تبرعوا تبرعك ينقذ حياة للتواصل واتس 00201098455601
دعوة للإنضمام لأسرتنا
لن يستغرق سوى ثوان معدوده _ لن تكتمل سعادة منتدى برامج نت الا بانضمامك اليها

اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني



هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

    

قلعه برامج نت للشروحات    برامج مجانيه 

شرقية سات من اكبر منتديات الدش والريسيفرات وكروت الستالايت والشيرنج


العودة   منتديات برامج سات برامج نت Braamj Sat > برامج نت > الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic

الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic المواضيع المميزه بالمنتديات الإسلامية منتدى العلوم الشرعية منتدى السيرة النبوية الشريفة منتدى التاريخ الإسلامي منتدى المرأة المسلمة روضة المنتديات الإسلامية بإشراف zoro1 , messaide saadne , عبد العزيز شلبي nadgm ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين


آخر 30 مشاركات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-24-2016, 05:47 AM   #1
فريق منتدى الدي في دي العربي
مشرف ♥ ♥ برامج سات برامج نت مراقب من خلاله
 
الصورة الرمزية فريق منتدى الدي في دي العربي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: عمان الاردن
المشاركات: 95,289
معدل تقييم المستوى: 104
فريق منتدى الدي في دي العربي is on a distinguished road
افتراضي لا أستطيع مواجهة والدي والتحدث معه
انشر علي twitter

لا أستطيع مواجهة والدي والتحدث معه


أ. عائشة الحكمي



السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية أتقدَّم لكم بجزيل الشكر والعرفان على كلِّ ما تُقدِّمونه في سبيل إيجاد حلولٍ لجميع مشاكل الأشخاص، فأسأل اللهَ أنْ يَجزِيَكم الخيرَ، وأنْ يكتُبَ ما تُقدِّمونَه في مِيزان حسَناتكم.

لديَّ مشكلةٌ من فترةٍ طويلة؛ وهي أنَّني أحسُّ بخوفٍ شديدٍ من مواجهة والدي، مع أنَّني أسكُنُ معه في نفس البيت، ولكنِّي أجلسُ في غرفة خاصَّة بي، وصَراحةً عندما يكونُ موجودًا في البيت لا أستطيعُ أنْ أنزل من غُرفتي، حتى لو كنت مضطرًّا؛ لأنِّي أشعُرُ بالخوف وعدم الارتِياح، ولا أدري ما السبب، قد أكون تعرَّضت لمواقف من أبي في صِغري ربما تكون هي السبب، ولكنِّي أُحاوِلُ دائمًا أنْ أنساها وأتجاهلها، وأحاول دائمًا أنْ أضغَطَ على نفسي من أجل كسْر هذا الخوف، ولكن دون جدوى، حتى الوالد بدأ يغضبُ من تجاهُلي له، وأنا أيضًا بدأت أفقدُ الأمل في تغيير حالتي، وبدَأتِ الوساوس تأتيني من كلِّ ناحيةٍ وتُؤثِّر عليَّ، وأصبحتُ أعتقدُ أنَّني عاقٌّ لوالدي، مع أنَّني - ولله الحمد - لا أرفض له طلبًا، أحيانًا يطلبُ منِّي بعض الأمور أنفذها له ولكنِّي لا أتحدَّثُ معه ولا أجلسُ معه من خوفي منه، أو حتى خوفي من أنْ أتحدَّثَ بكلامٍ قد يغضبُه، وبشكلٍ عام أنا أصلاً لا أحبُّ التحدُّث مع الأشخاص، مع أنَّني أتمنَّى أنْ أكون إنسانًا اجتماعيًّا وليس إنسانًا انطوائيًّا.
أرجو أنْ أكون قد شرحت لكم مشكلتي بشكلٍ جيد، وإنْ شاء الله أجدُ الحلَّ المناسب عندكم، وأرجو أنْ تفيدوني بأيِّ علاج قد يُساعِدني في تحسين حياتي؛ لأنِّي بالفعل بدَأتُ أكرهها؛ لأنَّ حياتي بلا هدف وبلا أيِّ شيء يُسعِدُني، مع العلم أنَّني - ولله الحمد - محافظ على الصلوات.

ولكم جزيل الشكر على ما تُقدِّمون.


الجواب
بِسْمِ اللهِ المُوفِّق للصَّواب
وهو المُستعان

أيُّها الأخ الفاضِل:
إنَّ المَوْقفَ الأَلِيم إنْ لم يُداوَ ويُصحَّح في الحِين اسْتَحال بعد انتهائِه إلى قِطْعة قِرْمِيد نَفْسيَّة تنتَصِبُ بثباتٍ في طَريق العَلاقة بيننا وبينَ مَن آلَمُونا، فإذا حدثَ موْقفٌ آخَر صُفَّت إلى جِوار قِطْعة القِرْمِيد النَّفْسيَّة قِطْعةٌ ثانِية فثالِثة ثم رابِعة وخامِسة بعدَد المَواقِف الأَلِيمة التي تمرُّ بيننا وبين مَن يتفنَّنون في إيذاءِ قُلوبنا، ومعَ مُرور الأيَّام والسِّنين، وبدُون أنْ نشعُر، نَجِد أنفُسَنا أمام جدارٍ نفسيٍّ صلْب من القَرامِيد النَّفْسيَّة، وقد تَراصَّتْ بعضُها إلى بَعْض، لتحولَ دُون مقْدِرتنا على التَّفاعل والتَّلاقي والاسْتِجابة معَ مَن آلَمُونا، وإنْ كانوا آباءَنا وأُمَّهاتنا وأَحْبابنا وأعزَّ أَصْدِقائنا!
ومُحاولاتكَ اللاَّشُعوريَّة لإنكارِ تلكَ المَواقِف الأَلِيمة التي تسبَّب والدُكَ في إحداثِها وحَفْر آلامِها في بنيتكَ النَّفسيَّة - إذ لستُ أشكُّ في أنَّه السَّبب في هذه الفَجْوة - لن يحلَّ المُشكِلة، وإنْ كنتُ أتلمَّس في ذلك البرَّ بوالدكَ - غفرَ اللهُ له - والحِرْصَ على ألاَّ تُظْهره لنا بصُورة تُسيءُ إليه، فلا حُرِمْتَ أَجْرَ البرِّ، ولا ضِيع في ميزانكَ أَجْر الألَم.
فإن كانتْ هُناك فَتْرة من البُعد بينكَ وبين والدِكَ فيما مَضى من السِّنين، بسَببِ سَفَرٍ مُتكرِّر مثَلاً، أو لانشِغالِه بعَمَلٍ طَويل قبلَ أنْ يتَقاعدَ ويتفرَّغ، أو بسبَب انشِغاله بزَواجٍ ثانٍ، ونحو ذلك من أسْبابِ البُعْد، فسيكون لمثلِ هذه الأَسْباب دَوْرُها الرَّئِيس في شَقِّ المَسافاتِ النَّفْسيَّة بين الأهْلِ والأَبْناء، ما يزيدُ مِن مَتانةِ هذه الجُدْران النَّفْسيَّة، وقُوَّة تَلاصُق أَحْجارها، فإذا أَضَفْنا إلى تلك الأَسْباب المُحتَملة سِمات شَخْصيَّتكَ الانطوائيَّة التي تُشجِّع على الانفرادِ وزيادةِ المَسافات بينكَ وبين الآخَرين، بمَن فيهم والدكَ، أَدْركنا حقيقةَ مُعاناتكَ، ولو جَلْستَ بينكَ وبين نفسكَ لمَعْرفة الأَسْباب دُون إنْكارٍ لا شُعوري، فسيكونُ لذلكَ بالغُ الأثَر في فَهْم أَسْبابِ المُشكِلة، ومن ثَمَّ الإسْهام في عِلاجها - بعَوْن الباري، عزَّ وجلَّ.
وعِلاجُ الخَوْف نتعلَّمُه من قِصَّة مُوسَى الكَليِم - عليه الصلاة والسلام - عند مُواجَهته لفِرْعَوْن؛ فلقدْ نَشَأ مُوسَى - صَلواتُ اللهُ وسَلامُه عليه - في قَصْر فِرْعَوْن وتربَّى بين يديْه؛ ﴿ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴾ [الشعراء: 18]، إلا أنَّ القُرآنَ العظيمَ لا يَذكُر لنا كيفَ كانتْ تلك التَّنشِئة، ولا ضَرْب التَّربية التي تلقَّاها مُوسَى في قَصْر فِرْعَوْن، بيدَ أنَّنا نستَشِفُّ من خَوْف مُوسَى بعد مَقْتل الرَّجل القِبْطي وخُروجه من مِصْر هَربًا إلى مَدْيَنَ؛ ﴿ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 21] - شيئًا يُدلِّلُ على أنَّ تلكَ التَّربية الفِرْعونيَّة قد اتَّسمتْ بالصَّرامة والتَّخويف!
وبعدَ مُضيِّ عَشْر سنَوات - وهي مسافةٌ زمنيَّةٌ طَويلة زادتْ من مَتانة الجِدار النَّفْسيِّ القائِم بين مُوسَى وفِرْعَوْن - وجدَ مُوسَى - عليه الصلاة والسلام - نفسَه أمامَ مُهمَّة عظيمة: تبليغ الرِّسالة، وتحرير بَنِي إسْرائِيل مِن عُبوديَّة فِرْعَوْن وجَبرُوت جُنُوده؛ ﴿ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ﴾ [طه: 47]، ولن يتمَّ له ذلك إلا بالمُواجهة وجهًا لوجهٍ معَ فِرْعَوْن؛ ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 24]، وهي الطَّريقة التي يُؤمِنُ بها علمُ النَّفْس الحديثِ في علاجِ الخَوْف!
لم تكن مُهمَّة مُوسَى يَسِيرةً إذا أَدْركنا حَجْم الخَوْف الذي كان يتملَّكُ قَلْبَه - صَلواتُ اللهُ وسَلامُه عليه - كما يظهرُ في سِياق آياتِ القُرآنِ المَجِيد:
- ﴿ فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ﴾ [القصص: 18].
- ﴿ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ﴾ [القصص: 21].
- ﴿ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴾[النمل: 10].
- ﴿ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ﴾[القصص: 31].
- ﴿ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى ﴾ [طه: 67، 68].

فما الذي احْتاجَ إليه مُوسَى لهزِيمة هذا الخَوْف في نفْسِه؟! لقد احتاجَ إلى أَمْرَين:
1. مَعُونة الله بدُعائه: ﴿ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴾ [طه: 25 - 28].
2. وإشْراك أحَد أهلِه في أمْرِه: ﴿ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ﴾ [طه: 29 - 32].
وهو الأمْر نَفْسه الذي تحتاجُ إليه أنتَ أيضًا في عِلاج مَخاوفكَ؛ فادعُ اللهَ - عزَّ وجلَّ - في صَلَواتكَ أنْ يَحْلُل عُقدة الخَوْف في قلبكَ، وأنْ يُثبِّتَ قدميكَ عند مُواجَهة والدِكَ؛ فبالدُّعاء استطاعَ مُوسَى الكَلِيم مُواجَهة فِرْعَوْن، وبالدُّعاء استطاعَ طالُوتُ وأصحابُه مُواجَهةَ جالُوتَ وجُنُودِه؛ ﴿ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 250]؛ فكانت النَّتيجة: ﴿ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ ﴾ [البقرة: 251].
لاحِظْ أنَّنا نتكلَّم عن عُتاة وجبَّارِين! عن فِرْعَوْن مُدَّعي الألُوهيَّة، وجالُوت رَأْس العَمالِقة! في حين أنَّ مُشكلتكَ مع رجُلٍ بسيطٍ جدًّا تُحِبُّه ويُحبُّكَ "والدك"، ولا ريبَ أنَّ الدُّعاءَ الذي أذهَب الخَوْف من قلْبِ مُوسَى سيكون له الأثرُ في ذَهابِ الخَوْف من قلبِكَ، ولا شكَّ في أنَّ الدُّعاءَ الذي ثبَّت اللهُ به أقدامَ أَصْحابِ طالُوت سيكونَ ذا أثرٍ في تثبيتِ قدميْكَ، فلا تُقلِّل مِن شَأْن الدُّعاء وأثَره في هَدْم هذا الجِدار النَّفْسيِّ، ونَقْضه حجَرًا حجَرًا.
ثم أَشْرِكْ أحدًا من أَهْلكَ؛ والدتكَ أو أحَد أشِقَّائكَ؛ لدعمكَ نفسيًّا ومُساعدتكَ كما يَنبغي؛ بحيث يكونُ معكَ في المرَّات الأُولى التي تجلِسُ فيها قُرْب والدكَ لمُحادثته أو مُؤاكلته أو مُسامَرته، واستَثْمر المَواقِف التي تجتمعُ فيها العائلة في العادة كأوقاتِ تَناوُلِ الطَّعام لمُجالسته، واحْرِص على ألاَّ تنهضَ قبلَ أنْ يَنْهَض، فإنْ كنتُم تتحلَّقون أمامَ التِّلفاز لمُتابعةِ نَشْرة الأَخْبار فأخبره عن آخِر ما تناهَى إلى سمعِكَ من أَخْبار، أو اسْأله عن آخِر ما استمعَ إليه من أَخْبار، وإنْ كانت لكَ حاجةٌ عنده فاسأله ما تُريد؛ فإنَّ سؤالَ والدكَ لا يشينكَ بل يُدْنيك.
واصْطَد الفُرصَ التي يطلبُ فيها أنْ تشتريَ لوازمه أو لوازمَ البَيْت، واغتَنِمها في مُحادَثته ومُساعَدته ومُفاكَهته، ولا تكُن كسائق المَنْزل الغَرِيب يذهبُ ثم يعودُ إلى حُجرته، بل تحدَّثْ إلى والدكَ بشأنِ المَواقِف التي جرَت معكَ في الطَّريق، أو عن اخْتلاف الأَسْعار أو عن مُنتج جَديد أعجبكَ خلال تسوُّقكَ.
وما دُمتَ مُحافِظًا على الصَّلاة فاذهبْ برفقتِه إلى المَسْجد، وعسى أنْ يكونَ اجتماعُكُما في بيتِ اللهَ سببًا في اجتماعِ قلبيْكُما في البيْت، واغتنمْ أيَّامَ الجُمع؛ ففُرص البقاء فيها قريبًا من والدك ستكونُ أَطْول وأفْضل؛ كأوقاتِ انتظارِكُما خُطْبة الحُمُعة، أو بعد فراغِكُما من الصَّلاة للذَّهاب إلى مَطْعمٍ أو مَتْجر.
وإذا أردتَ أنْ تزدادَ عندَه حظْوة فابعثْ إليه بهَدايا من حينٍ إلى حين بحسَب ميزانيَّتكَ، وبحسَب ما يميلُ والدُك أو يحتاجُ إليه من هَدايا نَفِيسة؛ كتولة دُهْن عُود أو خاتم عَقِيق أو ساعة فاخِرة، أو هدايا بسِيطة ممَّا يحتاج إليه؛ كمِسْواك أو كِتاب أو قلَم وأشباهها.
وحدِّث نفسَكَ بإيجابيَّة دائمًا؛ ففي الأَمْثال "أَكْذِبِ النَّفْسَ إذا حَدَّثْتَها"، قال أبو هِلالٍ العسكري في "جمهرة الأمثال": "يُقال ذلك للرَّجُل يهتمُّ للأَمْر الجَسِيم، فتخوِّفه نفسُه الخَيْبةَ فيه، والسُّقُوط دُون غايتِه، فيُقال: أَكْذِبها عندَ ذلك، وحدِّثها بالظَّفَر لتُعينكَ على ما تَبْغيه منه؛ فإنَّ الهائِبَ لا يلقى جَسِيمًا، وأَكْثر الخَوْف باطله"، وصدَق؛ فإنَّ الخَوْف في أكثره ليس سِوى خوْف تصوُّر أو توهُّم، وقد أدرَكَ المُتنبي هذه الحَقِيقة النَّفسيَّة حينَ قال:

وَمَا الخَوْفُ إِلاَّ مَا تَخَوَّفَهُ الفَتَى
وَلا الأَمْنُ إِلاَّ مَا رَآهُ الفَتَى أَمْنَا



"يقول: الخَوْف والأَمْن ما تصوَّره الإنسانُ في نفْسِه، فإذا تصوَّرَ في الشَّيْء أنَّه مَخُوفٌ خافَه، وإنْ لم يكُن مَخُوفًا وإذا تصوَّر في نفسِه أنَّ الشَّيْء مَأْمُونٌ أَمِن منه، وإنْ لم يكُن كذلكَ في الحَقِيقة"؛ ["معجز أحمد"؛ المنسوب لأبي العِلاء المعرِّي].
فرَوِّضْ نفسَكَ على المبادرة، واجتهدْ في هَزِيمة مَخاوفِكَ، ولا تَدَعِ المُحاولاتِ آيسًا من نَفْسكَ، فإنَّما يُعالَج الخَوْفُ بالمُبادرة والغمر فيما يُخشى منه والصَّبر عليه، لا بالتَّجنُّب والابْتِعاد عنه واليأْس منه، وقد قالَ عَلِيُّ بن أبي طالِب - رضي الله عنه وأَرْضاه - لرجُلٍ: "ما تَصْنع؟"، فقال: "أرجو وأخاف"، فقال: "مَن رجا شيئًا طلبَهُ، ومَن خافَ شيئًا هربَ منهُ".
وتذكَّر أنَّكَ في طريقكَ إلى مُفارقتِه بالزَّواج والسُّكْنَى في دارٍ غير دارِه، ولسوفَ تكونُ في حاجتِه عند خِطْبتكَ والاستعداد لزواجكَ، فتقرَّب إليه الآنَ قبلَ أنْ تجِدَ نفسكَ وحيدًا فريدًا في أَصْعب مَرْحلةٍ من مَراحِل الحَياة، واعلمْ أنَّ اللهَ قد عرفَ نيَّتكَ في رغبتكَ بِمُحادثة أبيكَ ومُجالسته، وقد كتبَ لكَ أجركَ، فاقدحْ بالزَّنْدِ مُبادرًا لإصلاحِ العَلاقة ولا تَعْجز، وعلى الله سُبحانه فتوكَّل؛ ﴿ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء: 81].

أنصحُكَ أخيرًا باقتناءِ كتُب الدُّكتورة سُوزان جيفرز، فهي واحدةٌ من أفضل المُختصِّين في عِلاج الخَوْف، ومن أَشْهر كتبُها في عِلاج الخَوْف:

1. كِتاب "استشعر الخَوْف وقُم بالعمَل بطريقةٍ ما".
2. كِتاب "اشعر بالخَوْف وبما وراءه".
3. كِتاب "دليلكَ للتَّعامُل مع الخَوْف".

واللهُ - سبحانه وتعالى - أعلمُ بالصَّواب، لا إلهَ إلاَّ هو لهُ الحمدُ في الأُولى والآخِرة، وله الحكمُ وإليه تُرْجَعُون.







__________________

من مواضيع فريق منتدى الدي في دي العربي

فريق منتدى الدي في دي العربي متواجد منذ قليل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

 
أخر الموضوعات
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة روايدا
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة shqawe

استطلاع
ما هى الاقتراحات التى تريد أن تقدمها لتطوير خدمات و تصميم شبكة عالم الانترنت
هذا التصويت مفتوح (مرئي) للجميع: كافة الأعضاء سيشاهدون الإختيار الذي قمت بتحديده ، فيرجى الإنتباه إلى هذه النقطة .

إعلانات
فيسبوك

إدعموا منتدى الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::حديث نبوي صحيح::

إدعموا الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::

فيسبوك

لوحة اعلانية
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت :: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت :: للإعلان :: واتس 00201558343070 بريد إلكتروني [email protected] أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php للتواصل عبر الواتس https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j


تنبيه للاعضاء تود إدارة المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.


الساعة الآن 09:12 AM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha

هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Developed By Marco Mamdouh
Please seek an excuse for DVD FORUM it is not responsible for the coming of topics by members and put the responsibility entirely on the subject's owner , DVD FORUM is open forum for members to put different subjects in striving for a review of topics, according to general laws for the protection of property . If there are any company or institution has a problem with one of the topics, please contact us. DVD FORUM is not responsible for any topics written within the forum. Only the author of the topic bears full responsibility for the topic he submitted. If you encounter any problem arises in the content, please email us

Security team

DMCA.com Protection Status

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1

All Rights Reserved WaelDesign © 2010/2011

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303