الرئيس (ضيّع) مصر
ماجي الحكيم
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
2-3-2016 | 22:39
10647
*
"هذا الرئيس خلى الشعب جعان، خلى مصر بلا قيمة في المنطقة " تابعت هذه الكلمات من دكتور ممدوح حمزة يوم انعقاد الجمعية العمومية للأطباء، متحدثًا عن استغلال الجيش لثورة يناير للتخلص من التوريث، ثم انضمامه للشعب في 30 يونيو؛ لاسترداد السلطة التي اقتنصها الإخوان.
وبرغم تأييدي الشديد لثورة يناير إلا أني أختلف جذريًا مع دكتور حمزة، الذي طالما احترمت مواقفه خلال حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.
من حق أي شخص ألا يرضى بالخطأ وأن يقف أمام التجاوز يكشفه ويحاربه، من حق الأطباء وغيرهم أن يتضامنوا إذا تم الاعتداء عليهم، خاصة من الشرطة التي لا ننكر أنها مازالت تتجاوز، لكن الوضع لم يعد كما كان قبل 2011، ربما ليس فضلًا منها، وإنما لأن الثورة كشفت المسكوت عنه.. كل ذلك مفهوم ومقبول ونشجعه جميعًا، أما ما استوقفني حقًا فهو أن الشعب أصبح "جعان"!! وأن مصر لم يعد لها قيمة!!.
لا أتذكر حقيقة آخر مرة كان للمصري قيمة، خاصة في دول المنطقة يا دكتور، لم أنس كما لم ينس كثيرون ما شهده المصريون في بعض الدول العربية من إجحاف وتعد دون أي تحرك ولا حتى تصريح من الخارجية، أما اليوم فالذين يخطفون في ليبيا يعودون سالمين، أم أن الوضع هنا خارج السياق؟ أبدًا إنه نفس الحال، فمن هو قادر على إنقاذ أرواح من تحت يد المجرمين قادر على ما هو أبسط من ذلك.
أما الشعب الجعان فأتذكر أني سمعت مرارًا مصطلح "ثورة الجياع" من أكثر من عشرين عامًا، هو الشعب كان شبعان يا دكتور؟ وحتى إن كان الأمر يزداد سوءًا، فأكيد لدينا أزمة في الإدارة تحتاج وقفة ومحاسبة مع الأخذ في الاعتبار أزمة السكان التي تتفاقم يومًا وراء الآخر، في ظل اقتصاد منهار منذ اندلاع الثورة، وهو أمر طبيعي لا ألوم عليه أحدًا، وموارد تكاد تكون معدومة.
قد يراني دكتور حمزة أمنجية؛ لأني أقول كلمة حق ليس دفاعًا عن شخص، وإنما بذاكرة ليست ببعيدة، نقارن ونعرف أين التقدم؟ وأين الخلل؟ أنا لم أشرب "شاي بالياسمين"؛ لكني تذوقت مرارة حكم فاسد استمر ثلاثين عامًا، واكتئاب شعب تحت حكم الخيانة.
وسواء كان هذا الرئيس جيدًا أم لا، تلك ليست قضيتي، لكن الأكيد أن أحوالنا لم تزداد سوءًا، كما يدعي البعض.