انعدام الهدف!
كتبه/ عبد العزيز خير الدين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلقد مَيَّز الله الإنسان بصفة عامة، والمؤمن بصفة خاصة، بأنه يسعى لمرضاةِ الله عز وجل أولاً، ثم النجاح والطموح؛ سواء كان في التعليم، أو العمل أو السفر، أو نفع المجتمع، فيسير ويتحرك ويتكلم وَفْق أهدافٍ مرسومةٍ مسبقًا، قال تعالى: "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".
وعلى صعيدٍ آخر: نجد مَن يعيش في هذه الدنيا معدوم الأهداف، يبقى في مكانه؛ يأكل ويشرب ويتزوج، ويجمع ويتمتع ثم يموت، لا هدف حققه لنفسه ولا لمجتمعه، ولا ذكرى طيبة يذكرونه بها بعد مماته، قال تعالى: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ".
وهناك نوع من الناس له أهداف، لكنه لم يستطع تحقيقها، وفشل في إنجازها، وذلك لأسبابٍ عديدةٍ، منها:
- أنه لم يحدد هدفًا واحدًا، بل حدد أهدافًا متعددةً، فيمضي مدة في تحقيق هدف منهم ثم يعدل عنه، وينتقل إلى الآخر، وهكذا دون وعي أو تفكير.
- لم يحدد المدة الزمنية للهدف، فإذا طال معه نفد صبره، وحصل عنده فتور وإحباط.
- عدم وضوح الأهداف، وعمل خطة لتنفيذها في حالة المعوقات، فيصطدم ببعض العقبات؛ لا سيما إن كان الهدف لا يتناسب مع قدرات وميول وحجم الشخص نفسه، كمَن يرجو يتمنى أن يكون طبيبًا وهو يدرس في الإعلام مثلًا!
واحذر أخي مِن: الخوف من الفشل، أو الاستسلام بسهولة، أو رفض طلب المشورة والمساعدة من أصحاب الخبرة، أو عدم التعلم من أخطاء الماضي، أو عدم ثقتك بنفسك بعد يقينك في الله عز وجل، وإياك والعبارات الهدَّامة المحبطة، مثل: (لن أستطيع، أو الأمور معقدة، أو يستحيل)، وبتَكرارها تتحول إلى قناعة في النفس يُبنى عليها فشل الهدف، بل حدد هدفك، واقتنع به وخطِّط له، وجاهد نفسك في الأخذ بالأسباب، فقد وَعَد الله مَن اتصف بهذه الصفات أن ييسر له السبل لتحقيق الهدف، قال تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ".