أ ش أ
أعلن قادة الاتحاد الأوروبي اليوم /الثلاثاء/ عن توصلهم إلى خطوط عريضة لصفقة محتملة مع أنقرة ترمي لاعادة آلاف اللاجئين من اليونان إلى الأراضي التركية، وأعربوا عن أملهم في امكانية التوصل لاتفاق كامل خلال قمة تعقد الاسبوع القادم.
وحسب ما أوردته صحيفة "تليجراف" البريطانية، فإن هذه الصفقة الكبيرة التي صيغت في بروكسل - وتمت الموافقة عليها مبدئيا منتصف الليلة الماضية، تهدف إلى إنهاء الرحلة الخطرة التي يخوضها اللاجئون في بحر إيجه، وتشجيعهم على البقاء في المخيمات التركية من خلال عرض إمكانية نقلهم جوا مباشرة إلى دول الاتحاد الاوروبي.
وخلال قمة اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، التي بدأت أمس الاثنين واستمرت 12 ساعة، رضخ قادة الاتحاد الاوروبي لطلب رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو المفاجىء بمضاعفة الدعم المالي الأوروبي للحكومة التركية من أجل اللاجئين السوريين، ليصل المبلغ الإجمالي بذلك إلى 6 مليارات يورو على أن يتم دفعهم خلال 3 سنوات حتى عام 2018.
وشملت سلة الحلول التي قدمت لاوغلو، الموافقة على فتح 5 فصول جديدة في المحادثات المستمرة منذ فترة طويلة من أجل النظر في طلب انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي، كما أنه اعتبارا من يونيو المقبل سيكون باستطاعة 77 مليون مواطن تركي دخول منطقة شينجن الأوروبية وقضاء 90 يوما بدون تأشيرة في ظل تخفيف كبير للقواعد المعمول بها.
وفي المقابل، ستوافق تركيا على السماح بعودة كل اللاجئين غير الشرعيين المتواجدين في الجزر اليونانية إلى أراضيها وعلى وجه السرعة، حيث ينص الإطار المتفق عليه أن "كل لاجئ سوري تستعيده تركيا من اليونان، سيعاد توطين لاجئ سوري آخر مباشرة من تركيا إلى احدى دول أعضاء الاتحاد الأوروبي".
ويأمل قادة الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي في إبرام هذه الصفقة مع تركيا بشكل نهائي في قمة أخرى بشأن اللاجئين مقرر انعقادها يومي 17 و18 من مارس الجاري.
ومن جانبها، اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تصريحات عقب القمة - نقلتها صحيفة "الجارديان" البريطانية - أن مقترح "واحد مقابل واحد" الذي جاء من الجانب التركي "إنجازا" من شأنه أن يمنع اللاجئين من خوض الرحلة البحرية المحفوفة بالمخاطر إلى اليونان، مؤكدة أن أوروبا تحتاج المزيد من الوقت للموافقة على التفاصيل الأخيرة للاتفاقية.
ورأى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن مقترح إعادة كل اللاجئين الذين وصلوا إلى اليونان عبر بحر إيجه يمكن أن يوفر أساسا لتسوية تغلق أخيرا زحف اللاجئين عبر دول البلقان.
ومن جهته، أكد رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك عقب انتهاء القمة أن "أيام الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا قد ولت".
ورغم موافقة ميركل ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي على المقترح التركي، إلا أنه كان مفاجأة لقادة أوروبيين آخرين حيث شرعوا في التأكد مما إذا كانت هذه الخطة "قابلة للتنفيذ قانونيا ولوجيستيا"، بينما رأى آخرون أنه من "السذاجة" التفكير في أن الموافقة على خطة معقدة كهذه ستكون سريعة.