لماذا الوداع ؟! .. كتب الأعلامي والشاعر مدحت مطر

لماذا الوداع ؟
وبُعدى كثيراً يُزيدُ بقلبي
حنين الضياع
تناثرثُ فيكِ
وأحببتُ فيكِ طيور الظلام
وودَّعتُ فيكِ
سُبات الآلام
لأنى سراب
ووهماً عميقاً
وقلبا يتيماً يخاف الغروب
ويخشىَ الوداع

لماذا الوَداع ؟
لأنى حزيناً يتيم الأماني
غريباً وقلبى يُحبُ الأغاني
ويهوىَ الغواني
وموج الصحاري
وصوت الضِباع
أُقَبِل ترابِك
ولولا غيابي
لطِرتُ شعاعاً اليكِ بروحي
لأنثر روحى بكل البقاع
وقَبَّلـتُ فيكِ أيام عمري
أراضى المدينة
وتجوال سهري
ولَملَمتُ عمرى سنيناً اليكِ
وألقيتُ روحى
طعام السباع
بلادى بروحى ولست بلادي
سأهديكِ عمري
لِتُلقى عليه حروفاً بإسمك
وأنثر نفسى فى كل وادي
مصر تقولى حبيبى أحبك
وطال ابتعادي
وقلبى يئنُ فى كلَ يومٍ
أُوَدُ الرجوعَ
أُقَبِل جبينك
أصافح لأجلك كل الأيادي
بلادى أحبك
أهيم لأجلك
وروحى تذوب اليكِ تنادي
تعالىَ حبيبي
تعالىَ لترقص كما كنتُ طفلاً
تحوم المراقص
وتهوىَ الصبايا
تزور النوادي
تعالىَ لتلقىَ حبيبةُ قلبِك
تغنى اليك
غناءاً أخيراً
وحارب لأجل
سيوف الأعاد
مصر هواكِ يطوفُ بروح
غلالاً من الحقدِ فَرَقَتنا
تلالاً من الخوف حارَبَتنا
لأنى أراكِ
فتاتى وعمري
وعشقاً ينادي
حبيبى تعالىَ سأشعر بذات
لأنَكَ مني
أراكَ بحلمي
ترانى أحبك .. أموتُ اشتياقاً
ترابى يحن للحن غيابك
وأعشق سُباتك
فى كل بيت
فأَرضى حنينَك وحبك وروحَك
وداخل عيوني
تكون بلادك
تعالىَ لتشعُر بأنَك كيان
تحوم السماء
وترقُصُ موتاً فى كلَ شارع
لأجلك يموت
يضيعُ الزمان
فهيا فهيا
لقانا سوياً
يُكَوِن حياةً فأحيا بروحي
وتحيا المنية
وأهواكَ عمراً
وأَعطيكَ إسماً
يناسب شعورك
وتصرخ بروحك لتحيا مصر
لتحيا مصر
لتحيا مصر
وتَملُك هوية
وألقاكَ روحاً
فنحيا سويا
وترجع الىَّ
أحبك .. أحبك
أما يكفى هذا ؟
أما يكفى عمرى اليكِ هدية
وقلباً يميلُ يطيرُ إشتياقاً
وروحاً تحبك
جميلة نقية
تعالى بلادي
قليلاً لِنفرح
فأنتِ فؤدي
وحبى الوحيد
أراكِ ضياءاً بنور الشَفَق
ووجهاً جميلاً
يحنُ اليكِ غروب الغَسَق
وعمرى بدونِك
غريبٌ شريد
يتيمٌ مُتَيَّم
لأجلك أُقيّم
جمع الكلام
وأُرسِلُ شعرى عبرَ البريد
كَتَبتُ لأجلِك قوافى الدهو
وذَوَبتُ فيكِ مئات السطو
ورغماً لهذا
أراكِ حنيناً وطيفاً بعي
رأيتُ الحياةَ على وَجنَتَيكِ
وأحببتُ عمرى فوقَ المراكب
فى شاطِئَيكِ
وأحسستُ أنى لأجلك وليد
وفى الشِعر أكتب كلاماً يُشيد
بأنِك بلاداً
تعانى الدموع وحزناً شديد
لأجلك أملك قلباً حزينا
أحبكِ نوراً وألما
وأهوىَ عناقِك
لو فى الأنين
لأنى حزين
مثلُك حزين
أخاف الضياع
أخاف السنين
بلادى مصر لماذا الوداع
لماذا نحبُ ونلقىَ الخداع
لماذا تكون هناكِ حروب
ولا ننهى أبداً هذا الصِراع
نريد السلام
يحلُ السلام ويبقى الحنين
وحُب الكلام
مصر بلادى اليكِ السلام
إليكِ حياتي
وحلمى لأجلك تعيش الحياة
لأجلك ينام
وينسى العذاب ولوم الخصام
سلامٌ … سلام
سلامٌ .. سلام
بقلم
مدحت مطر
شاعر وروائي مصري..