|
الحشاشون....Assassin |)|
( كتبه : أبو عبد الرحمن بن الشيخ )
الحشاشون: طائفة إسماعيلية (عبيديه) فاطمية نزارية مشرقية، انشقت عن الفاطميين لتدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله. أسسها الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته. وقد تميزت هذه الطائفة باحتراف القتل والاغتيال لأهداف سياسية ودينية متعصبة.
وكلمة الحشاشين: Assassin دخلت بأشكال مختلفة في الاستخدام الأوروبي بمعنى القتل خلسة أو غدراً أو بمعنى القاتل المحترف المأجور.
ونشأت الدعوة الإسماعيلية النزاية بصورة خاصة في المشرق الإسلامي، وكان أنصارها يعرفون كذلك بالباطنية والحشيشية أو الحشاشين، وتعود جذور الدعوة النزارية إلى سنة 478ﻫ حين توفي الخليفة الفاطمي المستنصر دون أن يبايع لابنه الأكبر نزار رغم أنه أبدى رغبته في ذلك في أواخر أيامه إلا أن الحاشية وعلى رأسها أمير الجيوش الوزير بدر الجمالي حالت دون ذلك، وقد بويع بعد وفاة المستنصر ابنه الأصغر المستعلي بالله وبذلك انشقت الدعوة الإسماعيلية إلى شقين النزارية والمستعلية ... ولكن يجب علينا ..... قبل الكلام عن هذه الفرقه الاجراميه ان نعلم شيئ يسيرا عن مؤسسها ومؤسس عقلها الا وهو الحسن بن الصباح فمن هو هذا الرجل ؟
الحسن بن الصباح
=======
الحسن بن الصباح الملقب بالسيد أو شيخ الجبل هو مؤسس مايعرف بـ الدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلة النزارية المشرقية أو الباطنية أو الحشاشون ..
هذا رجل فارسي ولد في مدينة قم ( وهي مدينه في إيران الان ) وكان شيعيا اثني عشريا ويدعي البعض انه من أصل حميري قحطاني عربي ثم انتقل مع عائلته وهو طفل صغير الي مدينة الري وهي من المراكز التي كان ينتشر فيها دعاة الاسماعيلية والري بالقرب من مدينة طهران الحاليه ...
وكان حاد الذكاء والفطنه تقول بعض الروايات انه كان من قرناء نظام الملك الوزير السلجوقي الشهير و الشاعر عمر الخيام وتقول بعض الروايات الاخري انه كان من تلاميذ الوزير نظام الملك ...
المهم يقول الحسن بن الصباح في أوراق كتبها بنفسه مثل المذكرات يتحدث فيها عن أيام الصبا يقول انه التقي في الري بأحد دعاة الاسماعيلية وأخذ يتناقش معه وكان بن الصباح يقول لهذا الداعي الاسماعيلي لا تردد علي كلماتهم ( أي كلمات وعقائد الاسماعيليه ) لانهم كفرة تخيلوا رجل يحمل العقيده الاثني عشريه يقول عن الاسماعيليه بأنهم كفرة وما يقولونه هو ضد الاسلام ولكنه في النهاية تأثر بتعاليم الداعية الاسماعيلي الملحد وأصبح إسماعيلي مخلصا حتي أقسم يمين الولاء للامام الفاطمي بالقاهرة وطبعا ما سافر في أول الامر الي القاهرة مباشرة ولكن كان هذا القسم بحضرة أحد الدعاة الباطنية في ايران ثم بعد ذلك يجب عليه ان يسافر لمقابلة العبيدي الخبيث في القاهرة ....
بعد ذلك ايضا التقي الحسن بن الصباح بأحد زعماء الاسماعيليه وهو عبد الملك بن عطاش وهو كبير الدعاة الاسماعيلية في ايران ثم طلب من الحسن بن الصباح منه ضرورة السفر الي القاهرة لمقابلة الخليفة العبيدي وتمكن بعد ذلك بمده من السفر الي مصر ثم بقي فيها حوالي ثلاث سنوات ما بين القاهرة والاسكندرية ...
ويقول برنارد لويس في كتابه ( الحشاشون فرقه ثورية في تاريخ الاسلام ) : (( وهناك قصة تحاول ان تفسر رحيل حسن بن الصباح الي مصر حكاها عدد من المؤلفين الفرس وانتقلت إلي القراء الأوربيين عن طريق المقدمة التي كتبها إدوارد فيتزجرالد لترجمته لرباعيات الخيام تقول هذه القصة .... إن حسن الصباح والشاعر عمر الخيام والوزير نظام الملك كانوا زملاء دراسة لاستاذ واحد , وتعاهد ثلاثتهم علي أن أي واحد منهم يحقق قبل زميله نجاحا أو ثراء في هذا العالم عليه ان يساعد الآخرين ودارت الايام وأصبح نظام الملك وزيرا للسلطان , فتقدم منه زميلاه طالبين أن يبر بما تعاهدوا عليه وعرض نظام الملك علي كل منهما ولاية أحد الأقاليم ولكنهما رفضا وإن كان رفضهما لسببين مختلفين فأما عمر الخيام فقد كره مسئوليات الإدارة وفضل الحصول علي معاش يتيح له التمتع بمباهج الفراغ , وأما حسن فقد رفض أن يقنع بمنصب إقليمي وأصر علي الحصول علي منصب كبير في البلاط وإذ تحققت رغبته لم يلبث أن اصبح مرشحا للوزارة ومنافسا خطيرا لنظام الملك نفسه ولذا فقد تآمر عليه الوزير واستطاع بخدعة أن يلحق به خزيا في عين السلطان وشعر حسن بالعار والغضب ففر الي مصر ليعد العدة للانتقام . ))
ولكن هذه القصة تثير بعض الصعوبات فالمعروف أن نظام الملك ولد عام 1020 علي أقصي تقدير وقتل عام 1092 أما تاريخ ميلاد حسن الصباح وعمر الخيام فغير معروف ولكن الاول مات في عام 1124 والثاني في عام 1123 علي أقل تقدير ومقارنة هذه التواريخ تدل علي انه من غير المحتمل أن يكون الثلاثه قد تعاصروا كطلاب علم.
ومعظم الدارسين المحدثين يرفضون هذه القصة المنمقه كخرافة من محض الخيال ويقدم مؤرخون آخرون تفسيرا أكثر معقوليه لرحيل حسن فيقولون إنه أزعج السلطات في الري واتهمته هذه السلطات بإيواء عملاء مصريين ( يعني يتبعون العبيدين الفاطميين الذين كانوا أعداء للسلاجقه ) وبأنه مهيج خطير وليتفادي الاعتقال هرب من المدينه بادئا سلسلة من الرحلات حملته أخيرا الي مصر . انتهي كلام برنارد لويس .