تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
يا نفس توبي
العبد التوَّاب!
إن تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
التواب هو ذلك العبد الموفق الكثير التوبة، الذي إذا أذنب تاب إلى الله، وأتبع ذلك طاعات، وقربات، ونوافل يتقرب بها إلى ربه، لاسيما بعد معرفة الذنب، والاعتراف به، وطلب التخلص من سوء عواقبه.
وإليك أيها المبارك هذه القصة التي حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ..
فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي عَالَجْتُ امْرَأَةً فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ، وَإِنِّي أَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا، فَأَنَا هَذَا، فَاقْضِ فِيَّ مَا شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ سَتَرَكَ اللهُ، لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ، قَالَ: فَلَمْ يَرُدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، فَقَامَ الرَّجُلُ فَانْطَلَقَ، فَأَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا دَعَاهُ، وَتَلَا عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ: {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ، إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا نَبِيَّ اللهِ هَذَا لَهُ خَاصَّةً؟ قَالَ: «بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً»([1]).
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنبِ لم تزلْ تجود وتعفو منةً وتكرما
فلولاك لم ينجُ منْ إبليس عابد وكيف وقد أغوى صفيَّك آدما
وأكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها، فضلًا عن القيام بها علمًا وعملًا وحالًا، ولم يجعل الله تعالى محبته للتوابين إلا وهم خواص الخلق لديه.ومتى ما حصل للعبد ِعلمٌ بعاقبةِ المعصية وأثر الذنب، وكان في جوانحه الخوف والرجاء، وكان خوفه خوفًا من الله وعذابه ممزوجًا برجاء عفوه وكرمه، كان المجال رحبًا أمامه لتزكية نفسه، والارتقاء بها، بعد محاسبتها، وتأنيبها، ومجاهدتها، نحو توبة صادقة.
إن التوبة طاعة من أعظم الطاعات، وقربة من أجل القربات، وهي حقيقة دين الإسلام، والدين كله داخل في مسمى التوبة، وبهذا استحق التائب أن يكون حبيب الله، قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البَقَرَة: 222]، ومن أحبه الله لا شك أنه سوف يسعد في دينه ودنياه كما أنه موعود في آخرته بما هو أكمل وأتم من ذلك؛ بسعادة لا شقاء بعدها.
فعن عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ.([2]).
وسر هذا التلازم بين التوبة والوضوء؛ هو أن في الوضوء طهارة حسية للبدن، وغالبًا ما يكون ذلك دليلًا على الرغبة في الطهارة المعنوية التي هي طهارة القلب، واللسان، والجوارح من الآثام، فكيف إذا اجتمع مع الوضوء قرب واتصال بالله متمثل في الصلاة، ذلكم النهر الغمر الذي يذهب بأدران الذنوب والخطايا، فلا يُبقي منها شيء، فإن هذا أبلغ في المغفرة ومحو السيئات كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِذَلِكَ الذَّنْبِ، إِلَّا غَفَرَ لَهُ»([3]).
إنها في هذه الحال تثمر الفرحة التي يجدها العبد في نفسه، والحلاوة التي تغمر روحه وقلبه؛ لذا كانت ضرورة في كل وقت وآن، وفي كل زمان ومكان، ولا يستغني عنها العبد بأي حال من الأحوال.
والعبد الموفق الحصيف يستشعر أهمية التوبة والتخلّص من ذنبه في كل أحواله وأوقاته، بل وفي جميع عباداته وقرباته، بل حتى في وضوئه وفي صلاته، وسائر الأعمال الصالحات؛ فإنها من أعظم المكفرات للأوزار.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، قَالَ: وَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْهُ، قَالَ: وَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ، قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللَّهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ مَعَنَا» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ، أَوْ قَالَ: حَدَّكَ"([4]).
أنور إبراهيم النبراوي
داعية إسلامي وباحث في الدراسات القرآنية والتربوية
ومهتم بشؤون الأسرة
---------------------------------
([1]) أخرجه مسلم (2763).
([2]) أخرجه الترمذي ت بشار (55)، وقال: هذا حديث في إسناده اضطراب، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كبير شيء.
([3]) أخرجه أحمد (47) وأبو داود (1521) صححه الألباني في الترغيب (1621).
([4]) أخرجه البخاري (6823)، ومسلم (2763).
hguf] hgj,~Qhf