الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فبما أناا في شهر القرآن قد عزمت بفضل الله وحده على رفع تفسير مختصر في القرآن ليقرأ إخواننا تفسيرا للقرآن في رمضان ، فقد تمر أيام العمر وما قرأ المرء تفسيرا واحدا فاستعنت بالله واستخرت الله في رفع هذا الموضوع ، وها أنا ذا أقوم برفعه أبتغي الأجر من الله وحده ، ونشرا لكتاب الله وتيسيرا للقراءة فالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وسأرفع جزءا كل يوم مكون من 20 صفحة لمن أراد المتابعة .
سيكون الرفع من كتاب المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء ( مركز التفسير للدراسات القرآنية )
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثالثة
الحمد لله الَّذي أنزَل على عبدِه الكتابَ ولم يجعلْ له عِوَجا، والصلاة والسلام على نبينا محمَّدٍ وعلى آله وصحابته ومَن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أَمَّا بَعْدُ، فلم تَزَلْ همم علماء التفسير تسمو في كل عصرٍ إلى تفسير كلام الله وبيان معانيه بما يفتَحُ الله عليهم به ويوفِّقُهم إليه، وكان من المقاصد التي حملت العلماء على التصنيف في التفسير منذ القرون الأولى: تقريبُ معاني آيات الكتاب لجمهور القراء؛ دون تطويل يمنعهم عن إكماله، أو صعوبةِ عبارة تَصْرِفُهم عن فَهْمِه، ولم تزل هذه الحاجةُ تتجدَّدُ بتجدُّدِ حياة الناس وتنوُّع مستويات ثقافتِهم، واجتهد كل مفسِّر رامَ تحقيق هذه الغاية في صياغة تفسيره بما يلائِمُ أهل عصرِه ويلبي حاجاتهم ويناسِبُ لغتَهم ومعارِفَهم، مستدركًا على من سبقه ما قد يكون وقع فيه من خطأ أو قصور في صياغة عبارة أو ترجيح معنًى أو إيضاح مُبْهَم بقَدْرِ اجتهاده وعلمه، ثم هم في ذلك بين مختَصِرٍ بالغ في الاختصار حتَّى صار متنًا يحتاج إلى شروح وحواشٍ توضحُه، ومتوَسِّع بالغ في ذكرِ ما لا علاقة له بالتفسير فطال كتابُه جدًّا، وفي كل خير، ولكل وجهة هو مُوَلِّيها.
لذلك رأى مركز تفسير للدراسات القرآنية حاجة الناس في هدا العصر ما تزال قائمةً إلى تفسيرٍ مختصَرٍ يجمَعُ بين الميزات التالية:
- وضوح العبارة وسهولتها.
- الاقتصار على تفسير الآيات وبيان معانيها دون دخولٍ في مسائل القراءات والإعراب والفقه ونحوها.
- شرح المفردات القرآنية الغريبة أثناء التفسير وتمييز الشرح بلونٍ مختلف بقدر الاستطاعة ليسهل الوقوف عليه لمن أراده.
- اتباع منهج سلف الأمة رضوان الله عليهم في التفسير -وفي بيان معاني آيات الصفاتِ خصوصًا- باتباع ما دلَّ عليه القرآن والسنة دون تأويل أو تحريف.
- تحرِّي المعنى الأرجح عند الاختلاف، مع مراعاة ضوابط التفسير وقواعد الترجيع.
- ذكر بعض هدايات الآيات وفوائدها في أسفل كل صفحة؛ بما يُعِين على تدبُّرها وتمام الانتفاع بها، تحت عنوان مستقل: من فوائد الآيات.
- التقديمُ بين يدي كلِّ سورة ببيان زمانِ نزولها (مَكِّيَّة أو مَدَنِيَّة)، وبيان أهم مقاصدها باختصار.
- جمع ما سبق كلِّه وكتابَتُه على حاشية المصحف الشريف، وقد اعتمدنا في هذه الطبعةِ الثالثةِ: الطبعةَ الأخيرةَ لمصحف المدينة النبوية الَّذي أصدره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة؛ ليكون عونًا لقارئ القرآن على فَهْم كلام الله تعالى بأيسَرِ طريقٍ.
وقد كلَّف المركزُ الشيخ سيد محمَّد بن محمد المختار الشنقيطيَّ بكتابةِ متن التفسير كتابةً أوليَّةً، كما أسنَد إليه أيضًا وإلى الأستاذ الدكتور زيد بن عمر العيص -أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود سابقًا- بكتابة فوائد الآيات وهداياتها فتقاسماها مناصفةً، وإلى الشيخ الدكتور محمد بن عبد الله الربيعة -الأستاذ المشارك في القرآن وعلومه بجامعة القصيم- بكتابة مقاصد السور.
ثم كلَّف المركزُ جماعةً من علماه التفسير المشهود لهم بالكفاءة والعلم بهذا الفن من مختلف دول العالم الاسلامي بمراجعة التفسير وتقويمه أثناء الكتابة مرحلةً مرحلة، وتحكيم منهجه، فقام كل واحدٍ منهم بتحكيم أجزاء متفرقة من هذا التفسير حتَّى اكتمل، وهم:
1 - أ. د. أحمد خالد شكري (الجامعة الأردنية- الأردن).
2 - أ. د. أحمد سعد الخطيب (جامعة الأزهر- مصر).
3 - أ. د. أحمد بزوي الضاوي (جامعة شعيب الدكالي- المغرب).
4 - د. حسين بن علي الحربي (جامعة جازان- السعودية).
5 - د. خالد بن عثمان السبت (جامعة الدمام- السعودية).
6 - أ. د. سعيد الفلاح (جامعة الزيتونة- تونس).
7 - أ. د. صالح بن يحيى صواب (جامعة صنعاء- اليمن).
8 - أ. د. غانم قدوري الحمد (جامعة تكريت- العراق).
9 - د. محمد بن عبد الله القحطاني (جامعة الملك خالد- السعودية).
وتولَّت مهمَّة الإشراف العلمي على المشروع، ومتابعته في جميع مراحله: لجنةٌ علميةٌ مكوَّنة من:
1 - أ. د. مساعد بن سليمان الطَّيَّار الأستاذ بجامعة الملك سعود.
2 - أ. د. عبد الرحمن بن مَعَاضة الشِّهري الأستاذ بجامعة الملك سعود.
3 - د. أحمد بن محمد البريدي الأستاذ المشارك بجامعة القصيم.
4 - د. ناصر بن محمد الماجد الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
كما كلَّف المركزُ ثلاثةً من أساتذة العقيدةِ المتخَصِّصين بمراجعته من الجانب العقديِّ؛ رغبةً في سلامته مما قد يقع فيه من الخطأ في هذا الجانب، وهم الأستاذ الدكتور: سهل بن رفاع العتيبي أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك سعود، والأستاذ الدكتور: عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والدكتور عبد الله بن عبد العزيز العنقري أستاذ العقيدة المشارك بجامعة الملك سعود، وقد قاموا بمراجعته كلٌّ على حدةٍ، وأفادوا بملاحظاتٍ وتصويباتٍ قيِّمة؛ فجزاهم الله خيرًا.
ثم أَوْكَل المركز إلى الأستاذ الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار مراجعةَ المختصر كاملًا؛ للنظر في الملاحظات والمقترحات التي وصلَت من القُراء للتفسير في طبعتيه الأولى والثانية، فقام باختيار نخبةٍ من طلبة العلم المتخصِّصين من طلابه يقرؤون المختصر معه صفحةً صفحةً، ويقفون على كل الملاحظات التي وصلت، وينظرون فيما يقفون عليه كذلك، وما احتاج إلى إعادة صياغة أعادوا صياغتَه؛ مستفيدِين من صياغة الإمام ابن جَرِير الطَّبَرِيِّ في المقام الأول، كما قاموا بإعادة صياغة ما يحتاج إلى صياغة من مقاصد السور أو من الفوائد، وتم الاقتصار على ثلاثِ فوائدَ غالبًا في كل صفحة.
وفي حال الاختلاف في التفسير، رأت اللجنة الاعتمادَ على إمام المفسِّرين ابنِ جرير الطبري؛ لسلامة منهجه، وكثرة اعتماده على التفسير المنقول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى المنقول عن الصحابة والتابعين وأتباعهم - رضي الله عنهم -.
وقد روعي في تأليف هذا المختصر بميزاته المتقدمة صلاحيتُه ليكون أصلًا لترجمته إلى اللغات العالمية الأخرى، مجتنبًا الأخطاء والعقبات التي تعثَّرت بسببها كثير من الترجمات المنشورة لمعاني القرآن الكريم، وهو مشروع تمت دراسته واتخاذ الخطوات الأولى فيه، ونرجو أن يرى النور قريبًا بإذن الله.
وكان لثُلَّةٍ كريمة من أهل الخير والبر فضلُ دعم المشروع وتحمُّلِ أعباء تكاليفه ماديًّا، فلهم من الله الأجر والمثوبة على بذلهم وإحسانهم.
وختامًا، فهذه الطبعة الثالثة لهذا العمل، حَرَص فيه المركز على تيسير فهم كتاب الله عز وجل، مع تحرِّي الصواب قدرَ الطاقة، والاجتهاد في بلوغ ما يُستطاع من الكمال، فما كان من صواب فبفضل الله وتوفيقه، وما كان من خطأ فمن أنفُسِنا، ونسأل الله تعالى أن يغفِرَ لنا الزلل، وأن ينفع بهذا المختصر، ويضَعَ له القبول، إنه أكرم مسؤول وأعظم مَرْجُوّ.
وقد استدرَكْنا عددًا من الملحوظات العلمية والفنية التي ظهرت لنا في الطبعتينِ الأولى والثانية، وأخذنا بأحسنِ ملحوظات ومقترحات القُراء، واعتمدنا العنوانَ الجديد "المختصر في تفسير القرآن الكريم" بدل "المختصر في التفسير"؛ بناءً على مقترحات عدد من الفضلاء؛ ليتضح لعامة القراء.
ونشكر كلَّ مَن بذل جهدًا في تقويم وتصحيح هذا المختصر، ونرجو موافاتنا بأي ملحوظات أو مقترحات لتطويره على بريد المختصر ; تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
أو على الجوال الخاص بالمشروع: 0536365555.
د. صالح بن عبد الله بن حميد
رئيس مجلس إدارة مركز تفسير للدراسات القرآنية
إمام المسجد الحرام وخطيبه وعضو هيئة كبار العلماء
انتهت المقدمة :