عمر رأفت
أصبح الوضع في تركيا، على الجانب الصحفي والإعلامي معقدا ووصل إلى طريق مسدود، بعد تدخل
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشكل كبير في حرية الإعلام والصحافة في تركيا، مكمما كل الأبواق المعارضة له في الحكم، والمنتقدين سياسته في إدارة شئون البلاد.
وكان آخر ضحايا سياسات أ
ردوغان، وكالة أنباء جيهان، حيث صادرت السلطات التركية، اليوم، وكالة أنباء جيهان، المعارضة لسياسة الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، ليقضي بذلك الرئيس التركي على آخر جهة معارضة في بلاده والتي كانت تتمثل في الوكالة التركية.
وفقا لبيان صادر عن جيهان، اتسعت حملة القمع ضد أنصار رجل الدين المسلم فتح الله غولن، الذي يعتبر العدو الأول للرئيس التركي، مضيفة أن محكمة في إسطنبول عينت مسئولا لتسيير أعمال الوكالة التركية كما طلب النائب العام.
وادى ذلك الاستيلاء من جانب الحكومة، إلى قلقا دوليا حول حرية الصحافة في تركيا، فيما تمت مناقشة ذلك بالفعل في قمة الاتحاد الأوروبي، يوم الإثنين، مع انقرة بشأن أزمة الهجرة.
كما أصدرت
السلطات التركية، الجمعة الماضي، قرارًا بوقف صحيفة "زمان" التركية، الأكثر مبيعًا في البلاد، حسبما ذكرت وكالة "جيهان" التركية.
الصحيفة التركية المعارضة تتعرض منذ عامين لضغوط كبيرة، لمنعها من نشر حقائق خطيرة تمس الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وحاشيته. وأفادت وكالة "جيهان"، بأنه سيتم تعيين واص على الجريدة، ما أدى إلى تظاهر المئات من الشعب التركي أمام مقر الجريدة، معتبرين ذلك انتهاكًا صارخًا للصحافة.
في نفس السياق، نشرت منظمة العفو الدولية بيانا ادانت فيه ما قامت به السلطات التركية، التي أغلقت الجريدة المعارضة.
وقال
المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي، تعليقا على تلك الاحداث: أن أمريكا تنظر إلى أن تركيا الآن على أعتاب دولة بوليسية كاملة الاركان بتكميمها للإعلام في البلاد
وأضاف كيربي، أن السلطات التركية يجب أن تنهي هذا وان تلزم ضبط النفس، داعيا إياها إلى أن تعمل بما ينص عليه دستورها المعلن، والذي ينص على الديمقراطية وحرية الإعلام والصحافة في البلاد.
ومنذ عدة أشهر، تبدي المعارضة التركية، ومنظمات غير حكومية للدفاع عن وسائل الإعلام، والعديد من الدول، قلقها إزاء الضغوط التي يمارسها أردوغان وحكومته على الصحافة.
وفي سياق متصل، قال
الكاتب التركي الكبير، أدم يافوز أرسلان، أن ما يفعله الرئيس التركي، ونظامه، ضد الديمقراطية التي ينادون بها.
وفي تصريحات أبرزتها صحيفة هابرلر التركية، أضاف أرسلان، أنه الآن لا يوجد أي وسائل إعلامية معارضة، وبذلك القرار أصبحت وكالة الاناضول الموالية لاردوغان على الساحة الإعلامية التركية فقط، ما سيسهم في تزوير الانتخابات التركية على تغيير الدستور بكل سهولة، لأنها تعتبر الآن الوسيلة الإعلامية الوحيدة الآن.
جدير بالذكر أن تركيا في المرتبة 149 على 180 دولة في مجال حرية الصحافة، بحسب ترتيب منظمة "مراسلون بلا حدود".