الكاتب الصحفي داوود فجراوي يكتب :
لعنة قيس سعيد تلاحق الصحفيين
لطالما حلمت أن تكون لي فرصة الدخول إلى عالم الصحافة أُتيحت لي عقب الثورة التونسية. في ذلك الوقت كنتُ ذلك الشاب المتحمس الحالم الذي تهزه نسائم الحرية و الديمقراطيه خلال ثورة شعبية كان من أهم شعاراتها “شغل، حرية، كرامة وطنية”… لكن سرعان ما استُهدف الحلم، وظهر المرسوم رقم 54.
انطلقتُ في مسيرتي الصحافية متشبع بقيم حرية التعبير
شاءت الأقدار أن يتزامن إنجاز عمل صحافي بودكاست سياسي لي مع إعلان المرسوم 54 لسنة 2022 المتعلق بـ”جرائم الإنترنت”. كنتُ آنذاك منكب على تسجيل الحلقات والتنسيق لاستضافة بعض الشخصيات السياسية وغيرها لمناقشة القضايا الراهنة في البلاد
أدركت حينها أن هذا المرسوم المشؤوم سيكون سيفا مسلطا على اقلام الصحفيين من أصحاب النفوذ لحماية مصالحهم ومشاريعهم وبالتالي ضرب دور الصحافة الحرة وتحويل الاعلام إلى أداة بيد السلطة لصناعة الموريدين والمطبلين .
لم يتجاوز الامر أيام قليلة حتى اتصلت الشرطة بالعائلة ….مضايقات……مسائلات
هذا المرسوم أداة تسلطية ضد أي رأي حر مخالف لسلطة وبث مناخ من الرعب والتخويف في نفوس الصحفيين والاعلاميين والمدونين . سعيّد استطاع تمرير هذا التشريع من دون أدنى نقاش مجتمعيّ وفي غياب أي إمكانية للتصدّي له
ليل دامس في خريطة مريضة .لا فكرة مضيئة ولا بارقة أمل .ما أصعب العيش في فندق الثعابين “تونس “