تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
بسم الله الرحمن الرحيم أذيّـة المصلِّين ( تصرفات وأصوات )
هناك بعض التصرفات التي تصدر ممن يعتادون المساجد فيها أذىً لإخوانـهم المصلّين أحببت التنبيه على شيء منها ، ومنها :
1. الروائح الكريهة :
كروائح الثوم والبصل والكراث
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه – في خطبته – : ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين هذا البصل والثوم ، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمَـرَ به فأُخرِجَ إلى البقيع ، فمن أكلهما فليمتهما طبخاً . رواه مسلم .
وقال جابر بن عبدالله : نـهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل والكراث فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها ، فقال : « من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا ، فإن الملائكة تأذى مما يتأذى منه الإنس » رواه مسلم .
فقوله : فَغَلَبَتْنا الحاجة : أي الجوع والفقر . وفي حديث أبي سعيد – الذي رواه مسلم أيضا – قال : لم نعد أن فتحت خيبر فوقعنا في هذه البقلة والناس جياع ، فأكلنا منها أكلا شديدا ، ثم رحنا إلى المسجد فَوَجَدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح فقال : من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنا في المسجد .فتبيّن بـهذا أنـهم لم يأكلوها إلا من حاجة وفاقـة وجوع ، لا أنـها عذر في التّخلّف عن الجماعة كما يظنّه بعض الناس ، بل كان من يأكلها يُطرد من المسجد كما كان المنافق يُمنع من الخروج للجهاد ، فهذا من العقوبات لمرتكبي المخالفات ، وكلٌّ بحسبه .
ويتّفق العقلاء على أن روائح الدخان أخبث من روائح البصل والثوم ، مع أن البصل والثوم فيهما فائدة ، والدخان مُضـرّ بل فيه أضرار جسيمة يُدركها المدخّنون قبل غيرهم .
ومن الروائح المؤذية للمصلين روائح الجوارب التي طال لبسها .
فتجنّب أخي المسلم أذيّة إخوانك المسلمين بأي رائحة كريهة ، وليعلم المسيء بروائحه أنه يؤذي حتى الملائكة
ومِنْ الروائح المؤذية : روائح العَرَق ، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة قالت : كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي فيأتون في الغبار يصيبهم الغبار والعرق ، فيخرج منهم العرق ، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إنسانٌ منهم – وهو عندي – فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا » .
وقالت رضي الله عنها: كان الناس مَهَنَةَ أنفسِهم ، وكانوا إذا راحوا إلى الجمعة راحوا في هيئتهم ، فقيل لهم : لو اغتسلتم رواه البخاري .
2. الأصوات غير المرغوبة :
أ - الجـوّالات
وأسوأ ما يُصنع فيها ما أُدخِل عليها من نغمات موسيقية ، وربما كانت ألحانا لبعض الأغاني . فيا مسلمون ألم يَبقَ غير الموسيقى ندخلها مساجدنا ؟ ألا فليتّق الله من يفعل ذلك ، وليُغلق جهاز الجوال قبل الدخول في الصلاة ، أوْ لا يُحضره أصلاً فإن المساجد لم تُعمر لذلك حتى لا ينشغل ويُشغل غيره . وصَلِّ صلاة مودّع ، ورأيت بعضهم يرد على الجوال فور انتهاء الصلاة .
ولست أدري كيف تحضر قلوب هؤلاء أثناء الصلاة وأحدهم مشغول البال بأجهزته المحمولة ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا صلاة بحضرة الطعام ، ولا هو يدافعه الأخبثان » . رواه مسلم .
ولست أدري مرة أخرى لماذا يُحضر الجوّال في صلاة الجمعة والكسوف ؟ وأي ضرورة تدعو إلى حمله في تلك المواطن .
ب - أصوات تنظيف الأنف !!
بعض المصلّين بمجرّد أن يُسلّم من الصلاة يُقرّب علبة المناديل ويتناول منديلاً أو أكثر ثم يبدأ بعصر أنفه وتنظيفه مصدِراً أصواتاً تتقزّز منها نفوس المصلّين ، وربما أدّى ذلك إلى خروج بعض تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
ممن كان ينوي البقاء في المسجد ليذكر الله أو يقرأ القرآن ، فيتسبب ذلك الذي يُنظّف أنفه بصوتٍ عالٍ – ربما – في الصّـدّ عن سبيل الله من حيث لا يشعر .
أما علم هؤلاء أن تنظيف الأنف لـه أماكن خاصة ، ومحله من الوضوء قبل أو بعد غسل الوجه على روايتين ، والذي عبّر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ ( الاستنثار ) وقال ( فلينتثر ) أي يجعل الماء في انفه عند الوضوء ويدفعه بالهواء ، ويكون ذلك في دورات المياه حتى يأتي إلى لمسجد نظيفاً متطهراً ، ثم إذا حدث شيء وأراد أن ينظّف أنفه فليخرج من المسجد ويُنظّف أنفه ولا يؤذي المصلين ولا يكون شافعاً لـه أن يستتر بطرف ثوبه ما دام أنه سيُصدر أصواتاً مرفوضة ، وبعض المصلين يُخفي وجهه ثم يعزف (سمفونية) أنفه ، ويُعقبها بـ ( أخٍ ثم تُفّ ! ) وهذا يتكرر منه بعد كل صلاة ، والأدهى من ذلك أنه يُسمع كل من كان في المسجد .
ولو قُدِّرَ أن هذا فعله أحد في بيت مسؤول من المسؤولين لَـعُدّ هذا من سوء الأدب في مجالس الأكابر ، فكيف وهو في بيت من بيوت الله ، ويُسيء الأدب مع الله ؟
وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم يوماً أصحابه وهم يرفعون أصواتـهم بالقرآن فقال : « ألا إن كلكم يناجي ربه ، فلا يؤذي بعضكم بعضا ، ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة » رواه الإمام مالك في الموطأ والحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ورواه غيرهما ، وهو حديث صحيح .
إذا كان هذا في قراءة القرآن الذي هو قُربة إلى الله تعالى فكيف بغيره من الأصوات التي تؤذي المسلمين ؟ وربما كانت سبباً في الصدّ عن سبيل الله .
ومثال ذلك : أن ينوي مصلٍّ أن يقعد في مصلاّه بعد صلاة الفجر ويذكر الله حتى تطلع الشمس طلوعاً حَسَنَاً ومن ثم يُصلّي ركعتين ، فما يفجأه إلا تلك الأصوات وقد تعالت ، فيُصاب بالاشمئزاز والنفور وربما خَرَجَ من المسجد ، فأخشى أن يأثم من يفعل ذلك .
ويُصرّ بعض المُصلِّين أن يُسمع الناس إذا تمخّط أو نظّف أنفه ، كأن يكون يُريد الخروج من المسجد مُتّجهاً إلى الباب وقبل الباب يقف ويُنظّف أنفه متمخّطاً بصوت يسمعه كل من في المسجد . ألا يستطيع أن ينتظر لحظة حتى يخرج ؟!
ت - أصوات التّجشؤ :
وهو ما يُسمّى بـ ( التّغار أو التّراع ) وهو صوت يُخرجه الشبعان ، مصحوباً بروائح ما في المعدة .
وقد تجشّأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لـه : كُفّ عنّـا جُشاءك ، فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة . رواه الترمذي وغيره .
3. اصطحاب الأطفال دون سنّ السابعة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر » . قال بعض العلماء : لا يؤمرون إلا إذا بلغوا سبع سنين كاملة . أي دخلوا في الثامنة ، ولا يمنع تعليمهم الصلاة في البيوت قبل ذلك حتى إذا حضروا للمساجد وإذا هم يُحسنون الوقوف في الصفّ والتأدّب بآداب المساجد .
وبعض الناس يستدل بما وقع من دخول الحسن والحسين المسجد وهما صبيّان صغيران أو دخول ابنة بنته صلى الله عليه وسلم - أمامة بنت أبي العاص - ، ومن عجيب ما سمعت أن يَعُدّه بعضهم سنة ، فيأتي بصبيانه لأشرف البقاع فيؤذون المصلين حتى في الحرمين ، وبعضهم أحضر صبياً غير مميز فبال في المسجد ، ثم زاد الطين بِلّة بأن استدلّ بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالجواب على هذا من وجهين :
أولاً : أن هذا وقع اّتفاقاً ، ولم يُحضرهما النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد ابتداءً . وما وقع اتّفاقاً ليس مما يُتّخذ سنة ، كنـزوله تحت شجرة أو صلاته في مكان على طريق سفره ، ولذا أمَرَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع الشجرة التي بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه تحتها .
روى ابن أبي شيبة عن نافع قال : بلغ عمر بن الخطاب أن أناسا يأتون الشجرة التي بويع تحتها . قال : فأمر بـها فَقُطِعَتْ .
ويدل هذا على أن ما وقع اتّفاقاً منه صلى الله عليه وسلم ليس محل استدلال ولا تعبّد ، بخلاف ما وقع تعبّداً أو أمَـرَ به أو فَعَلَه ابتداءً .
وثانياً : أن ذلك إنما حصل مرة واحدة ، ولم يكن شأنه وديدنه كحال بعض الآباء الذي كلما خَرَجَ جاءته الأوامر باصطحاب الطفل للمسجد لا يُشغلنا بالصياح ! وكأن المسجد دار حضانة !
والصغير غير المميّز يقطع الصف ، ويأثم من يأتي به إلى المسجد ، لما يتسبب في وجود فرجة في الصف ، ولما يُسببه كثير من الأطفال من إزعاج للمصلين ، وربما تسبب في إشغال مُصلٍّ أو أذهب عنه الخشوع .
وقد رأيت من يأتي بصبيانه دون سنّ السابعة وقد أُلبِسُوا ما يُبدي الفخذ !
أين تعظيم شعائر الله ؟ ، وأين تربية الناشئة على تعظيم بيوت الله ؟
(ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) [الحج:32].
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
hp`v H`dJm hglwgdk