المنتديات التعليمية Educationalاللغة الإنجليزيــة اللغة الفرنسيـــة استفسارات وطلبات الاعضـــاء
رياض الاطفال المرحلة الابتدائيه الاعدادية الثانوية العامة كليات الطب الهندسة الصيدلة كلية العلوم التجاره الدبلومات الفنية المعاهد المتخصصة
باشراف
messaid saadane, مهاجي جمال الجزائري, zoro1
بمقتضى الأمر الإلهي: ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 38]، كانَتْ بداية الإنسان على وجه الأرض، تلك البداية التي تمثَّلت في شخصيةِ آدم مع زوجته عليهما السلام، ثم تناسلَتِ البشريةُ مع مرور الزمن لتمرَّ بمراحل تاريخية عديدة، تجسَّدت فيها تقلُّباتٌ في حياة الإنسان وطبيعة معيشتِه، وتغيُّرات مفاجئة في علاقته مع الطبيعة، وكذلك مع المخلوقات مِن بني جنسه حسب ما اقتضَتْها إرادة الله تعالى، ثم ما أرادَتْه نفسُه واتَّجه إليه هواه، لتَؤول حياته إلى واقعنا المعاصر الذي يَقطُنه إنسان الشيئية، هذا الإنسان الذي يعيش في تناقضات مع بعضه البعض.
*
فما حقيقة هذا الإنسان؟
يقول الله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [ص: 71، 72]، مؤكدًا بذلك حقيقةَ هذا الإنسان؛ فهو طين ورُوح، والطين مصدره الأرض، والروح مصدرها السماء مِن الله عز وجل، وكان الله سبحانه قد ربَط هذا الإنسان بين السماء والأرض، فهو يعيش بجسده على الأرض مستمدًّا غذاءه منها، ورُوحه تَشدو إلى الله؛ كي تستمدَّ غذاءها منه، فهي تلتمس منه كل ما يُقوِّي سُبُل بقائها في الجسد، مستشعرةً ضَعفَها ونقصها، فالكمال لله وحده.
*
ولذا فإن تقلباتِ الحياة تجعل الإنسان يمرُّ بأزماتٍ يَضعُفُ الإنسان أمامها، فتبدأ حينها الفطرة الإلهية بدفعِه نحو القدرة الإلهية العُظمى؛ كي يستمدَّ منها سُبُل القوة والثبات والنجاة، مما يدفَعُ بالإنسان نحوَ البحث عما يوصله نحو تلك القوة، ليتَّجه نحوها ويتقرب إليها خاضعًا ذليلًا، فكرامته التي تَنبُعُ مِن فطرته تأنَف أن تخضَع أمام قدرةٍ تساويه أو تُشابهه، وفي حال فشل الإنسان في الحصولِ على المعونة، فإن ذلك يجعله يتخبَّط في حياته، هذا إذا ما لجأ إلى الانتحار الذي يرى أنه الطريق الأنسب للخروج مِن وَحْشة العالم وظلمه، وها هي الإحصاءات تُخبِرنا أن عدد المُنتحِرين سنويًّا يقارب 800 ألف شخص!
*
ولكن هذا لا يحدُثُ للإنسان إلا عندما تقلُّ قيمة الفطرة الإلهية عنده، نتيجةَ انحرافه في علاقته مع الله تعالى، أو ارتباطه بقدرات لا تَملِك لنفسها ضرًّا ولا نفعًا؛ كأَنْ يتَّجِه نحو صنمٍ أو غيره، ولذا فإن الإحصاءات تُشير إلى وجود أكثر مِن (10000) ديانة حول العالم، بخلاف الطقوس الفردية غير المعلومة لدى الغير!
*
فما سرُّ هذا التناقض العجيب لدى الإنسان؟! وما الذي جعله يسير في اتجاهات متعدِّدة؟!
يقول تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30].
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ مولودٍ يُولَد على الفطرة؛ فأبواه يُهوِّدانه، أو يُنصِّرانه، أو يُمجِّسانِه))!
*
هي حقيقة هذا الاختلاف؛ لأنها دومًا ما تبَعَثُ بنبضات إيحائية لهذا المخلوق تُجاه الخالق، فهي تدعو الإنسان المظلوم والشقي والحزين والمكروب وغيرَه تجاه قوة الله؛ لأنها فقط من تعرف الطريق الصحيح إليه، وكأنَّ الله تعالى حين نفخ في جسد الإنسان من رُوحه، أودع فيه هذا السر، لكن الإنسان بعقله القاصر - بالإضافة إلى مكائد إبليس له وإغوائه إياه عن طريق الحق - يبدأ بالاتجاه نحو قدرات أخرى، ولكن ما إن يَعُدْ الإنسانُ نحو قدرة الله تعالى سالكًا الطريق الصحيح إليه، نرَ من ذلك عجبًا تتبدَّد ملامحه وتتغيَّر هيئته، ويخشع قلبه، ثم لا يتمالك نفسُه من البكاء، وهذا حال التائبين والداخلين في الإسلام حينما تتحطَّم القيود وينقشع الظلام الذي خيَّم على مَكمن فطرتِهم، وقيَّدها عن السير في الطريق الموصلة إلى الله، فها هو جُبَير بن مطعم يُخبِرنا عن ذلك، بينما كان قادمًا المدينةَ ليفتدي أسارى بدرٍ، مرَّ على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمِعه يقرأ في صلاة المغرب، فلما بلغ قول الله تعالى: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ﴾ [الطور: 35 - 37] - قال رضي الله عنه: كاد قلبي أن يَطير!
*
نعم، وأنَّى لك يا جبيرُ أن تمنعَه!
ولنَعُدْ قليلًا لنسأل جُبيرًا عن سبب مجيئه، فالجواب (ليفتدي أسارى بدر)، إننا نَجزِم يقينًا أن كل ما يَجُولُ في ذهن جُبيرٍ هو الكره والحقد على الإسلام، خاصةً بعد ما حدث له ولقومه في بدرٍ، فقدومه منطقيًّا لا يُعطينا أيَّ احتمالٍ عن دخوله الإسلامَ، فكما أنه لا يجتمع صوابٌ وخطأ في أي قضية، فكذلك لن يجتمع الحبُّ والكره، وهذا يعني أن فطرته قد طُمِرتْ مقيَّدة ومُكبَّلةً، ولكن ما إن سمِعَت هذه الفطرةُ صوتَ الحق، ثارت من بين أضلاعه وهزَّت جميع أركانه، مُعلنةً الانطلاقَ دون استعداد أو تَأَنٍّ، فها هو القلبُ يتحرك بنتاج حركتِها، وكأن مكمنَها هو القلب، ولكي يُعبِّر لنا جبيرٌ عن حركة فطرته، استعار حركة قلبه، فهو لم يكن يعرف شيئًا عن تلك الفطرة التي أودَعها الله تعالى فيه، ولذا كان تعبير جبير عما يدور فيه تعبيرًا حكيمًا، فقوله: (كاد) يؤكد الانقشاع وانطلاق الشرارة، ثم انتقل ليصفَ حركتَها بالطيرانِ، وفي ذلك تعبيرٌ عن السرعةِ والانطلاق، تعبيرٌ عن الحرية والانفتاح، وكذلك الهروب من الواقع المُظلِم.
*
إن جُبيرًا يضعُنا أمام حقيقة مُهمَّة جهِلها الكثيرُ منا، في وقتٍ كثُرت فيه الدعوة إلى الحرية وحقوق الإنسان، إنه يُناشِدنا بإعطاء الحرية لقلوبنا، وكأني به اليومَ وهو ينادي فينا: أطلِقوا الحرية لقلوبِكم، اجعلوها تُعانِق السماء، اجعلوها ترتبط بالله! قبل أن تبحثوا عن حرية الأجساد أطلِقوا الحرية لقلوبكم!
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت
:: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت
:: للإعلان ::
واتس
00201558343070
بريد إلكتروني
[email protected]
أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي
https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php
للتواصل عبر الواتس
https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j
تنبيه للاعضاء تود إدارة
المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان
أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب
بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة
المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات
العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.