جساس بن مرة
عبد العال بن سعد الرشيدي
جساس بن مرة.91 ق.هـ / - 534 م جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان، من بني بكر بن وائل. شاعر شجاع من أمراء العرب في الجاهلية. وهو الذي يسمى حامي الذمار ومانع الجار لقتله كُليب وائل بن ربيعة بسبب ناقة البسوس بنت المنقذ بن سلمان المنقذي جدة جساس وكان ذلك سبب نشوب الحرب بين تغلب وبكر وكان جساس آخر من قتل في هذه الحرب والتي دامت أربعين سنة. وقال ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ) ان كليبا خرج يوماً يتعهد الإبل ومراعيها حيث أن كليبا حمى أرضا من العالية في الربيع، وكان لا يقربها إلا محارب فأتاها وتردد فيها، وكانت إبله وإبل جساس مختلطة، فنظر كليب إلى سراب فأنكرها، فقال له جساس، وهو معه:
هذه ناقة جارنا الجرمي. فقال: لا تعد هذه الناقة إلى هذا الحمى. فقال جساس: لا ترعى إبلي مرعىً إلا وهذه معها، فقال كليب: لئن عادت لأضعن سهمي في ضرعها. فقال جساس: لئن وضعت سهمك في ضرعها لأضعن سنان رمحي في لبتك! ثم تفرقا، وقال كليب لامرأته: أترين أن في العرب رجلاً مانعاً مني جاره؟ قالت: لا أعلمه إلا جساساً، فحدثها الحديث. ومن شعره:
وَإِذا تَكونُ كَريهَةٌ أُدعى لَها *** وَإِذا يُحاسُ الحَيسُ يُدعى جُندَبُ
هَذا لَعَمرِكُمُ الصَغارُ بِعَينِهِ *** لا أُمَّ لي إِن كانَ ذاكَ وَلا أَبُ
وله:
أَلا أَبلِغ مُهَلهِلَ ما لَدَينا *** فَأَدمُعُنا كَأَدمُعِهِ غِزارُ
بَكَينا وائِلَ الباغي عَلَينا *** وِشَرُّ العَيشِ ما فيهِ غِيارُ
وَنَحنُ مَعَ المَنايا كُلَّ يَومٍ *** وَلا يُنجي مِنَ المَوتِ الفِرارُ
وَكُلٌّ قَد لَقي ما قَد لَقينا *** وَكُلٌّ لَيسَ مِنهُ لَهُ اِصطِبارُ
ومن جميل شعره:
أَبلِغ مُهَلهَلَ عَن بَكرٍ مُغَلغَلَةً *** مَنَّتكَ نَفسُكَ مِن غَيٍّ أَمانيها
تَبكي كُلَيباً وَقَد شالَت نَعامَتُهُ *** حَقّاً وَتُضمِرُ أَشياءَ تُرَجّيها
فَاِصبِر لِبَكرٍ فَإِنَّ الحَربَ قَد لَقِحَت *** وَعَزِّ نَفسَكَ عَمَّن لا يُواليها
فَقَد قَتَلنا كُلَيباً لَم نُبالِ بِهِ *** بِنابِ جارٍ وَدونَ القَتلِ يَكفيها
نَحمي الذِمارَ وَنَحمي كُلَّ أَرمَلَةٍ *** حَقّاً وَنَدفَعُ عَنها مَن يُعاديها
وله أيضا:
تَأَهَّب مِثلَ أُهبَةِ ذي كِفاحِ *** فَإِنَّ الأَمرَ جَلَّ عَنِ التَلاحي
وَإِنّي قَد جَنَيتُ عَلَيكَ حَرباً *** تُغِصُّ الشَيخَ بِالماءِ القَراحِ
مُذَكَّرَةٌ مَتى ما تَصحُ مِنها *** تَشُبُّ لَها بِأُخرى غَيرَ صاحِ
تُسَعَّرُ نارُها وَهَجاً وَجاءَت *** غِذا خَمَدَت كَنيرانِ الفِصاحِ