الملخص الفقهي، كتاب الصيام ، الدرس الأول
مدارسة كتاب ” الملخص الفقهي”
للشيخ : صالح الفوزان – حفظه الله-

الدرس الاول من كتاب الصيام :
*باب في وجوب صوم رمضان ووقته.
*باب في بدء صيام اليوم ونهايته.
*باب في مفسدات الصوم.

〰〰〰〰〰〰〰

* باب في وجوب صوم رمضان ووقته.

♦صوم شهر رمضان ركن من أركان الإسلام .
♦يدل عليه الكتاب والسنة والإجماع .

قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم …) إلى قوله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه … )

*كتب : فُرض .
*(فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) ◀ الأمر للوجوب .

قال النبي-صلى الله عليه وسلم- : ” بني الإسلام على خمس ” ، وذكر منها صوم رمضان .

والأحاديث في الدلالة على فرضيته كثيرة.
أجمع المسلمون على وجوب صومه وأن من أنكره كفر.

♦الحكمة من فرضية الصيام :

*فيه تزكية للنفس وتطهيرًا وتنقية لها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة
لأنه يضيق مجاري الشيطان في بدن الإنسان
لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم
فإذا أكل أو شرب انبسطت نفسه للشهوات وضعفت إرادتها وقلت رغبتها في العبادات والصوم على العكس من ذلك.

*تزهيد في الدنيا وشهواتها.
*ترغيب في الآخرة .
*باعث على العطف على المساكين والإحساس بآلامهم

♦ الصوم شرعًا :
الإمساك بنية عن أشياء مخصوصة من أكل وشرب وجماع وغير ذلك مما ورد به الشرع ويتبع ذلك الإمساك عن الرفث والفسوق.

♦ يبتدئ وجوب الصوم اليومي :
بطلوع الفجر الثاني وهو البياض المعترض في الأفق .
وينتهي بغروب الشمس .

قال تعالى : ( فالآن باشروهن ) ” يعني الزوجات “

(وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل )

ومعنى : ( يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )
أن يتضح بياض النهار من سواد الليل .

♦ يبدأ وجوب صوم شهر رمضان إذا علم دخوله.

♦ طرق العلم بدخول شهر رمضان:
1-رؤية الهلال :

قال تعالى : (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) ،
وقال النبي-صلى الله عليه وسلم- : ” صوموا لرؤيته ”
فمن رأى الهلال بنفسه وجب عليه الصوم .

2-الشهادة على الرؤية ، أو الإخبار عنها:

فيصام برؤية عدل مكلف ويكفي إخباره بذلك لقول ابن عمر : ” تراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أني رأيته فصام وأمر الناس بصيامه “.

3-إكمال عدة شهر شعبان ثلاثين يومًا حينما لا يرى الهلال ليلة الثلاثين من شعبان مع عدم وجود ما يمنع الرؤية من غيم أو قتر أو مع وجود شيء من ذلك .

انظر الكتاب للأدلة .

♦ يلزم صوم رمضان كل مسلم مكلف قادر.

مسألة : هل يجب الصوم على الكافر؟ وهل يصح منه؟
ج- لا يجب على الكافر ولا يصح منه.
*إن تاب في أثناء الشهر صام الباقي ولا يلزمه قضاء ما سبق حال الكفر .

مسألة : صوم الصغير .
ج- لا يجب الصوم على صغير.
*يصح الصوم من صغير مميز ، يكون في حقه نافلة.

مسألة : صوم المجنون ؟
ج- لا يجب الصوم على مجنون
لو صام حال جنونه لم يصح منه لعدم النية.

♦لا يجب الصوم أداء على :
*مريض يعجز عنه
*ولا على مسافر .
*يقضيانه حال زوال عذر المرض والسفر ، قال تعالى : ( فمن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدةٌ من أيام أخر).

♦ الصوم يجب أداءً أو قضاءً أو يخير بين الأمرين على :
*المقيم والمسافر
*الصحيح والمريض
*الطاهر والحائض والنفساء

*من يخاطب بالصوم أداء( في نفس الشهر) الصحيح المقيم إلا الحائض والنفساء .
*من يخاطب بالقضاء فقط الحائض والنفساء والمريض الذي لا يقدر على أداء الصوم ويقدر عليه قضاء .
*من يخير بين الأمرين المسافر والمريض الذي يمكنه الصوم بمشقة من غير خوف التلف .

مسألة :
من أفطر لعذر ثم زال عذره أثناء نهار رمضان كالمسافر يقدم من سفره ، والحائض والنفساء تطهران ، الكافر إذا أسلم ، والمجنون إذا أفاق من جنونه ، والصغير يبلغ ؟
ج- كلًا من هؤلاء يلزمه الإمساك بقية اليوم ويقضيه .


مسألة : إذا قامت البينة بدخول الشهر في أثناء النهار ؟
ج- يمسك المسلمون بقية اليوم ويقضون اليوم بعد رمضان.

**************

باب في بدء صيام اليوم ونهايته .

♦ الصوم في أول الإسلام :
قال تعالى : ( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ……. إلى آخر الآية )

قال الإمام ابن كثير –رحمه الله- :” هذه رخصة من الله تعالى للمسلمين ورفع لما كان عليه الأمر في ابتداء الإسلام ، فإنه كان إذا أفطر أحدهم ، إنما يحل له الأكل والشرب والجماع إلى صلاة العشاء أو ينام قبل ذلك ، فمتى نام أو صلى العشاء ؛ حرم عليه الطعام والشراب والجماع إلى الليلة القابلة ، فوجدوا في ذلك مشقة كبيرة ، فنزلت هذه الآية ، ففرحوا بها فرحًا شديدًا ، حيث أباح الله الأكل والشرب والجماع في أي الليل شاء الصائم إلى أن يتبين ضياء الصباح من سواد الليل ” .

*بداية الصوم من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس.

♦في إباحته تعالى الأكل والشرب إلى طلوع الفجر دليل على استحباب السحور.

قال –صلى الله عليه وسلم- : ” تسحروا فإن في السحور بركة “.

ورد في الترغيب في السحور آثار كثيرة ولو بجرعة ماء ويستحب تأخيره إلى وقت انفجار الفجر.

مسألة : لو استيقظ الإنسان وعليه جنابة أو طهرت الحائض قبل طلوع الفجر ؟
ج- يبدؤون بالسحور ويصومون ويؤخرون الاغتسال إلى بعد طلوع الفجر .

♦الأخطاء التي يقع فيها بعض الذين يسهرون معظم الليل ثم يبكرون بالتسحر وينامون قبل الفجر بساعات .
1-صاموا قبل وقت الصيام .
2-يتركون صلاة الفجر مع الجماعة .
3-ربما يؤخرون صلاة الفجر عن وقتها .

♦ لا بد أن ينوي الصيام الواجب من الليل .
لو نوى الصيام ولم يستيقظ إلا بعد طلوع الفجر فإنه يمسك وصيامه صحيح.

♦ يستحب تعجيل الإفطار إذا تحقق :
*غروب الشمس بمشاهدتها .
*أو غلب على ظنه بخبر ثقة بأذان أو غيره.

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : ” لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر” .

♦السنة أن يفطر على رطب ‘ فإن لم يجد فعلى تمر فإن لم يجد فعلى ماء لقول أنس –رضي الله عنه- :” كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يفطر قبل أن يصلي على رطبات ؛ فإن لم تكن رطبات ؛ فتمرات ، فإن لم تكن تمرات ، حسا حسوات من ماء …”

*إن لم يجد رطبًا ولا تمرًا ولا ماءً أفطر على ما تيسر من طعام وشراب.

‼تنبيه :
بعض الناس قد يجلس على مائدة إفطاره ويتعشى ويترك صلاة المغرب مع الجماعة في المسجد فيرتكب بذلك خطأ عظيمًا وهو التأخر عن الجماعة في المسجد ويفوت على نفسه ثوابًا عظيمًا

*المشروع للصائم أن يفطر أولًا ثم يذهب للصلاة ثم يتعشى .

♦الدعاء عند الإفطار
كان –صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر يقول :” ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله”.

*************

باب في مفسدات الصوم :

♦من مفطرات الصيام:

*الجماع : يبطل الصوم ويلزم القضاء والكفارة وهي :
عتق رقبة فإن لم يجد الرقبة أو قيمتها فعليه صيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكينًا .
* لكل مسكين نصف صاع من الطعام المأكول في البلد .

*إنزال المني بسبب تقبيل أو لمس أو استمناء أو تكرار نظر إذا حدث :
فسد صومه
*عليه القضاء بدون كفارة الكفارة تختص بالجماع .

*النائم إذا احتلم فأنزل
لا شيء عليه .
*صيامه صحيح ذلك وقع بدون اختياره.
يجب عليه الاغتسال من الجنابة.

*الأكل أو الشرب متعمدًا
لقوله تعالى : (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل).

*من أكل أو شرب ناسيًا لا يؤثر على صيامه

قال –صلى الله عليه وسلم- ” من أكل أو شرب ناسيًا ، فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه”.

مما يفطر الصائم أيضًا :
*إيصال الماء ونحوه إلى الجوف عن طريق الأنف السعوط .
*أخذ المغذي عن طريق الوريد .
*حقن الدم في الصائم.
*حقن الصائم بالإبر المغذية تقوم مقام الطعام .
*الإبر غير المغذية ◀ يجتنبها .. محافظة على صيامه .

ولقوله -صلى الله عليه وسلم- : ” دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
يؤخرها لليل .

*إخراج الدم من البدن بالحجامة أو فصد أو سحب دم للتبرع لإسعاف مريض فيفطر بذلك كله.
*استخراج دم قليل كالذي يستخرج للتحاليل لا يؤثر على الصوم .
*خروج الدم بغير اختياره برعاف أو خلع سن لا يؤثر على الصوم .
*التقيؤ استخراج ما في المعدة من طعام أو شراب عن طريق الفم متعمدًا يفطر به الصائم.
*إذا غلبه القيء لا يؤثر على صومه .

قال-صلى الله عليه وسلم- : ” من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ، ومن استقاء عمدًا فليقض”.

♦ يتجنب الاكتحال ومداواة العينين بقطرة أو غيرها ◀ محافظة على صيامه.
♦ لا يبالغ في المضمضة والاستنشاق .

ربما ذهب الماء إلى جوفه ◀ ” وبالغ بالاستنشاق إلا أن تكون صائمًا”.

♦ السواك مستحب للصائم وغيره ولا يؤثر على الصيام.
♦ لو طار إلى حلقه غبار أو ذباب لا يؤثر على صومه.
♦يجب على الصائم اجتناب الكذب والغيبة والشتم .

* إن سابه أحد أو شتمه فليقل إني صائم.
*بعض الناس يسهل عليه ترك الطعام والشراب ولا يسهل عليه ترك ما اعتاده من الأقوال والأفعال الرديئة .

قال بعض السلف أهون الصيام ترك الطعام والشراب .

وقفة:
ينبغي للصائم أن
*يشتغل بذكر الله
*وتلاوة القرآن
*والإكثار من النوافل .

كان السلف إذا صاموا جلسوا في المساجد وقالوا ” نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدًا” .

قال-صلى الله عليه وسلم- : ” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.

تم بحمد الله تلخيص الدرس الأول من كتاب الصيام من مادة الملخص الفقهي .
أسأل الله العظيم أن ينتفع به من قرأه

منقول من موقع رسايل اماراتية
للمزيد