دشنت عطاءات العلم (إحدى مبادرات مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية)، مساء اليوم، الإصدار الأول من برنامجها الحاسوبي (موسوعة صحيح البخاري)، بتنفيذ وتطوير دار الكمال المتحدة بدمشق، وبتمويل من مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية.
حضر الحفل عدد من أصحاب المعالي والفضيلة والأكاديميين والمهتمين في مجال السنة النبوية الشريفة، وبرعاية الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام ــ المستشار بالديوان الملكي.
ولعل أول ما يلفت نظر الباحث في هذه الموسوعة كثرة المخطوطات النفيسة التي احتوتها، ووجود العديد من المراجع الحديثة التي لم تطبع من قبل، فضلاً عن الخدمات العلمية والتقنية التي تنفرد بها، والتي شارك في إعدادها أكثر من مائتي باحث ومختص في مجال السنة النبوية الشريفة، بالإضافة إلى أكثر من أربعين مختصاً في المجال الفني والتقني.
وأوضح رئيس المجلس الإشرافي لمبادرة عطاءات العلم الدكتور عبدالله بن وكيل الشيخ في كلمته عن المؤسسة: أن عطاءات العلم جاءت كمبادرة من مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية؛ لرعاية المشاريع العلمية الشرعية الرائدة في مجال العلم الشرعي، وما موسوعة صحيح البخاري إلا أحد الأعمال التي ترعاها عطاءات العلم.
وأضاف الشيخ: أن هذه الموسوعة تعتبر من أهم الموسوعات الإسلامية المعاصرة؛ نظراً لما تحتويه من إمكانات تقنية وعلمية عالية، حيث شارك في مقابلة وتحقيق كتبها أكثر من مائتي باحث ومختص، يساعدهم في عملهم نخبة من الفنيين والتقنيين، للوصول بالموسوعة إلى أعلى درجات الضبط والإتقان.
وأشار إلى أن مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية حثَّت على ضرورة الاهتمام بمثل هذه البرامج النوعية التي من شأنها توثيق نصوص السنة النبوية الشريفة، وضبطها على أعلى المستويات العلمية والتقنية؛ بغية الاستفادة من إمكانات الحاسوب في تذليل الكثير من الصعوبات العلمية التي تقف في وجه الباحثين والمختصين.
من جانبه، قال المهندس محمد كمال عبيد، صاحب دار الكمال المتحدة في كلمته: إن الغرض الأساسي من هذه الموسوعة هو ضبط صحيح الإمام البخاري، رحمه الله، وتسليط الضوء على جهود العلماء عليه، وتمكين الباحثين من الاطلاع عليها في آنٍ معاً، وذلك على اختلاف مشاربهم العلمية التفسيرية، والحديثية، والفقهية، واللغوية، والعقدية.
وأضاف “الكمال”: من المعلوم بداهةً أن صحيح الإمام البخاري يعتبر رأساً في كلٍّ من هذه العلوم، كما تمكِّن الباحثين من العودة إلى الأصول الخطية والعزو إليها، وخاصة في مواضع المطبوع المشكلة؛ وبالتالي ستكون هذه الموسوعة هي الموسوعة العربية الأولى التي يمكن اعتمادها كمصدر موثوق به يُرجع إليه في الدراسات والأبحاث المتعلقة بمصادرها وبموضوعاتها.
بعد ذلك، جرى استعراض الميزات العلمية والتقنية للموسوعة خلال الحفل، ومن أهم هذه الميزات: ضبط ومقابلة صحيح البخاري على أصول خطية نفيسة، وربط نص الصحيح مع هذه الأصول، مراجعة كاملة لأرقام الأحاديث وأطرافها، مع تصحيح مئات الأخطاء الواقعة في الطبعات السابقة للكتاب، واستخدام خط إلكتروني خاص (Font)، روعيت فيه المصطلحات الحديثة التي استعملها العلماء في تدوين الحديث النبوي، كالتضبيب والتصحيح وكتابة الحرف الواحد بضبطين مثل الياء والتاء معاً، أو شكلين كالرفع والنصب معاً.
بالإضافة إلى إعادة ضبط ومقابلة كامل الكتب المدخلة في الموسوعة على نسخ خطية نفيسة، وربط هذه الكتب مع مخطوطاتها بطريقة احترافية مميزة، وفهرسة المخطوطات المدخلة في الموسوعة، واستخدام هذا الفهرس في تصفح المخطوط والقراءة منه مباشرة، وكذا ربط الصحيح مع الشروح المتوفرة في الموسوعة بشكل متزامن، مع إمكانية استعراض عدة شروح في وقت واحد.
ويمكن الاطلاع على الموسوعة وتحميل تطبيقاتها على الأجهزة اللوحية الذكية من خلال الموقع الإلكتروني للموسوعة (
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
)؛ وفي ختام الحفل تم تكريم راعي الحفل الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام والمستشار بالديوان الملكي؛ إضافة إلى عدد من الشخصيات الرائدة في تنفيذ الموسوعة.
يذكر أن “عطاءات العلم” وقفية خيرية، من مبادرات مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية , وتنطلق في مشاريعها لتحقيق رؤيتها المتمثلة في أن تعمل لتكون بيت خبرة ورعاية رائدة في تطوير ودعم برامج العلم الشرعي والعاملين فيها، والارتقاء بشكل ممنهج بالجهات والبرامج العلمية الشرعية، وصولاً لتحقيق مقاصد الشريعة وترسيخ القيم الإسلامية.
وتعمل “عطاءات العلم” على تحقيق ذلك من خلال 4 محاور استراتيجية، هي: تحقيق البناء العلمي وفق الأسس المنهجية، تطوير البرامج العلمية الشرعية ودعم العاملين فيها، تعزيز الهوية الإسلامية والمحافظة عليها، وتنمية الوعي الثقافي.