نَظَر أعرابي إلى امرأة حَسْناء جميلة تُسمَى ذَلْفَاء، ومعها صَبِيْ يَبكي، وكلما بكى قبلته، فأنشأ يقول:
يا لَيتَني كنتُ صَبِيّا مُرضَعَا ...تَحْمِلُني الذَلْفَاءُ حَوْلا اكْتَعَا
إذا بَكَيْتُ قبلتني في أرْبعا ... فلا أزال الدَهر أبْكي أجْمَعا
من البشر من لا يحفظون الود, ولا يصنون العهد فإياك وإياهم فإنهم شر وقربهم ضر
قال أحدهم
إذا المرء لا يرعاك إلاّ تكـــلفا *** فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدالٌ وفي الترك راحة *** وفي القلب صبرٌ للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلــبه *** ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيــعةً *** فلا خير في وُدٍ يجيء تكلفا
سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها *** صديق صدوق صادق الوعد منصفا