احذر من مرض الفوقية في ميدان العلم
عيسى بن إبراهيم الدرويش
فإن طالب العلم يوفق بقدر ما عنده من إخلاص وصلاح في مقصده، ثم عليه أن لا يري في نفسه أنه أهل للعلم، وأنه لا بد أن يشار إليه، فهذا من أمراض النفوس، ولهذا كان النبي - عليه الصلاة والسلام - يتعوذ بالله من شر النفس كما قال: ((إن الحمد لله نحمده ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا)).
قال الإمام الشافعي - رحمه الله -: "كفى بالعلم فضيلة أن يدعيه من ليس فيه، ويفرح من يُنسب إليه، وكفى بالجهل شيناً أن يتبرأ منه من هو فيه، ويغضب إذا نسب إليه"
وينبغي أن تتعلم الحذر من الدنيا، والاغترار بها، فطالب العلم لا بد أن يكون حذراً من الدنيا لأنها ليست دار قرار وإنما هي دار بلاء، تنقضي وما عند الله خير وأبقى، ثم نحذر الكبر الذي يؤدي إلى التعالي والتعاظم على الغير الذي ينفخه الشيطان في النفس حتى يصاب بهذا التصنيف "أنت أعلمنا، أنت أخلصنا، أنت شيخنا، أنت وأنت من حب الثناء الذي تجيشه النفس الأمارة بالسوء".
فعلينا أن نحذر جريان هذه التصنيفات على أنفسنا، وأن لا نجعل للشيطان مدخلاً علينا، وأذكركم بقول أحد العلماء: "سُبقت بعلماء كالجبال، وما أنت عنهم إلا حصاء".
فعلينا أن نحذر مزالق ومداخل الشيطان على النفس.