كيف تحافظ على صحتك؟(12)
د/سمير عبد الخالق عقار
كيف تحافظ على صحتك في شهر الصوم؟
الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، وهي هبة من الله تعالى يهبها لمن شاء من عباده، وهي من خير النعم التي أنعم اله بها علينا وأجلها؛ لذا يجب على كل امرئ منا شكرها والمحافظة عليها.
وحتى يحافظ الصائم على صحته وعافيته وينعم بها في شهر الصوم وغيره من الشهور، يجب عليه الالتزام بالمنهج الإسلامي الذي ارتضاه الله تعالى ورسوله r له، وأن يقتدي بسنة الرسول r في أقواله وأفعاله، ففي ذلك النجاة، والخير كله، لذا فعلى الصائم العمل بالأمور التالية:
* تعجيل الفطور، وتأخير السحور، عملاً بقول الرسول r: «عجلوا الفطور، وأخروا السحور».
(موسوعة الحديث النبوي الشريف)
وقوله r: «لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور».
(موسوعة الحديث النبوي الشريف)
* المداومة على تناول السحور وعدم الإهمال فيه لقوله r: «تسحروا فإن في السحور بركة».
(موسوعة الحديث النبوي الشريف)
* الاقتصاد في تناول الطعام والشراب وعدم الإسراف، عملاً بقول الله تعالى: }وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا{ [الأعراف: 31]، وقول رسوله r: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه، فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه».
(موسوعة الحديث النبوي الشريف)
* الإفطار على التمر والماء إن أمكن، ثم القيام لصلاة المغرب، واستكمال تناول الطعام بعد الصلاة.
* إزالة أسباب المرض والبعد عن الأشياء التي تؤدي إليه.
* التداوي وأخذ العلاجات المناسبة، واستشارة أهل الاختصاص من الأطباء، لقول رسول الله r: «تداووا عباد الله فإن الله لم يجعل داء إلا جعل له دواء».
(موسوعة الحديث النبوي الشريف)
* عدم النوم أثناء ساعات النهار، وعدم السهر الكثير ليلاً.
* المحافظة على أداء الفروض والسنن في ميعادها.
* الاهتمام بالنظافة الشخصية، والمداومة على استعمال السواك، لقول الرسول r: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب».
(موسوعة الحديث النبوي الشريف)
* البعد عن مصادر القلق والتوتر، والتزام السلوك الإسلامي في الأقوال والأفعال، والمحافظة على الهدوء النفسي والاسترخاء العصبي بالبعد عن مثيرات الغضب.
* الإكثار من تناول السوائل بشكل عام كالماء والعصائر، والفواكه، والخضروات، والأطعمة المفيدة.
* الابتعاد عن تناول الأطعمة الحريفة، والحارة، والمثلجة، والدسمة، والدهون، والمشروبات الغازية.
* الإقلاع التام عن المنبهات، والمنشطات، والمكيفات، كالتدخين، والقهوة، والشاي.
هذه بعض الأمور التي تسهم بشكل فعال في المحافظة على صحة البدن خلال شهر رمضان وأثناء فترة الصوم.
كيف تحافظ على صحتك قبل وبعد رمضان؟
عندما يصوم المرء رمضان، ويدرك المعنى الحقيقي للصوم، ويجني ثمراته الروحية والنفسية والصحية، يؤلمه كثيرًا انقضاء هذا الشهر الكريم، ويشعر بأنه مر عليه سريعًا، ويتمنى لو أن شهور السنة كلها رمضان، وخاصة من كان يعاني من مشاكل صحية أو نفسية ساعده الصوم في إيجاد حل لها، وحتى يستمر للصوم تأثيره على الفرد بعد انتهاء مدة الصيام حتى يعود من جديد، وخاصة التأثيرات الصحية، يجب على المرء أن ينتبه جيدًا للأمور التالية:
* أن يدرك أن رب رمضان هو رب سائر الشهور، ويستشعر عظمته وقدرته في قلبه، ومن ثم يكون في مراقبة دائمة لله تعالى في سره وعلانيته.
* أن يداوم على أداء السلوكيات والعادات الحميدة التي اكتسبها خلال شهر الصوم، كقيام الليل، وتنظيم الوقت، وحسن الخلق، وعدم الإسراف في الطعام والشراب، وغير ذلك من الأمور.
* أن يستشير طبيبه المعالج قبل بدء الصوم، إذا كان مريضًا بمرض ما، ويخشى على نفسه أن تسوء حالته، أو تتدهور صحته إذا صام.
* أن يحافظ على صيام النافلة الذي سنه الرسول r، كصيام ست من شوال، وعشر ذي الحجة، وثلاثة أيام من كل شهر، والاثنين والخميس من كل أسبوع، ففي ذلك تعويد له على الصيام، وتفاديًا من الأضرار والأمراض التي قد تحدث بسبب الصوم في شهر الصيام.
أهمية اتباع الهدي النبوي في المحافظة على الصحة
أمر الله عز وجل عباده بطاعته وطاعة رسوله r واقتداء به، فقال تعالى في سورة الأحزاب: }لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا{ [الأحزاب: 21]، وقال أيضًا: }يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا{ [الأحزاب: 71].
(موسوعة الحديث النبوي الشريف)
ويقول الرسول r: «إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وسنتي». وقال في حديث آخر: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضا عليها بالنواجذ».
(موسوعة الحديث النبوي الشريف)
ومن الأمور المهمة التي تساعد في الحفاظ على صحة البدن وعافيته أثناء فترة الصوم وبعده، الالتزام بالهدي النبوي الشريف، واتباع سنته r، في الطعام والشراب وسائر الأعمال، فلا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع، عملاً بقوله r: «بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلاً، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه».
(موسوعة الحديث النبوي الشريف)
والاهتمام بالنظافة والسواك والمداومة عليهما عملاً بقول الله تعالى: }إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ{، وقول رسوله r: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب».
(موسوعة الحديث النبوي الشريف)
والإفطار على التمر والماء لما فيهما من قيمة غذائية عالية، وسعرات حرارية كبيرة تعوض الجسم بسرعة عما فقده أثناء فترة الصوم، كما يمتازان بسهولة الهضم وسرعة الامتصاص، إقتداء بسنة خير البرية ومعلم البشرية محمد r القولية والفعلية المتواترة عنه، حيث ثبت أنه كان يفطر على التمر والماء فقال: «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد فالماء فإنه طهور».
(موسوعة الحديث النبوي الشريف)
وتعجيل الفطور وتأخير السحور لقوله r: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور»، والمداومة على تناول وجبة السحور لقوله r: «تسحروا فإن في السحور بركة».
(موسوعة الحديث النبوي الشريف)
الإفطار على مرحلتين، وذلك بأداء صلاة المغرب بعد تناول التمر والماء، حيث تنشط المعدة وتبدأ في إفراز عصاراتها الهاضمة، كما يزول الإحساس بالجوع والعطش، فيستطيع المرء بعد ذلك تناول طعامه ومضغه وهضمه جيدًا والاستمتاع به، ولا تحدث له أضرار ضحية، كتلك التي تحدث لمن يملأ معدته بالطعام والشراب مرة واحدة بعد سماع الأذان مباشرة، فتكون النتيجة حدوث اضطرابات معوية، وعسر في الهضم، وإمساك، وكسل وخمول.
وأداء الصلوات المفروضة في أوقاتها مع الجماعة، والمداومة على أداء صلاة التراويح بعد الإفطار من العوامل المهمة التي تنشط البدن وتبعد عنه شبح الخمول والكسل، وتحرك الدورة الدموية، وتساعد على هضم الطعام.