السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بينما كنت ابحث اخترت عشوائيا ان اطلع على رابط الموقع لاطلع على مذكرات
واذا بالقصة تشدني من اول سطورها افسح لكم المجال لقراءتها:
"ارتأت أختنا الفاضلة زمن أن تنشر مذكرة تخرج شقيقتها ...سميرة...رحمها الله التي توفيت بعد سنتين من تخرجها
يوم 3 مارس 2006 بالجزائر العاصمة
مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في علم النفس العيادي
بعنوان:
التكيف النفسي و الاجتماعي عند مرضى مصابين بسرطان ابيضاض الدم
خضعوا لعملية زرع نخاع العظم الأحمر
و ما يميز هذه المذكرة أن صاحبتها "سميرة" كانت مصابة بمرض سرطان الدم أيضا
كانت من الأوائل الذين خضعوا لعملية زرع النخاع في الجزائر
نجحت عمليتها من بين مجموعة من المرضى مما شجعها لعمل هذه المذكرة حتى تكون حافزا و تشجيعا لكل المرضى للخضوع لهذه العملية بدون خوف
إذن هذه المذكرة لم تكن إلا نتاج لما عاشته و عانته طوال 12 سنة
سميرة رحمها الله تلك الفتاة الطموحة، النشيطة، المجتهدة صاحبة الإرادة القوية جداااا
أصيبت بالمرض و هي تدرس الأولى ثانوي عام 1996 و كان أول ما قالته عندما علمت بحقيقة مرضها
"الحمد لله أن هذا المرض أصابني أنا و لم يصب أحد إخواني أو أخواتي حتى لا يتعذبوا"
كانت سميرة مجتهدة جدا ، تحب العلم لدرجة لا تصدق
رغم مكوثها الطويل بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة و بعدها عن ثانويتها "وادي سوف"
لم يمنعها هذا من مواصلة دراستها
كان أهلها ينقلون الدروس من زملائها و ييعثون بها لسميرة
تدرس سميرة و تحضر لوادي سوف لتمتحن و تنجح و تكون من الأوائل
الله أكبر يا لها من إرادة
إرادة قوية و عزيمة منقطعة النظير مكنتها من التفوق و نيل شهادة البكالوريا بمعدل 10.50بالرغم من صعوبة تلك السنة على سميرة
لأنه العام الذي خضعت فيه لعمليتها و ما حدث لها من تغيرات جسمية و نفسية جرّاء العملية
حتى أن أحد أطبائها أخبرها
"لم نكن لننجح في العملية لولا ايمانك القوي بالله يا قوية"
اختارت سميرة أن تدرس علم النفس هذا الحلم الذي كان يراودها منذ الصغر
و بنفس المثابرة و الاجتهاد واصلت و تفوقت و نجحت و حققت حلمها
إصرارها و مثابرتها على المضي قدما رغم كل الألم و المعاناة جعلت كل من حولها يحبها
الأساتذة، الأطباء
و كل من عرفها
تعرفت على أفراد ينشطون بجمعية عالمية تهتم بالأطفال المنغوليين
ففتحوا فرعا للجمعية بوادي سوف و اختاروا "سميرة" رئيسة لها
أحبها الأطفال المنغوليين كثيرا كما احبها أهلهم لانها ساعدت على ادماج هذه الشريحة المهمشة في المجتمع و شجعتهم على الدراسة
و رغم رحلة المرض الشاقة عملت سميرة بعد تخرجها بأحد مراكز الامراض العقلية بوادي سوف
و بعد 9 أشهر......توفيت سميرة
رحمك الله اختنا سميرة و أسكنك الفردوس الأعلى
و ربي يتقبل هذا العمل منك و يكون صدقة جارية ترفع من درجاتك في الجنة
اللهم آمين يا رب العالمين
و بارك الله في عائلة سميرة على التربية الصالحة و الصبر
ربي يأجركم في مصيبتكم و يخلفكم خيرا منها
كتبت سميرة في اهدائها
إلى كل مريض في الكون عانى مرارة المرض وذاق آلامه، وصبر من أجل البقاء."