فوائد من كتاب : تغريب الألقاب العلمية للشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله

[فريق منتدى الدي في دي العربي]

فوائد من كتاب : تغريب الألقاب العلمية ،
للشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله .
طبعة دار ابن حزم ، القاهرة .

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فهذه فوائد واقتباسات من هذه الرسالة القيّمة التي تناولَ فيها الشيخ رحمه الله ظاهرة تغريب الألقاب العلمية وانتشار الأسماء والمصطلحات غير العربية في مجتمعاتنا .



_ وإنه من باب العتب الجميل والأخذ بأطراف الحديث مع الباحثين أقول : إن العجب لا ينقضي حين ترى اللُغوي الأديب تشتد ثورة غضبه من طغيان الأسامي واللغات الموَلدَّة ، والغريبة الهزيلة ، ويصيح بالدعوة إلى التعريب وردّ العامي إلى الفصيح ، ثم يكون هو أول ناكث للعهد ، فيرسم على طُرّة كتابه أو بحثه أو مقاله هذا اللقب الأجنبي من كل وجهٍ . صـ 13
[ يريد : لقب دكتور ونحوه ]



_ بعد وصول هذه الرسالة في طبعتها الأولى إلى رصيفنا الشيخ أحمد بن الشيخ عبدالله بن محمد بن حُميد بعث إليّ برسالة مطولة مشفوعة بهذين البيتين :
استبدلوا لفظ الفقيه بغيرهِ
ومن الغريبِ مُحدّثون دكاتره
والله لو عَلِمَ الجُدود بفعلنا
لتناقلوها في المجالسِ نادرة . انظر صـ 14



_ هاهنا لطيفة علمية وهو أن لفظ "كافة" لا تُستعمل إلا حالاً ، فلا يجوز استعمالها مُضافة ولا بالألف واللام كما هو مُنتشر ، لكن العلامة مصطفى الغلاييني له بحث في تجويزها مضافة . انظر هامش صـ 15



_ عن أبي ذر رضي الله عنه : " من كثّر سواد قوم فهو منهم " رواه أبو يعلى وغيره . صـ 19



_ يقول ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم صـ 203 : " إن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله ، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون "
قال عبدالملك بن مروان : " اللحن في الكلام أقبح من الجدري في الوجه "
ويقول أيضاً " شيبني ارتقاء المنابر مخافة اللحن "
يقول البيروني محمد بن أحمد الخوارزمي : " والله لَأن أُهجى بالعربية أحبُّ إليّ من أن أُمدح بالفارسية "
انظر صـ 20



_ وقد قالوا : إن الكلام مُشتق من الكَلْم _ بفتح فسكون _ الذي هو الجرح ، لتأثيره في النفوس كما يؤثر الجرح ، كما قال الشاعر :
جراحات السنان لها التئامُ
ولا يلتام ما جرح اللسانُ . صـ 20 _ 21



_ يقول إبراهيم بن المدبر في "الرسالة العذراء" صـ32
( وشبهت الحكماء المعاني بالغواني ، والألفاظ بالمعارض ، فإذا كَسَا الكاتبُ البليغُ المعنى الجزل لفظاً رائعاً ، وأعاره مخرجاً سهلاً ، كان للقلب أحلى ، وللصدر أملى ، ولكنه بقي عليه أن ينظمه في سلكه مع شقائقه كاللؤلؤ المنثور ، الذي يتولى نظمه الحاذق والجوهري العالم الذي يُظهر بإحكامه الصنعة له حُسناً فيه ، ويمنحه بهجة هي له ، كما أن الجاهل إذا وضع بين الجوهرتين : خرزة ، هجن نظمه وأطفأ نوره ) انتهى . صـ 23



_ يقول الشافعي في "الرسالة" صـ 42
( ولسان العرب أوسع الألسنة مذهباً ، وأكثرها ألفاظاً ، ولا نعلمه يُحيط بجميع علمه إنسن غير نبي ، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجوداً فيها من يعرفه ) انتهى . صـ 29



_ أما الضربة القاضية على التغريب ، وتداول المصطلحات الأجنبية ، فهي أن لا تدخل البضائع المصنعة في البلاد ، إلا وقد وُضع لها الاسم العربي ، ويكون تداول هذه البضاعة رسمياً وتجارياً وإعلامياً بالاسم العربي لا غير . صـ 30



_ قال سهل بن عبدالله التستري : ( اجهدوا أن لا تلقوا الله إلا ومعكم المحابر ) ، وسئل إلى متى يكتب الرجل الحديث ؟ قال : ( حتى يموت ، ويُصب باقي حبره على قبره ) . صـ 30



_ يقول ابن القيم : ( إذا لَحَت الحقائق فكن أسعد الناس بها وإن جفاها الأغمار ) صـ 31



_ هاهنا لطيفة : وهي أن أول من كتب في آخر الكتاب : وكتب فلان : هو أُبي بن كعب سيد المسلمين كما سماه عمر وضي الله عنه . هامش صـ 31





وهذه بعض الفوائد كنت قد وضعتها على هامش الصفحات توضيحاً لبعض المعاني :



_ " لتضافر عوامل التغريب ... " صـ9
التضافر ( بالضاد): هو التعاون ، والتظافر (بالظاء) من الظَفَر وهو النصر والقهر .

_ " بمجدهم الأثيل " ص11 . الأثيل : أي الأصيل

_ " ضَرَب بِجِرَانِه في وسط جزيرة العرب ... " صـ13
ضرب بجرانه : أي ثبت وتوطّن واستقر .

_ " وزاد في الزَّمانة علة والطين بلة ... " صـ 13
الزَّمانة : العاهة والمرض .

_ " وأمرهم بالاقتصار على قاضي القضاة ... " صـ16
قال الشيخ ابن عثيمين في لقب (قاضي القضاة) : لا يصح على إطلاقه وإنما يجوز إذا قُيّد بزمان أو مكان ، نحو : قاضي قضاة العراق . انظر : المناهي اللفظية .

_ " فهو أتِيٌّ لا أصل له " صـ20
ذكر الشيخ في هامش الصفحة : الأتيّ : الغريب .

_ "دكتور في اللاهوت " صـ35
اللاهوت : علم يبحث في وجود الله وذاته وصفاته ، ويقوم عند النصارى مقام علم الكلام عند المسلمين ، واللاهوتي : العالم بالعقائد المتعلقة بالله تعالى . انظر : المعجم الوسيط .