أمانى على
يعانى صناع السينما في مصر أزمة كبيرة، تصل إلى حد الصراع المستمر بينهم وبين وزارتى الآثار والسياحة، بسبب الصعوبات التي تواجههم من بداية استخراج تصاريح التصوير، مرورًا بالتصوير في المناطق السياحية والأثرية، وانتهاء بفرض رسوم باهظة الثمن لاستحالة التصوير في مناطق أخرى.
قال المنتج جمال العدل: «الأعمال السينمائية والتليفزيونية بمثابة رسالة رائعة تنطق بحال وجمال البلد، وأذكر أن فيلم «شورت وفانلة وكاب» الذي صور بالكامل في مدينة شرم الشيخ، أدى إلى ارتفاع السياحة هناك في ذلك الوقت، كما كان فيلم «همام في أمستردام» نافذة جديدة على هولندا وشجع السياحة منها وإليها، لكن هناك عراقيل تواجهنا كمنتجين، وأذكر منها، أنه عندما استعنت في مسلسل «حارة اليهود» بقطار قديم ومتهالك، كان أجره في الساعة 6 آلاف جنيه، والمشاهد استغرقت أكثر من يوم، وبالتالى التكلفة كانت عالية جدا.
من جانبه أكد المنتج طارق الجناينى، أنهم يواجهون أزمات عدة عند التصوير، خصوصًا في المناطق السياحية والأثرية، موضحا أنه عندما كان يصور في متحف مصر أراد أن يقوم بتنظيف زجاج السقف لكى يظهر بشكل نظيف، لكن فوجئ بأن تنظيف الزجاج يلزمه تصريح، لافتا إلى أن التصوير في الأماكن الساحلية أفضل من التعامل مع وزارة الآثار والسياحة.. ويرى المنتج أحمد الجابرى، أن وزارة الآثار تتعامل مع الآثار باعتبارها ملكية خاصة لها، وغير مسموح لأحد التعامل معها، وأنه يستبعد المشاهد التي يرى أنها تتطلب التعامل مع وزارة الآثار أو السياحة لما لديهما من تعقيدات، إضافة إلى الرسوم التي يجب دفعها.
في السياق نفسه، طالب المنتج أحمد السبكى، بتسهيلات من قبل الآثار والسياحة، خاصة تخفيض الرسوم وسهولة إصدار التصاريح، بينما قال المنتج الفنى مجدى نور، إن التعامل مع وزارة الآثار، والتي تفرض رسومًا على منطقة الأهرامات لوقت معين من الساعة الثامنة صباحًا إلى الساعة الرابعة عصرا تصل إلى 10 آلاف جنيه، فضلا عن رسوم أخرى تحت مسمى فتح منطقة، وعند التصوير في فندق الماريوت يجب أخذ تصريح من الوزارتين باعتباره تابعا للوزارتين، كما أن التصوير في محافظة القاهرة يلزمه تأمين من قبل وزارة الداخلية إجبارى بـ5 آلاف جنيه، إضافة إلى مصاريف إيجار المكان، لكن محافظة الجيزة لا تفرض مثل هذه الحماية.
وقال أحد مديرى الإنتاج، رفض ذكر اسمه، إن تكلفة التصوير في مترو الأنفاق تصل إلى 50 ألف جنيه في الساعة، والتصوير في محطة مصر 25 ألفًا في الساعة، والتصوير في مطار القاهرة 10 آلاف جنيه في الساعة، مشيرا إلى أن المأساة الحقيقية تتمثل في التصوير بمنطقة الأهرامات، إذ تستلزم رسوم الساعة في الفترة بين الثامنة صباحا وحتى الرابعة عصرا 5 آلاف جنيه، وبعد ذلك تتم المحاسبة 3 آلاف جنيه عن كل ساعة، إضافة إلى رسم إشراف عمال ألفي جنيه، ودفع مصاريف كهرباء رغم عدم استخدامها ووجبات غذائية لعمال الأهرامات، و2500 جنيه يتم دفعها لشرطة السياحة بدون إيصال، والأمر ينطبق على شارع المعز والقلعة.