تبرعوا تبرعك ينقذ حياة للتواصل واتس 00201098455601
دعوة للإنضمام لأسرتنا
لن يستغرق سوى ثوان معدوده _ لن تكتمل سعادة منتدى برامج نت الا بانضمامك اليها

اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني



هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

    

قلعه برامج نت للشروحات    برامج مجانيه 

شرقية سات من اكبر منتديات الدش والريسيفرات وكروت الستالايت والشيرنج


العودة   منتديات برامج سات برامج نت Braamj Sat > برامج نت > الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic

الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic المواضيع المميزه بالمنتديات الإسلامية منتدى العلوم الشرعية منتدى السيرة النبوية الشريفة منتدى التاريخ الإسلامي منتدى المرأة المسلمة روضة المنتديات الإسلامية بإشراف zoro1 , messaide saadne , عبد العزيز شلبي nadgm ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين


آخر 30 مشاركات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-25-2016, 10:46 PM   #1
فريق منتدى الدي في دي العربي
مشرف ♥ ♥ برامج سات برامج نت مراقب من خلاله
 
الصورة الرمزية فريق منتدى الدي في دي العربي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: عمان الاردن
المشاركات: 95,289
معدل تقييم المستوى: 104
فريق منتدى الدي في دي العربي is on a distinguished road
افتراضي مرض الحسد وعلاجه
انشر علي twitter

مرض الحسد وعلاجه


عبدالله بن عبده نعمان العواضي






الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، أحمده على نعمه الوفيرة، وآلائه الغزيرة، وأشهد أن لا إله إلا هو المعبود الحق في أرضه وسمائه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد أوليائه، وخيرة أصفيائه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء1].

﴿ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً * يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً ﴾ [الأحزاب70-71].

أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.


عباد الله:
اعلموا أن من مبادئ الإيمان العظيمة، ومن سبل الراحة القويمة: الرضا بقضاء الله وقدره خيره وشره وحلوه ومُرّه، على النفس أو على غيرها.


قال الله تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن11].


واعلموا كذلك أن من حكمة الله تعالى ورحمته بعباده أن خلقهم وقدر أن يكونوا غير متساوين في أرزاقهم وهباتهم وملكاتهم؛ حتى تتم الحياة وتُبنى المعايش باستفادة كل إنسان من أخيه الإنسان بما ليس عنده. ولو كانوا كلهم متساوين في عطاياهم التي حباهم مولاهم جل جلاله لما قامت الحياة ولا عمرت الأرض.


قال تعالى: ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [الزخرف32].


أي: هذا غني وهذا فقير، هذا قوي وهذا ضعيف، هذا عالم وهذا جاهل؛ ليكون بعضهم مسخراً لنفع بعض.


أيها المسلمون:
إن النفس البشرية مطبوعة على الخصال الحميدة والخصال الذميمة، ومفطورة على المحاسن وعلى المساوئ؛ ليتم التكليف والابتلاء بمجاهدتها على تثبيت الفضائل في النفس، ومراغمتها على كبح جماح الرذائل.


أما من ترك نفسه وهواها دون تقويم فإنها ستقوده إلى كل هلاك، ومن زمّها وصقلها حتى أشرقت بالفعل الجميل علت به على كواكب العز والنجاح في الدنيا والآخرة.


قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴾ [الشمس9-10].


عباد الله:
إن من الأخلاق التي طبعت عليها النفوس: خلق الحسد. هذا الخلق الذي لا يسلم منه جسدُ حيٍّ حتى يموت. غير أن هذا الخلق من المحمود ومنه المذموم.


فالمحمود منه ما ساق صاحبه إلى الجد والعمل؛ ليحصل على ما حصل عليه غيره من الخيرات والنعم من غير إيذاء قولي أو فعلي يوصله إلى من رآه على خير ديني أو دنيوي. فهو يرجو ويعمل ليصل إلى ما ناله غيره مع تمنيه بقاء النعمة على صاحبها من غير زوال. وهذا تنافس شريف وهمة عالية محمودة يحسن بالإنسان العاقل أن يتخلق به ويسعى إليه؛ لأنه من كمال العقل ودليل علو الهمة، وبه صلاح الدنيا والدين.


فمن رأى أخاه المسلم على عبادة أو خلق كريم أو علم نافع أكثر منه فليجدّ ويجتهد حتى يكون مثله أو أحسن منه، مع صلاح النية وحسن القصد.


والمصنوعات والمخترعات المتنوعة ما جاءت إلا عبر هذا السبيل، فكل شركة أو صانع أو مخترع يحب أن ينتج أجود وأتقن مما يوجد في السوق؛ ليحصل على ربح ومكانة أعلى من غيره، وبهذا تطورت الحياة وتقدم الأحياء.


أيها الأفاضل:
أما الحسد المذموم فهو ذلك المرض العضال الذي يتمنى صاحبه أن تزول النعمة عن محسوده، أو يسعى هو إلى إيذائه والإضرار به ليزيلها عنه.


وهذا مجال حديثنا هذه الخطبة بعون الله تعالى.


أحبتي الكرام:
إن الحسد صفة ذميمة لا تتخلق بها إلا النفوس المريضة التي لا تحب إلا العيش منفردة والاستئثار على غيرها بما تهواه.


الحسد بوابة الآثام، وبضاعة اللئام، يبدأ بالقريب قبل البعيد، والصديق قبل العدو، فهو أكثر ما يكون بين الأقارب، وبين الجيران، وبين الزملاء.


فالقريب الحاسد لا يحب أن يكون قريبه أحسن منه فيما يتباهى به الناس، ولو كان أخاه لأبيه وأمه.


والجار الحاسد لا يحب أن يكون جاره أفضل منه في مال أو جاه أو قوة أو جمال أو علم.


والزملاء في الدراسة أو الوظائف أو الأعمال لا يرضى الواحد منهم أن يتقدم عليه في معلومات أو ترقيات أو مكافآت أو زيادة خير.


ولذلك لا تستغربوا من حصول المشكلات والمكايدات، والبغضاء والتقاطع، والهجران وفساد العلاقات وتعثر المشروعات، والتقاتل والأضرار بين الأصناف السابقة، فما ذلك إلا نتيجة من نتائج مرض الحسد.


فإذا لم يرافق المسلمَ من أهل هذه الجهات إيمانٌ وتقوى وقناعة فإن الحسد سيكون أسرع إليه من السيل إلى منحدره.


عباد الله:
إن الحسد مرض ينشأ من ضعف الإيمان بالقضاء والقدر وقلة الفهم لمعاني الأسماء والصفات. فالحاسد لو كان عنده إيمان قوي بقضاء الله وقدره ما حسد الناس على ما قضاه الله وقدره، ولو كان عنده علم وفهم لاسمي الله: العليم والحكيم ما حسد؛ لأن الله حكيم في قضائه وقدره وعليم بخلقه، فمن علم ذلك انكف عن حسده.


إن أسباب نشوء الحسد: العجز عن الوصول إلى تلك الأمنية التي وصل إليها المحسود مع وجود رغبة الحاسد فيها وبذله الأسباب للوصول إليها، وقد يحصل عليها غيره بدون بذل ما بذل.


ومن الأسباب: صدور الإساءات إليه ممن حصل تلك النعمة، فيرى أنه كان أحق بها ويجب سلبها من صاحبها.


ومن الأسباب: عيش فاقد النعمة وسط واجديها، كعيش الفقير بين الأغنياء، والداني بين الوجهاء والقبيحة بين الحسناوات. وهذا التفاوت له أثره الكبير في بسوق شجرة الحسد الخبيثة.


أيها المسلمون:
إن داء الحسد مرض يورث آثاراً سيئة ضارة على الحاسد وعلى غيره. والحاسد قد يشعر وقد لا يشعر أنه أول المتضررين بلفح نار حسده، فالحسد نار متأججة تحرق أول ما تحرق مذكيها ومشعلها. وقد قالوا: لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله.


فإبليس حينما حسد آدم عليه السلام فأبى السجود له بأمر الله له عصى ربه بذلك؛ حسداً لآدم وقال: ﴿ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً ﴾ [الإسراء61]. فطرده الله تعالى من رحمته وأهبطه من سماواته؛ ليكتوي بنار حسده في الدنيا ويكتمل عذابه في الآخرة.


قال معاوية رضي الله عنه: "ليس من خصال الشر أعدل من الحسد، يقتل الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود".


إن الحاسد يعيش في حزن و غم وهم واكتئاب ومصائب لا يؤجر عليها، يحترق داخله عندما تكون عيونه في جنة مما يرى من نعمة المحسود وقلبه في نار حينما حرم ذلك.


والحاسد أفراح الناس لديه مآتم، وابتساماتهم شهب تحرق فؤاده، وصحتهم رسل مرض إلى جسده، وراحتهم تعب عليه. فمسكين هذا الحاسد مدنف القلب والروح والجسد ليس له دواء حتى يستيقظ ويرى نعمة محسوده وقد ذهبت فذلك شفاؤه الذي يتمناه.


هذا المريض يعيش في سجن ضيق كأنما يتنفس من ثقب إبرة، فلا تسمع منه إلا الآهات والزفرات، ولا ترى عليه إلا سحائب الظلمات تلوح على وجهه؛ لما يرى أصحاب النعمة وهم يرفلون فيها.


عباد الله:
إن الحاسد معترض على نعم الله تعالى أن تصل إلى عباده، وهذا سوء أدب مع الله عز وجل.
ألا قل لمن كان لي حاسداً
أتدري على من أسأتَ الأدب

أسأت على الله في حكمه
لأنك لم ترض لي ما وهب

فجازاك ربي بأن زادني
وسدَّ عليك وجوه الطلب



الحاسد يخرب عيشه بنفسه، وقد يخرب دينه وآخرته، فيظل طائش الفكر، مشغول القلب بما لا يعنيه ولا ينفعه. وربما ساقه الحسد إلى التضجر والتسخط على الله تعالى فيفوه بعبارات قد توصله إلى الكفر.


أيها الأخوة الكرام، إن الحسد يمزق المجتمع ويفرقه، ويزرع فيه الشحناء والضغينة، قال النبي صلى الله عليه و سلم قال: (دب إليكم داء الأمم: الحسد والبغضاء هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم؟ أفشوا السلام بينكم) [2].


والحسد ذنب ينبت ذنوباً أخرى فقد يحصل به: غيبة ونميمة، وتجسس وسوء ظن، وإيذاء وشتم ووقيعة، وقد يصل إلى القتل. كما فعل ابن آدم بأخيه.


قال تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ [ المائدة 27-31].


وكما حاول إخوة يوسف عليه السلام ذلك، فحال الله بينهم وبين ما يشتهون.


عباد الله، إن الحسد ينافي الإيمان؛ لأن الإيمان يأمر صاحبه بالتسليم لأفعال الله. فلو حسد العالم أو العابد أو الصالح فإن ذلك يدل على ضعف إيمانه؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لا يجتمع في جوف عبد مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد) [3].


الحسد يمنع قبول الحق والإذعان له إذا جاء من المحسود، بل يحاول الحاسد أن يتمحل حججاً واهية ليبطل بها ذلك الحق الناصع، لا لأنه حق، وإنما لكونه جاء ممن يحسده، ولو جاء من غيره لقبله، وهذه آفة خطيرة خاصة بين العلماء وطلبة العلم.


لقد كان اليهود يعلمون أن محمداً عليه الصلاة والسلام نبي الله حقاً، لكن حينما جاء من غيرهم -أي: من العرب- كفروا به بغياً وحسداً. قال تعالى: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً ﴾ [النساء54].


أيها المسلمون:
الحسد مرض، ولكل مرض علاج، فمن علاجه: أن يقوي الحاسد إيمانه بالله تعالى وقضائه وقدره، ويرضى بما قسم الله له، ويكثر من الطاعات والقربات. ويلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع بين يديه؛ ليزيل عنه هذا الداء.


وعليه أيضاً: أن يفكر في نتائج الحسد وعواقبه الوخيمة؛ فالإنسان العاقل لا يقدم على ما يجلب له التعب والضرر.


وعلى الحاسد أن ينظر بعين التأمل إلى ما أعطاه الله تعالى من النعم؛ فإنه لو نظر جيداً سيجد أن لديه نعماً كثيرة قد لا توجد عند غيره. فقد يحسد فقير غنياً ولا يدري ذلك الفقير أنه أحسن منه صحة وأتم عافية وهدوء بال. وقد يحسد إنسان ليست له وظيفة مرموقة أو مسؤولية عالية من نالها في المجتمع، ولا يعرف ذلك الحاسد أنه في أمن واطمئنان وسرور وانشراح صدر أفضل من ذلك المسؤول أو الموظف الكبير.


فيا عباد الله، من أراد سلامة الدين، وصحة البدن، والنجاح في الحياة فلا يسلك مسلك الحسد، وليرحم نفسه؛ فإن الحاسد مصاب لا يجد أحداً يرحمه. وليكن حال الإنسان كما قال الشاعر:
وإني امرؤ لا أحسد الناس نعمة
إذا نالها قبلي من الناس نائل

أأحسد فضل الله أنْ ناله امرؤ
سواي وعندي للإله فضائل

وهبني حسدت المرء بالجهل رزقه
وحال به عني من الله حائل

ولم يضرر المحسود مني نفاسة
أليس على قلبي تحوم البلابل؟



أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.


أما بعد: أيها المسلمون:
سقنا الحديث فيما سبق عن الحسد و الحاسد، وأما صاحب النعمة المحسود فنقول له: إذا أردت أن تحفظ عليك النعمة وتأمن أعين الحاسدين عليها فعليك أن تشكر الله تعالى على نعمته وأن تتعوذ بالله تعالى من شر الحاسدين.


قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم7].


وقال: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق 1-5].


وعليك أن تعلق قلبك وعقلك بالله وكفايته، ولا تجعلهما رهيني الوساوس والشكوك، وأن تقبل على الله بالتقوى وأعمال الإيمان. قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ [الحج38].


وعليك أن تمد يد الإحسان إلى الحاسد وغيره، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت34].


وعليك أن تخفي بعض النعم التي يخاف عليها الحسد. قال تعالى عن يعقوب عليه السلام: ﴿ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [يوسف67].


وعليك أيضاً أن تصبر على حسد الحاسد؛ فإن حسده سيناله ضرره قبل أن يصلك.


قال الشاعر:
اصبر على حسد الحسود
د فإن صبرك قاتله

كالنار تأكل بعضها
إن لم تجد ما تأكله


نسأل الله تعالى أن يقينا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار.


ثم صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه....


[1] ألقيت في مسجد ابن الأمير الصنعاني في 28/5/1433هـ، 20/4/2012هـ.

[2] رواه أحمد والترمذي، وهو حسن.

[3] رواه ابن حبان والبيهقي، وهو حسن.








__________________

من مواضيع فريق منتدى الدي في دي العربي

فريق منتدى الدي في دي العربي متواجد منذ قليل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

 
أخر الموضوعات
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة روايدا
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed

استطلاع
ما هى الاقتراحات التى تريد أن تقدمها لتطوير خدمات و تصميم شبكة عالم الانترنت
هذا التصويت مفتوح (مرئي) للجميع: كافة الأعضاء سيشاهدون الإختيار الذي قمت بتحديده ، فيرجى الإنتباه إلى هذه النقطة .

إعلانات
فيسبوك

إدعموا منتدى الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::حديث نبوي صحيح::

إدعموا الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::

فيسبوك

لوحة اعلانية
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت :: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت :: للإعلان :: واتس 00201558343070 بريد إلكتروني [email protected] أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php للتواصل عبر الواتس https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j


تنبيه للاعضاء تود إدارة المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.


الساعة الآن 09:53 PM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha

هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Developed By Marco Mamdouh
Please seek an excuse for DVD FORUM it is not responsible for the coming of topics by members and put the responsibility entirely on the subject's owner , DVD FORUM is open forum for members to put different subjects in striving for a review of topics, according to general laws for the protection of property . If there are any company or institution has a problem with one of the topics, please contact us. DVD FORUM is not responsible for any topics written within the forum. Only the author of the topic bears full responsibility for the topic he submitted. If you encounter any problem arises in the content, please email us

Security team

DMCA.com Protection Status

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1

All Rights Reserved WaelDesign © 2010/2011

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303