تحت العشرين - أعيادنا عبادة
أعيادنا عبادة
أيها الحبيب: أيام العيد ليست أيام لهو وغفلة، بل هي أيام عبادة وشكر، والمؤمن يتقلب في أنواع العبادة ولا يعرف حدا لها، ومن تلك العبادات التي يحبها الله ويرضاها: صلة الأرحام وزيارة الأقارب، وترك التباغض والتحاسد، والعطف على المساكين والأيتام، وإدخال السرور على الأرملة والفقير. وتأمل دورة الأيام واستوحش من سرعة انقضائها، وافزع إلى التوبة وصدق الالتجاء الى الله -عز وجل-، ووطن نفسك على الطاعة وألزمها العبادة؛ فإن الدنيا أيام قلائل، واعلم أنه لا يهدأ قلب المؤمن ولا يسكن روعه حتى تطأ قدمه الجنة، فسارع إلى جنة عرضها السموات والأرض وجنب نفسك نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى، وعليك بحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «سددوا وقاربوا، وأعلموا أن لن يدخل أحدكم عمله الجنة، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قل» (رواه البخاري).
من آداب عيد الأضحى
- يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة.
- الاغتسال ولبس أحسن الثياب.
- الجهر بالتكبير.
- الأكل من الأضحية بعد الرجوع من صلاة العيد.
- صلاة العيد في المصلى (الفضاء).
- الذهاب من طريق والعودة من طريق آخر.
- اصطحاب الأطفال والصبيان والنساء حتى الحُيَّض.
- أداء صلاة العيد والاستماع للخطبة.
- التهنئة بالعيد وصلة الرحم.
حصن المؤمن
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ» ، فأداء الفرائض واتباعُها بالنوافل، والاستمرارية على ذلك، هي سبب حفظ الله للعبد، وحمايته وصيانته مما يراد به من انحراف عن المنهج، وسقوط إلى مهاوي الشهوات؛ فالاستقامة هي حصن المؤمن.
من درر الشيخ ابن باز -رحمه الله
المفهوم الصحيح للتوكل على الله
«التوكل يجمع شيئين: أحدهما: الاعتماد على الله والإيمان بأنه مسبب الأسباب وأن قدره نافذ، وأنه قدر الأمور وأحصاها وكتبها، والثاني: تعاطي الأسباب؛ فليس من التوكل تعطيل الأسباب بل التوكل يجمع بين الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله ومن عطلها فقد خالف الشرع والعقل؛ لأن الله -تعالى- أمر بالأسباب، وحث عليها -سبحانه- وأمر رسوله بذلك وفطر العباد على الأخذ بها، فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب بل لا يكون متوكلا حقيقة إلا بتعاطي الأسباب».
من درر الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله
الشريعة مبنية على اليسر والسهولة
شريعة الله -سبحانه وتعالى- مبنية على اليسر والسهولة؛ لأن ذلك مراد الله -عز وجل- في قوله -تعالى-: {يريد الله بكم اليسر} وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم
- أنه قال: «إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه» وكان - صلى الله عليه وسلم - يبعث البعوث ويقول: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين».
من درر الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر:
صفات من يُقتدى بهم
قال ابن القيم -رحمه الله- في الكلام على قوله -تعالى-: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف: 28)، «فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر: هل هو من أهل الذكر أو هو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى، وهو من أهل الغفلة، وأمره فرط لم يقتد به ولم يتبعه، فإنه يقوده إلى الهلاك، ومعنى الفرط قد فسّر بالتضييع، أي: أمره الذي يجب أن يلزمه ويقوم به، وبه رشده وفلاحه ضائع قد فرط فيه، وفسّر بالإسراف، أي: قد أفرط، وفسّر بالهلاك. وفسّر بالخلاف للحق. وكلها أقوال متقاربة.
ذكريات في عرفات
عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرؤونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا نَزَلَتْ، مَعْشَرَ الْيَهُودِ، لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، قَالَ: وَأَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَرَفَاتٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ. (متفق عليه)، فالله -عز وجل- أكمَل دينَهُ في هذا اليوم العظيم؛ فلا يحتاجُ إلى زيادةٍ أو نقصانٍ.
مواقف وعبر في عمق فهم السلف
قالَ شيخ الإسلام: «مَرَرتُ أنا وبعضُ أصحابي في زمَنِ التتارِ بقومٍ منهم يَشربُونَ الخمرَ، فأنكَرَ عليهم مَن كانَ معِي؛ فأنكرتُ عليهِ، وقلتُ لهُ: إنَّما حرَّمَ اللهُ الخمرَ؛ لأنَّها تصُدُّ عن ذِكرِ اللهِ وعن الصلاةِ، وهؤلاءِ يصدُّهُم الخمرُ عن قتلِ النُّفُوسِ وسَبْيِ الذُّرِّيةِ وأخْذِ الأموالِ، فَدَعْهُم»، فتأمل عمق فهم السلف في التعامل مع المنكرات وكيفية إنكارها.
منقول