المنتدى الفضائي العام Mainباشراف ۩◄عبد العزيز شلبى►۩, sup4all, messaid saadane, moha2020, zoro1
أجهزة البريفكس والكامكس قسم الاجهزة الصيني قسم اجهزه الكيوماكس قسم اجهزه الترومان قسم الدريم بوكس قسم أجهزة التكنوسات واللورانس قسم الهيوماكس قسم الأسترا و عائلته قسم الشفرات قسم التركيبات ومشاكل الاستقبال قسم أجهزة HD المتنوعة
السر الأعظم أو سر الأسرار – الجزء التاسع والثلاثون
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد النبي العظيم
نتابع ما بدأناه بخصوص السر الأعظم أو سر السرار، ونستمر مع آيات سورة الرحمن في الشرح والتفسير لعلنا بذلك أن نقترب من فهم حقيقة أسرار الرحمن وحقيقة السر الأعظم فننال بذلك رضى الخالق الديَّان، فيفتح أعيننا على ما غفل منَّا ولم نضعهُ في الحسبان.
إن الصعوبة في فهم سور القرآن وآيات الرحمن في خلقهِ وبالتالي حقيقة السر الأعظم، إنما تكمن في الغرور لدى الإنسان وفي تكبرهِ على الخالق الواحد الديَّان، فكيف لهُ حينها فهم واستيعاب آيات الله وأحكامه وشرائعه، وهذا الأمر ما نلمسه حالياً لدى أغلب البشر الذي نعيش معهم الآن، تصديقاً لقولهِ تعالى في سورة الأعراف: سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146).
إن أمر دين الله ليس بالصعب أو المُستحيل، ولكن الصعوبة تكمن في غرور وتكبر الإنسان، وكلما تنازل الإنسان عن تكبره على الآخرين وغروره المبني على جهلهِ برب العالمين، كلما كان أقرب إلى الله وأقرب إلى فهم واستيعاب آياتهِ وأحكامهِ في خلقه.
عندما طرحنا في البداية مفاهيم وقيم علم الأسماء، وقلنا بأنَّهُ أهم وأعظم وأرقى علم يتعلمهُ الإنسان، كيف لا وهو العلم الذي اختاره الحق سُبحانهُ ليُعلمهُ للإنسان حتى يواجه بهِ المخلوقات جميعاً فيرضخوا له ويُطيعوه ويسيروا تحت قيادة الإنسان كخليفة الله في الأرض، لم يلقى طرحنا هذا أي اهتمام، وأصر البشر جميعاً على التمسك بعلومهم ومفاهيمهم البعيدة عن علم الأسماء وعلم الخالق العليم القدير وذلك لا لسبب معين سوى التكبر والغرور بعلوم البشر، وبعدم قبول بعلوم خالق البشر وسيدهِم الله العزيز الوهَّاب.
أليس هذا تكبُّر وغرور من قبل البشر؟؟
قد يقول قائل بأنَّ علوم البشر تُقهر المادة والحجر، وتجعل منهما وسيلة لرفاهية الإنسان وتُسهل عيشه وتجعله سيد الحضر.
ونحن نقول بأنَّ علم الله ومنهُ علم الأسماء يُقهر المخلوقات كلها وأولهُم الملائكة وآخرهُم المادة والحجر، وقد استخدمه الإنسان أول مرَّة فكانت النتيجة سجود الملائكة وهم أسياد المخلوقات وأقربهم لخالقهِم ومبدعهِم، وهُم من اختارهم الرحمن ليكون بقربهِ سُبحانه ولم يختر المادة أو الحجر! فكيف بالملائكة وهم يقعون ساجدين أمام البشر بأمر من ربهِم وليس بأمر البشر؟
إذاً مما سبق نعلم يقيناً بأنَّ علم الأسماء يُمكِّن الإنسان من السيطرة على المادة والحجر، وعلى الحيوان والنبات وكل شيء في مُحيط البشر، وهذا التمكن ليس بأمر الإنسان وإنما بعلم الرحمن وهو علم الأسماء الذي علَّمهُ الخالق أول مرَّه للبشر.
إنَّ علم الأسماء كلها الذي تعلمهُ الإنسان من المُعلِّم الأول وهو الله العليم القدير، لم يكترث أو بهِ الإنسان إلى الآن، فنسيه واهتم بعلوم المجانين من البشر، ونقول مجانين البشر بسبب كون جُلَّ علمهِم إنما يهدف إلى التشكيك بوجود خالقهِم ومُبدعهِم أي إنَّهُ يدعم ويُساند غرور وتكبر البشر، وهذا التكبر والغرور لم يتضرر بهِ أحد سوى البشر، فيا لسخرية القدر.
لقد سبق وأن ناقشت مسألة العلم والعلماء، ولقد كتبت حينها مقالة بعنوان: سؤال وجيه: ممن يؤخذ العلم؟؟؟، وأقتبس منها ما يلي:
إذا أردنا الحصول على الجواب الصحيح والمنطقي من هكذا سؤال بحيث يمكنك بعد ذلك أن تستفيد منهُ أنت شخصياً أو تعطيه لكل سائل سواء كان قريب أم غريب وبكل أمانة وإخلاص بعيداً عن الرياء والغرور والتصنُّع، ولكي نبعد عن كل جدال لا فائدة منه أو حوار عقيم، علينا أن نوجه هذا السؤال وبكل صراحة وصدق للجهة الوحيدة التي لا يمكن الجدال معها وهو موجودة بيننا ومعنا دائماً وفي كل زمان ومكان، هذهِ الجهة هو الخالق سُبحانه جلَّ وعلا!
فعندما نسأل الخالق الواحد الأحد، إلى من أعطيت علمك وكتبك ورسالاتك لكي ينقلها إلى البشر يا ربي؟؟؟؟
فيكون الجواب المعروف والذي لا جدال عليه هو أن الخالق سُبحانه مالك الملك ذو الجلالة والإكرام لم يعطي علمهُ وكتبه ورسالاته إلى علماء البشر ولا إلى أغنيائهم أو كبار القوم فيهِم، ولم يُعطهِ أيضاً إلى من اختارهم البشر من بينهِم أو ممن تتلمذوا عند هذا وذاك، أو ممن قرأوا العديد من الكتب والمراجع، أو ممن أخذوا هذهِ الشهادة أو تلك من جهة معينة أو معروفة!
الخالق سُبحانه قد أعطى علمه ورسالاته وكتبه لأصحاب الخُلق العظيم من البشر، لا أكثر ولا أقل، وهم وحدهُم أي أصحاب الخُلق العظيم هم من تكفلوا بحمل رسالات الخالق وكتبهِ وعلمهِ إلى الناس، ولقد أدوا الأمانة وأوصلوا الرسالة ونصحوا الأمَّة وصانوا شريعة الله بالأرض ولم يُخالفوا المولى فيما أمر.
مشكلتنا الحالية يا إخوتي وأقولها بصراحة وبصدق هي أنَّ علمائنا في الوقت الحاضر مع امتلاكهم كُل مصادر العلم، ولكنهُم لا يمتلكون الأخلاق إلا من رحم ربي، فالتعميم غير وارد.
إذاً عندما يسألني أحد من أقربائي أو من أصدقائي ومعارفي هذا السؤال، وأقصد السؤال الخاص عن الجهة الموثوقة التي يؤخذ منها العلم، فالجواب الصحيح والمأخوذ من سُنَّة الله في خلقه، هو أن يبحث الإنسان عمَّن أعطاه الله العلم من البشر ليأخذ البشر منه علم الله الحقيقي من غير تزوير أو تحوير، وهؤلاء هُم أصحاب الخُلق العظيم ورثة الأنبياء والرسل، ولا أحد سواهُم.
وهذا هو الجواب الصحيح ولا جواب غيره، وغير هذا الجواب باطل جملة وتفصيلاً.
أمَّا الذي يدَّعي بأن العلم عنده أو عند فلان أو علان من دون أن يكون خلقهُ عظيم فهو أجهل الجاهلين.
رُسل الله لم يكونوا علماء، ولكن كان خُلقهُم عظيم، وهذا ما جعلهُم مُميزين وفريدين من نوعهٍم فاختارهم المولى ليكونوا أنبياء ورُسل، واختارهم الناس قادة وزعماء ومثل أعلى يُحتذا بهِ.
العلماء لا يضمنون الجنّة سواء لأنفُسهِم أو لأهليهِم وتلامذتهِم، ولكن أصحاب الخُلق العظيم يضمن الخالق لهُم الجنَّة ويتمناها لهًم البشر جميعاً.
هذا هو السؤال وهذا هو الرد الحقيقي والصحيح، انتهى الاقتباس.
نعود ونسأل هُنا إذاً ماهي الأخلاق وما حقيقتها، وهل هُناك مصدر حقيقي ومُقنع في تعريفه للأخلاق؟
لقد قمت قبل هذا بالرد أيضاً على هذا السؤال المهم، وذلك بعد تفاجئي بعدم معرفة جُل البشر بمعنى الأخلاق بالرغم من تبجحهم بها، وأقتبس هُنا تلك المقالة والتي كانت بعنوان (حقيقة مصطلح الأخلاق في القرآن) حيث جاء فيها ما يلي:
الأخلاق في اللغة العربية تأتي من جمع خُلُق، بضم الخاء واللام، ويُقال: خُلْق، بضم الخاء وسكون اللام.
والخُلق: اسم لسجية الإنسان، وطبيعته التي خُلق عليها، ويُقال: فُلان يتخلق بغير خُلقهِ أي: يتكفله، كقول الله العزيز القدير في سورة النساء: يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28).
ومصطلح الأخلاق هو مصطلح روحاني، يُستعمل عادةً بين بني البشر بشكل خاص، وذلك للدلالة على الرُقي والترفُّع في الكينونة الخُلقية التي تمِّيزهُ عن باقي المخلوقات، والدليل على هذا التميُيز نجدهُ في أمر السجود للإنسان والمفروض على المخلوقات جميعًاً دون استثناء، كقولهِ تعالى في سورة الحجر: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حمأ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29).
لذلك نجد أنَّ مَجال استخدام هذا الوصف يقتصر على بني البشر حيث التأثير القوي في ردود الأفعال اتجاه هذهِ الكلمة، كون هذا الوصف يسعى إلى تقييم مسار الفرد في حياته على الأرض فيما إذا كان متميزاً عن باقي المخلوقات من حولهِ، أم شأنهُ كشأنها في ذلك.
فإذا كانت أخلاق الإنسان عالية وراقية ، فهذا يعني بأنَّهُ يرتقي إلى درجات عالية ومترفعه عن مستوى باقي المخلوقات المحيطة بهِ سواء من جنسه أم من غير ذلك ، أما إذا كانت أخلاق الفرد معدومة أو سيئة ووضيعة ، فذلك يدُل على أنَّ شأنَّهُ كشأن المخلوقات الأُخرى من حوله، أي لا يوجَد فيهِ تمييُز أو رُقي ، فيكون حالهُ حينها كالحيوانات والحشرات وغيرها من المخلوقات المُحيطة به ، وخير ما نستدل بهِ هُنا هو وصف رسولنا الكريم في القرآن العظيم في سورة القلم: مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5)، انتهى الاقتباس.
بعد أن فهمنا معنى اسم الأخلاق من خلال مفهومنا لعلم الأسماء، نعود ونراجع بعض الأسماء التي احتار الناس في تعريفها بالرغم من مفعولها القوي في أنفسهم، فنجد القتل والدمار تحت شعار تلك الأسماء بالرغم من عدم وجود تعريف حقيقي لها، فمن هذهِ الأسماء نجد العرض والشرف أو الشهامة والنخوة ... وغيرها كثير، وحينها وبفضل معرفتنا بعلم الأسماء قمت بتعريفها في مقالة سابقة لي وكانت بعنوان (العرض الشرف، الشهامة، النخوة - ومدلولاتها بالقرآن) وأقبسها هُنا:
العَرضُ: الظهور أمام الجَمع: حيث جاء في قولهِ تعالى من سورة الكهف (وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48)).
اشَرف: العُلُوُّ والمجد: حيث جاء قولهُ تعالى في سورة آل عمران (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)).
المروءة: آدابٌ نفسانيَّةٌ تحمِلُ مُراعاتُها الإنسانَ على الوقوف عند محاسِن الأخلاق وجميل العادات: وقد جاءت في قولهِ تعالى من سورة الفرقان (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)).
الشهامة: عِزةُ النفس وحرصُها على مباشرةِ أمور عظيمة تَتبِعُها الذكرَ الجميلَ، والمصدر هو شهُمَ: وهنا نقرأ في سورة المائدة عن العِزَّة قولهُ تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)).
النخوة: العظمةُ والتكبر: وهنا نقرأ في سورة يوسف قولهُ تعالى (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)، انتهى الاقتباس.
مما يسبق يتضح لنا عظمة علم الأسماء عندما يُفسر لنا ردود أفعال البشر اتجاه أسماء يُرددها ويتفاعل معها بقوة وعُنف، وبالرغم من ذلك لا يعرف معناها أو من أين أتت، وهذا إن دلَّ على شيء فإنَّهُ يدل على أهمية الأسماء في حياة الإنسان، بل وأهمية معرفة الإنسان لمعاني تلك الأسماء ليتمكن حينها من ضبط ردود أفعاله اتجاهها بحيث يتناسب مع حقيقتها دون زيادة أو نقصان، ودون مُبالغة كذلك.
نعود إلى سورة الرحمن، وإلى آية من آياته العِظام وذلك بعد ان وطَّدنا لها، حتى يكون في تفسيرها وشرحها ما هو أقرب إلى معانيها وحقيقتها، ويبقى التفسير الصحيح والعلم الأكيد عند الله وحده سُبحانهُ لا إله إلا هو.
حيث جاء في قولهِ تعالى: فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69).
لقد أشرنا فيما سبق بأن ورود أداة الإشارة (فِيهِمَا) من دون ذكر المُشار إليه بالرغم من وضوحهِ من خلال تدرجنا في قراءة لآيات سورة الرحمن وهُما الجنَّتان أو الجِنان إذا أردنا التعميم، إنما جاء ليتم إعطاء التركيز والاهتمام على الكلام الذي يأتي ما بعد أداة الإشارة تلك، ولقد جاء في ثلاث كلمات هُما (فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ)، وتلك الكلمات الثلاث وعلى الرغم من كونهما دارجات ومعروفات لدى العامة والخاصة من الناس، تبقى مسألة تعريفهما وشرحهما ضمن سياق آيات سورة الرحمن، هي الفكرة والأساس في طرحهما هُنا، بل وفي تكرارهما المرة تلو الأخرى سواء في سورة الرحمن أم في سور القرآن.
لقد لاحظ المتتبع لشرحنا وتفسيرنا لآيات سورة الرحمن آية بآية، حرصنا الشديد هُنا على إعطاء كل آية أو آيات تنتهي بآية محددة ومُكررة وهي (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) أكبر قدر ممكن من الاهتمام والتوضيح.
فهذهِ الآية التي تسأل كل مرة عن تلك النِعم والعطايا أو الرحمة التي لا يمكن أن يُكذِّب بها الإنس والجان، خصوصاً بعد أن تمَّ توضيحها وذكرها في سورة الرحمن، لا تأتي إلا لتكون من العظمة بمكان بحيث يتم ذكرها على الدوام بل ويتكرر، لِتُشير إلى رحمة الله بخلقهِ وعبيده من الإنس والجان.
فمقياس الحق والباطل بخصوص تفسير الأسماء إنما يكون هُنا، أي في سورة الرحمن، وذلك عندما يتم طرح تفسير أو شرح لأسم عَلم مذكور في سورة الرحمن من قبل أي كان سواء عالم أو مُتفلسف أو أي إنسان، ولا تكون ردود فعل الإنس والجان بالمقابل على سؤال الرحمن بذلك اليقين والفهم الذي استوجب على أساسه أن يسأل الرحمن مرة بعد أخرى مكرراً نفس السؤال، والذي إن دلَّ على شيء فإنما يدل على قيمة وعظمة تلك الأسماء التي تُمثل بدورها عظمة النعم حتى يسأل عنها الخالق سُبحانه الإنس والجان.
نستحضر هُنا عندما سأل الله قبل ذلك الملائكة عن أسماء هؤلاء إن كانوا يعلمون فردوا صادقين بعدم علمهِم، وهم كانوا بذلك صادقين. ولكننا بالمقابل هُنا نجد الإنسان يرد على ذلك السؤال بجهل لدرجة أنهُ يكذِّب على نفسهِ وعلى الرحمن ربه، ولا يكتفي بأن يعترف في عدم علمهِ بمعاني تلك الأسماء عندما تأتي ضمن سورة الرحمن.
بمعنى أنهُ عندما يعطي الإنسان تفسير مُحدد لتلك الأسماء في سورة الرحمن ولا يكون جواب الإنسان المبني حينها على ذلك الفهم، لسؤال الخالق الرحمن بالمستوى الذي يستحق أن يُكرر الرحمن سؤاله للإنس والجان، حينها نفهم بأنَّ المُفسر لتلك الأسماء قد تجرأ وكذب بل وافترى على الرحمن دون خشية أو خوف من الرحمن، فلا تكون حينها تلك الجنَّتان من نصيب ذلك الإنسان الذي لم يخشى ربَّه الرحمن.
فمثلاً عندما يذكر الخالق سُبحانه ويكرر ذكر كلمة الفاكهة هُنا في هذهِ الآية الكريمة، إنما يُشير هُنا والله اعلم إلى تلك العطايا والنِعم التي يفكه أي يتلذذ وينعم بها الإنسان، وليس مُجرد منتجات غِذائية يأكلها الإنسان وكفا، فالتفكُّه والتنعُّم بنعم وعطايا الخالق سُبحانه هو من طبيعة حيات سُكَّان الجِنان ومنهُما تلك الجنَّتان.
أما بخصوص كلمة النخل هُنا، فورود هذهِ الكلمة إنما جاء ليدل على إحاطة سُكَّان الجنتَّان بالجمال والظلال والراحة الموجود في الجنَّتان كما تمنحه النخل أو النخيل مجتمعه لمن يعيش في ظلَّها ويتفيأ بظلالها وينعم بجمالها ورونقها وجمالها، وهو الجمال الذي يٌدركهُ من يعيش في الصحراء فيبتهج ويسعد أشدَّ ما يكون عندما يلمح من بعيد وجود النخيل الذي يدل على وجود الواحة، ليرتوي بعد عطش، ويتظلل بعد حر، ويرتاح بعد تعب، فمن أسعد منهُ حينها برؤية النخل؟
ثُم جاء ذكر الرُمان، والرُمان من الثِمار اللذيذة التي يطلبها الإنسان، وما يُمَّيز ثمرة الرُمان عن باقي الثِمار هو شكلها ورونقها وكأنَّهُ الرأس الذي يعتليه تاج من التيجان، فمنظر الرمان يوحي بالتميُّز والفرادة والشعور بالرقي بوجود ما يشبه التيجان على تلك الثمار.
هذا هو بعض النعيم والآلاء الموجود في الجنَّتان، فكاهة وجمال وراحة وكذلك رُقي وتميُّز ليس لهُ مثيل في أي مكان.
فماذا يكون جوابنا الآن بعد أن عرفنا بعض من آلاء الرحمن لسؤالهِ سُبحانه: فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69)؟ سوى أن نقول بكل صدق وأمانة: نعوذ بالله أن نُكذِب أو ننكُر بأيٍ من نعمك وأفضالك علينا يا ألله.
تابعونا عسى أن يهدينا الله وأياكم إلى الخير، فهناك المزيد إن شاء الله.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا مُحمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، وعلى من أتبعهُ واهتدى بهديه إلى يوم الدين.
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت
:: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت
:: للإعلان ::
واتس
00201558343070
بريد إلكتروني
[email protected]
أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي
https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php
للتواصل عبر الواتس
https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j
تنبيه للاعضاء تود إدارة
المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان
أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب
بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة
المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات
العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.