كيفية علاج نقص الكالسيوم
الكالسيوم
الكالسيوم هو أكثر العناصر المعدنيّة وفرةً في جسم الإنسان (1)، (2)، حيث إنّه يشكّل حوالي 1.5% إلى 2% من وزن الجسم، و39% من مجموع المعادن الموجودة فيه، وتوجد ما نسبته حوالي 99% من الكالسيوم الموجود في الجسم في العظام والأسنان، أما النّسبة المتبقيّة والتي تعادل 1% فهي موجودة في الدم والسائل خارج الخلوي (Extracellular fluid) وفي خلايا جميع أنسجة الجسم، حيث يقوم الكالسيوم بتنظيم العديد من الوظائف الأيضيّة الهامّة، وتخدم العظام بالإضافة إلى دورها كمخزن للكالسيوم في إعادته وغيره من المعادن إلى الدّم والسّائل خارج الخلويّ بحسب الحاجة، كما أنّها تأخذ الكالسيوم وغيره من المعادن من الدم بعد تناولها. ولكن مع التّقدم في العمر، لا تحصل العظام على الكالسيوم المتناول من الحمية أو المكملات الغذائيّة إلا في حال الحصول على كميّات كافية من الفيتامين د أو تناول عقار يحفظ العظام .
يحتاج الجسم للحصول على كميّات كافية من الكالسيوم أثناء النموّ لبناء عظام قويّة، كما أنه يحتاجها بعد ذلك للتقليل من خسارة هذه العظام مع التقدّم في العمر، أما في حالات عدم تناول الكميّات الكافية من الكالسيوم فإن ذلك يؤثر على نمو الكتلة العظميّة التي يحتاجها الشخص لخفض فرصة الإصابة بخسارة العظام والكسور في السنوات اللاحقة من الحياة ، وسوف نتحدث في هذا المقال عن نقص الكالسيوم وتأثيره على الجسم، بالإضافة إلى مصادره الغذائيّة وكيفيّة الوقاية من أعراض نقصه.
وظائف الكالسيوم في الجسم
بناء العظام والأسنان السليمة .
يعمل تناول كميات كافية من الكالسيوم بعد سنّ اليأس على المحافظة على صحّة العظام، مما يقلل من فرصة الإصابة بهشاشة العظام .
يلعب الكالسيوم دوراً هامّاً في وظائف النقل في أغشية الخلايا وفي نقل الأيونات بين أغشية عضيات الخلية الواحدة .
تنظيم ضربات القلب .
يلعب الكالسيوم دوراً أساسيّاً في انقباض العضلات الإراديّة .
تنظيم انتقال النبضات العصبيّة .
يلعب الكالسيوم دوراً في تخثّر الدم .
تنشيط عمل العديد من الإنزيمات، مثل إنزيم الليباز البانكرياسي الذي يعمل في هضم الدهون .
المحافظة على ضغط الدم في مستويات طبيعيّة، ويعمل تناول كميات كافية منه على الوقاية من الإصابة بارتفاع ضغط الدم .
تقترح بعض الدراسات علاقة للكالسيوم في الوقاية من ارتفاع مستوى الكولسيترول، والإصابة بمرض السكري وسرطان القولون
الاحتياجات اليومية من الكالسيوم حسب الفئة العمرية
يمثل الجدول التالي الاحتياجات اليوميّة من الكالسيوم، وهي تمثل التناول الكافي (AI) في الأطفال الرضع والكميات الموصى بتناولها يوميّاً (RDA) في الفئات الأخرى.
https://www.startimes.com/f.aspx?t=37098348" style="color: darkgreen; font-size: 16px; font-family: Helvetica, Arial;">
الفئة العمرية
https://www.startimes.com/f.aspx?t=37098348" style="color: darkgreen; font-size: 16px; font-family: Helvetica, Arial;">
الاحتياجات اليومية (ملغ\اليوم)
الرضع 0-6 أشهر
200
الرضع 7-12 شهر
260
الأطفال 1-3 سنوات
700
الأطفال 4-8 سنوات
1000
9-18 سنة
1300
19-50 سنة
1000
نقص الكالسيوم
عند الحديث عن نقص الكالسيوم، يمكن أن تُقصد حالتان: الأولى هي نقص الكالسيوم في الحمية الغذائيّة دون أن يتأثّر مستواه في الدم ، والثانية هي نقص الكالسيوم في الدم، وهي حالة مرضيّة لا علاقة لها بمستوى تناول الكالسيوم من الغذاء ، وسنتحدث فيما يلي عن الحالتين.
نقص الكالسيوم في الحمية الغذائيّة
عندما لا يكون تناول الكالسيوم كافياً خلال سنوات النمو فإن ذلك يمنع العظام من الوصول إلى الكثافة والكتلة العظميّة القصوى التي يمكنه الوصول إليها، والتي تقي من خطر خسارة العظام والكسور عند التقدّم في العمر، حيث إنّ جميع البالغين يبدؤون بخسارة العظام في الثلاثينات أو الأربعينات من العمر، ولكن إذا وصل مستوى هذه الخسارة إلى الحد الذي يجعل العظام معرضّة للكسر عند التعرض للضغوطات اليومية الاعتياديّة، فإن ذلك يسمى بمرض هشاشة العظام (Osteoporosis).
في أيّة مرحلة من مراحل الحياة، عندما ينخفض تناول الكالسيوم، فإن مستوى هرمون الغدة الجار درقية يرتفع للمحافظة على مستوى الكالسيوم في الدم، ويؤدي هذا الارتفاع إلى سحب الكالسيوم من العظام إلى الدم، وفي حال استمرار ارتفاع مستوى هذا الهرمون، كما يحصل في حالات انخفاض تناول الكالسيوم المستمر، تفقد العظام كتلتها لدرجة تجعلها منخفضة الكتلة .
يختلف مرض هشاشة العظام عن غيره بأنه يتطور وتستمر العظام في خسارة كتلتها دون أن يرسل الجسم مؤشرات وأعراضاً تخبر بذلك، كما أنّ قياس مستوى الكالسيوم في الدّم لا يعطي أي مؤشّر عن حالة العظام، وذلك لأن مستوى الكالسيوم في الدم يكون ثابتاً ومضبوطاً بغض النّظر عن محتواه في العظام. وفي البالغين يمكن أن يعمل تناول الكالسيوم بكميّات كافية على منع خسارة العظام بشكل كبير والمساهمة في المحافظة على قوتها .
يسبّب نقص الكالسيوم الذي يرافقه نقص في الفيتامين د مرض تليّن العظام (Osteomalacia)، كما أنّ نقص تناول الكالسيوم يعتبر عامل خطورة للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل سرطان القولون وارتفاع ضغط الدم، حيث يسبب نقص الفيتامين د نقصاً ثانويّاً في الكالسيوم حتى لو كانت الكميّات المتناولة من الكالسيوم كافية؛ وذلك بسبب ما يلعبه من دور أساسيّ في امتصاصه .
تقل قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم في كبار السن وفي السيّدات بعد سنّ اليأس، كما أن امتصاصه بعد توقّف نموّ العظام ينخفض أيضاً بشكل طبيعيّ، كما يقلّ امتصاص الكالسيوم بسبب بعض العوامل الأخرى، مثل نقص الفيتامين د كما ذكرنا أعلاه، بالإضافة إلى حمض الأوكساليك الموجود في بعض الخضروات الورقيّة الخضراء، وحمض الفيتيك الموجود في الحبوب الكاملة، كما وتُقلّل الحالات الصحيّة التي تعيق امتصاص الدهون من قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم، وذلك بسبب ارتباط الكالسيوم بالأحماض الدهنيّة .
انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم
يعمل الجسم على الحفاظ على مستوى ثابت للكالسيوم في الدم، ويتم ذلك عن طريق هرمون الغدة الجار درقيّة بشكل رئيسيّ، بالإضافة إلى هرمونات أخرى، وهي الكالسيتونين (Calcitonin) والفيتامين د، والإستروجينات، وغيرها، ويسمى نقص مستوى الكالسيوم في الدمHypocalcemia)، حيث يرتفع هرمون الغدة الجار درقيّة في حال نقص الكالسيوم ليحفّز خروجه من العظام وإعادة امتصاصه في الكلى، كما أنه يحفز زيادة امتصاصه في الأمعاء عن طريق هرمون الفيتامين د .
يحدث نقص الكالسيوم في الدّم بسبب نقص في مستوى هرمون الغدّة الجار درقيّة أو الفيتامين د، كما أنّه يحدث بسبب بعض مشاكل الكلى وبعض أنواع السرطان ومشاكل العظام، والتهاب البنكرياس، وتناول بعض أنواع الأدوية، وفي حال كان نقص الكالسيوم في الدم متوسّطاً ومزمناً فقد لا تظهر له أعراض، أما بالنسبة لحالات نقصه الحادّة فقد تظهر أعراضه على شكل تكزّز العضلات (Tetany)، وخدار أطراف الأصابع وحول الفم، ونوبات التشنّج، وفقدان الذاكرة في الكبار وتأخر النمو الذهني في الأطفال، وانخفاض ضغط الدم، والأكزيما، والإسهال الدهني، والتعرق الغزير، والتشنّج القصبيّ، والمغص المراريّ، وفشل القلب الاحتقانيّ، والاكتئاب، وغيرها .
يتم علاج نقص الكالسيوم الحاد في الدم طبيّاً بشكل سريع عن طريق حقن الكالسيوم في الوريد، أما نقصه المزمن في الدم، والذي غالباً ما يكون سببه نقص هرمون الغدة الدرقيّة، فإنّه يعالج عن طريق تناول الكالسيوم عن طريق الفم، وفي حال لم يكن هذا العلاج كافياً يتم أيضاً وصف الفيتامين د . ويتمّ علاج نقص الكالسيوم في الدم عن طريق الطبيب ويجب تجنب علاجه فردياً تماماً .
علاج نقص الكالسيوم في الحمية الغذائيّة
من الأجدر أن تتمّ الوقاية من نقص الكالسيوم عن طريق تناول كميّات كافية منه منذ الطفولة لبناء عظام قويّة تقي من مشاكل نقصه التي قد لا تعوّض بالعلاج، ويتم علاج نقص الكالسيوم في الحمية عن طريق زيادة تناول مصادره الغذائيّة والتي سنذكرها أدناه، كما يمكن أن يصف الطبيب مكمّلات الكالسيوم الغذائيّة للمريض بجرعات مختلفة بحسب الحالة، كما قد يتم وصف فيتامين د مع التعرض لأشعّة الشمس في حال رافق نقص الكالسيوم نقصاً في الفيتامين د لما له من دور هام في امتصاصه ، ويجب عدم تناول حبوب الكالسيوم أو الفيتامين د دون وصفة طبيّة .
المصادر الغذائية للكالسيوم
الحليب ومنتجاته، مثل: اللبن واللبنة والأجبان، والتي تمثل المصدر الأعلى والأساسيّ للكالسيوم في الحمية الغذائيّة، ويجب على الشخص تناول ثلاث حصص من هذه المجموعة يوميّاً ليحصل على كفايته من الكالسيوم.
بعض الخضروات، مثل: البقدونس، والبقلة، والبروكلي، والخردل الأخضر، واللفت الأخضر، والكرنب .
بعض أنواع الطحالب البحرية المستعملة في الطبخ الياباني .
بعض أنواع المكسرات مثل: اللوز، وبعض أنواع البذور مثل السمسم .
العصائر المدعمة بالكالسيوم، مثل: عصير البرتقال الطبيعي الجاهز المدعم بالكالسيوم .
المحار والأسماك الصغيرة التي تؤكل بعظمها مثل السردين وسمك السلمون المعلب .
فول الصويا .
يحتوي الخبز على كميّاتٍ بسيطةٍ من الكالسيوم ولكن تناوله بكثرة في الحمية التي عادة ما يشكل جزءاً أساسيّاً منها يجعل منه مصدراً جيداً للكالسيوم .
بعض الخضروات الورقية الخضراء تحتوي على كميات مميزة من الكالسيوم، مثل: السبانخ، والشمندر الأخضر، إلا أنها تحتوي أيضاً على مواد تمنع امتصاصه (حمض الأوكساليك)، وبالتالي لا تعتبر مصادر جيّدة له