوة ما حدثَ مع بَحِيرا الراهب الذي لَمَّا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلَّ يُبشِّر برسالته، ويقيم أدلته على ذلك، ويبدي خوفه عليه من الروم، ذكَرَ الوادعيُّ ذلك، فقال: "... فأخذ بيَدِ رَسولِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال: هذا سيِّدُ العالَمينَ، هذا رسولُ رَبِّ العالَمينَ، يبعَثُه الله رحمةً للعالَمين، فقال له أشياخٌ مِن قريش: ما عِلْمُك؟ فقال: إنَّكم حين أشرَفْتُم من العَقَبة، لم يبقَ حَجَرٌ ولا شجَرٌ إلَّا خَرَّ ساجِدًا، ولا يَسجُدانِ إلَّا لنبيٍّ، وإني أعرِفُه بخاتَمِ النبوَّةِ، أسفل من غضروفِ كتِفِه مثل التفَّاحة، ثم رجع فصنع لهم طعامًا، فلما أتاهم به فكان هو في رعيَّةِ الإبلِ، فقال: أرسِلوا إليه، فأقبلَ وعليه غمامةٌ تُظِلُّه، فلمَّا دنا من القوم وجدهم قد سَبَقوه إلى فيءِ الشَّجرة، فلما جلس مال فيءُ الشَّجرة عليه، فقال: انظروا إلى فَيءِ الشَّجرة مال عليه، قال: فبينما هو قائمٌ عليهم، وهو يناشِدُهم ألَّا يذهبوا به إلى الروم؛ فإنَّ الرُّومَ إن رأَوْه عرَفوه بالصِّفةِ فيَقتُلونَه، فالتفتَ فإذا بسبعةٍ قد أقبلوا من الروم فاستقبَلَهم، فقال: ما جاءَ بكم؟ قالوا: جئنا، إن هذا النبيَّ خارج في هذا الشَّهرِ، فلم يبقَ طريقٌ إلَّا بُعِثَ إليه بأُناسٍ، إنَّا قد أُخبِرْنا خبَرَه فبُعِثنا إلى طريقِك هذا..."؛ (الوادعي في المسند الصحيح، 828، عن أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس).

وهكذا فقد تضافرت البشائر برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في زمان وجوده، وما سبقه من أزمانٍ؛ دلالةً صادقةً على علوِّ قدره، وشرف رتبته في العالَمين.

وما زال الحب والتقدير والإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين يغمرُنا ونحن أتباع هذا النبيِّ الخاتم صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم بشَّروا به، ومهَّدوا في القلوب والأذهان أَوْفَى مكانٍ لسيد الخلق، وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم، والذي كانت رسالته لَبِنَةَ التمامِ، ومسكَ الختام.

نسأل الله تعالى أفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد رسول الله، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
والحمد لله في المبدأ والمنتهى.


الشيخ حسين شعبان وهدان

__________________

من مواضيع فريق منتدى الدي في دي العربي

فريق منتدى الدي في دي العربي متواجد منذ قليل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رمضان عبد المعز يوضح حكم دخول الحمام بخاتم مكتوب عليه «الله» DVD 4 ARAB الأخبار العام الإعلامي Main 0 10-30-2017 06:00 PM
هل صح أن موسى عليه السلام تمنى أن يكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فريق منتدى الدي في دي العربي الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic 0 10-21-2017 10:55 AM
الغلو والجفاء في حب إمام الأنبياء صلى الله عليه وسلم فريق منتدى الدي في دي العربي المنتديات التعليمية Educational 0 06-19-2016 11:40 PM
ذهبت إمرأة تشتكي عند رسول الله صل الله عليه وسلم من زوجها . فريق منتدى الدي في دي العربي حملة لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم 0 05-28-2016 09:56 PM
باب في تفسير قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعت فريق منتدى الدي في دي العربي حملة لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم 0 04-29-2016 07:34 AM

 
أخر الموضوعات
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة روايدا
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed

استطلاع
ما هى الاقتراحات التى تريد أن تقدمها لتطوير خدمات و تصميم شبكة عالم الانترنت
هذا التصويت مفتوح (مرئي) للجميع: كافة الأعضاء سيشاهدون الإختيار الذي قمت بتحديده ، فيرجى الإنتباه إلى هذه النقطة .

إعلانات
فيسبوك

إدعموا منتدى الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::حديث نبوي صحيح::

إدعموا الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::

فيسبوك

لوحة اعلانية
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت :: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت :: للإعلان :: واتس 00201558343070 بريد إلكتروني [email protected] أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php للتواصل عبر الواتس https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j


تنبيه للاعضاء تود إدارة المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.


الساعة الآن 08:25 PM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha

هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Developed By Marco Mamdouh
Please seek an excuse for DVD FORUM it is not responsible for the coming of topics by members and put the responsibility entirely on the subject's owner , DVD FORUM is open forum for members to put different subjects in striving for a review of topics, according to general laws for the protection of property . If there are any company or institution has a problem with one of the topics, please contact us. DVD FORUM is not responsible for any topics written within the forum. Only the author of the topic bears full responsibility for the topic he submitted. If you encounter any problem arises in the content, please email us

Security team

DMCA.com Protection Status

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1

All Rights Reserved WaelDesign © 2010/2011

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303