أختي ستجلب لنا العار بسبب طيشها
أ. أسماء حما
السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة تشكو من أختِها ذات (14) عامًا، والتي تَدَهْوَرَتْ أخلاقُها بسبب صُحبَتِها السَّيئة، حيث إنها تعرَّفتْ إلى شابٍّ، وصوَّرتْ له نفسها، وأتتْ به لتُقابله في البيت، وتسأل: أخاف أن تجلبَ لنا العار، فماذا نفعل معها؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي مجرد طفلة عمرُها (١٤) عامًا، كانتْ طفلةً رائعةً حافظةً للقرآن، محافظةً على الصلاة، ذات خُلُق، منذ أن دخلت المرحلة المتوسِّطة وحالُها في تدهْوُرٍ بسبب صُحبَتِها السيئة، فلديها صديقاتٌ يجلبن لها أرقامَ شبابٍ، وهي طائشة جدًّا، وفي سِنٍّ حرِجٍ، ولا تعي ما تفعله!
تعرَّفتْ إلى شابٍّ عن طريق (الآي باد)، فأصبحتْ مَهْووسة به تدريجيًّا، وقامتْ بتصوير وجهها له، والشابُّ يستدرجها.
بعد أن سَمِع صوتَها طلَب أن يُقابِلَها، فأعطتْه عنوانَ البيت، وجاء ليُقابِلَها بدون علم أهل البيت!
كشفنا الأمر، وتَمَّ ضرْبُها مِن قِبَلي وقِبَل والدتي ضربًا كاد يؤدِّي إلى الموتِ، وحُرِمَتْ من المدرسة وجهاز الآي باد، وعامَلْناها مُعاملةً قاسية.
أختي من النوع العنيد، ولا تخاف من أحدٍ، فلم تَتُبْ من الفعل الأول، وعلمتُ أنها أتتْ بالشاب وقابلَتْه للمرة الثانية، وعندما اكتشفتُ الأمر ضربتُها.
تستَّرنا عليها، فلو عرف والدي بالأمر لَقَتَلَها، فهو مريضٌ ولا يحتمل خبرًا مثل هذا.
الفتاةُ طائشةٌ، وأخشى على والديَّ بسببها، الحمدُ لله نحن عائلة مُحافِظة، وأخاف أن تجلبَ لنا العار!
أشيروا عليَّ ماذا أفعل معها؟
الجواب
أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلاً ومرحبًا بك في شبكة الألوكة.
الأسلوبُ الذي تتعامَلون به مع أختك في هذه المرحلة الحرِجة أسلوبٌ خاطئ، كيف ضربتموها حتى كدتم تقتلوها؟! وماذا لو ماتتْ فعلاً أو انكسر فيها عضوٌ؟ هل سوف تَسْلَمون من محاسبة القانون ومُساءلته؟ وهل تظنون أن هذا العقابَ الأليمَ يُرضي الله عز وجل، أو يَرْدَع أختك؟
لن تستفيدوا مِن هذا التصرُّف، ولن يحلَّ الموضوع بهذه الطريقة، على العكس تمامًا ستهرُب منكم إلى هذا الشابِّ الذي تُحبه، وسوف يكون ملجأها من ظلمكم كما ترى هي.
أختي الكريمة، أختُك حافظةٌ للقرآن، متدينة، نعم، لكن لديها عواطفُ إنسانيةٌ، فهل أشبعتم قلبها حبًّا، وأفضتُم عليها من الاحترام والتقدير ما يعبِّئ قلبها، ولا يجعلها تفكِّر في هذه التصرُّفات الطائشة؟ هل تتعاملون في المنزل بالحوار؟ أو بالعنف والضرب؟
أخطأتْ أختُك في تصرُّفها، لكنها أرادتْ تعويض نقص في حياتها، ولأنها صغيرة وفي مرحلة حَرِجَة وقعتْ في هذا الطيش!
الحلُّ أن تجلسي وأختك معها تتحدثان عن هذا الشاب، وما المميز الذي وَجَدَتْه في شخصه؟ كم عمره؟ فأكيد أنه مراهقٌ طائش لَم يُكملْ تعليمه.
عليكم أن تسألوها: ما الجدوى مِن حبها له؟ وهل يُعقَل أن تحبَّ الفتاةُ شابًّا فقط لهدف الحب دون أن تتزوَّجه؟ وهل يُعْقَل أن تتزوجَ هي الفاضلة العاقلة بهذا الشاب؟ وهل عمرها مناسب للزواج الآن؟ أليس من الأجدى أن تُنهي دراستها المدرسية والجامعية ومِن ثَمَّ يتقدم لخطبتها صاحبُ الأهليَّة، فتختاره بتعقُّل ونُضْج.
الحبُّ شعورٌ جميلٌ رائعٌ مُرهف، لكن لا ينبغي أن نهديه لمن لا يستحقُّه، لهذا عليها أن تحتفظَ بعواطفها الجميلة لشخصٍ يستحقها، ولا تهدره لعابرِ سبيلٍ.
بِرَوِيَّةٍ وهُدوء أختي الكريمة تُحَلُّ المُعضلات الكبار، وليس بضربٍ وعنفٍ يكسر الأعضاء، أو يُؤدي إلى الموت.
وفقك الله وبارك في حرصك على أختك