تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
سألتني متعجبة: و ما هي
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
بالدين؟!
صبية صغيرة هي؛ كانت قد سمعتني أتحدث عن المجريات الأخيرة بالقدس وفطنت إلى وجود علاقة بين كلامي عن الأحداث وبين ما تستشف منه بفطرتها اليافعة أنه دين؛ عندئذ تعجبت الطفلة وسألت لتفهم.
كدت أبادر لألقي في نفسي باللائمة على والديها الذين لم يغرسا في وعيها الإجابة عن ذلك السؤال المهم إلا أن سؤالها في الحقيقة جرَّ إلى ذهني ذكريات قديمة كنت أظنها قد اندثرت..
ذكريات كان عمري أثناءها ضعف عمر تلك الصبية الذكية وكنت مثلها لا أعرف فعلا إجابة ذلك السؤال.
أو إن شئت فقل: كانت إجابتي عنه خاطئة تماما!
تلك الفترة من صباي ومراهقتي كانت في الحقيقة فترة خادعة.. رغم ما كان يبدو للناس حينها من سعة اطلاعي واعتنائي بالأدب والثقافة فإنني أراها اليوم تتسم في حقيقتها بالخواء وربما بالسطحية والخلو من معالي الامور والاهتمام بسفسافها، كنت ككثير من الصبية والمراهقين أعظم ما يهمني في تلك الفترة = المتعة واللذة..
ورغم أن تلك المتع واللذات ولله الحمد لم يغلب عليها الطابع المادي ولا المحرم منه تحديدا إلا أن ما كان يبدو للناس أنه ثقافة واطلاع كان يغلب عليه نفس طابع البحث عن اللذة والمتعة، من هنا وقع اختياري على الكتابات ذات الطابع الأدبي والروائي منها خاصة.
ظللت لأعوام أنهل من كل ما تطاله يدي من روايات بدءا من أتفه القصص المصورة مرورا بما كان يعرف بالألغاز وسلاسل روايات الجيب وانتهاء بالروايات العملاقة لأعتى الكتاب في مصر والعالم؛ لكن كل ذلك لم يرو غليلي.. ثمة شيء كان دوما يبدو لي ناقصا لا أعلمه ولا أدري كنهه.
لست أقصد تسفيها من ذلك الطابع الأدبي ولا أعني انتقاصا من الكتابات التي تحوي لمسة فنية أو روائية فأنا نفسي أخط بيميني شيئا منها ولم أزل أرى أهميتها وقدرتها على بث الأفكار والمباديء التي يريد الكاتب ترسيخها، ولكنه إقرار لواقع ملخصه أن هذه ليس هي فقط الثقافة وإنها حتى لو أعطت صاحبها بعض الملكات الأدبية وسعة الاطلاع = فإنها في الحقيقة لا تصنع عمقا كافيا ولا ترسخ لدراية تؤهل صاحبها لأن يكون صاحب أثر حقيقي في واقعه.
ويبدو أن هذا ما كنت أفتقده أو أشعر بحاجة إليه ولم يتم إرواؤها بالأدب، حتى برزت في حياة جيلنا قضية فلسطين، كانت هذه هي بداية تغير الأمر بالنسبة لي، كانت بداية الاعتناء بأمر له علاقة بالأمة وله صلة بما قامت عليه تلك الأمة...
الدين.
حينما انتفضت فلسطين للمرة الأولى في ثمانينات القرن الماضي كنت وقتئذ طفلا صغيرا لم أدرك تفاصيل ما يحدث ولم تجد الصور والحكايات التي تبقت من تلك الانتفاضة متسعا كافيا بين اهتماماتي اللهم إلا بما يخدم شغفي الأدبي وما ينتقيه الأدباء من تلك الأحداث ليضعوه في مروياتهم بشكل عابر يلخصه مشهد طفل يحمل حجرا في مواجهة دبابة، والحق أقول أن المشهد رغم تواريه خلف زحام اهتماماتي التي أراها اليوم سطحية تافهة = إلا إنه كان يحمل دلالات ورمزيات تكفي لكي ترسخ في وعيي احتراما لأولئك الصامدين! ولصمودهم..
و حين قرر الفلسطينيون أن ينتفضوا للمرة الثانية في مطلع الألفية الحالية كان الأمر مختلفا صرت حينئذ شابا يافعا يودع مراهقته ويوشك على ولوج الحياة العملية بآمالها وآلامها، وصارت النظرة مختلفة.
حين قرر الفلسطينيون أن ينتفضوا انتفاضتهم الثانية التي عرفت بانتفاضة الأقصى بعد أن تبجح الهالك شارون وجنوده بانتهاك المسجد واندلع الغضب في شوارع بيت المقدس ومنها إلى سائر حواضر المسلمين = كان الأثر في نفسي ونفس كثير من أبناء جيلي مزلزلا.
يمكنك اليوم أن تزايد كما تشاء وتقول وماذا صنع الغضب وماذا فعلت الانتفاضة وهل قدمتم أو أخرتم أو غيرتم، وربما تكون الإجابة على تساؤلاتك مرضية لمبدأ المزايدة السائد؛ لكن يكفيني من تلك الأيام أنها قد غيرتني.. بل غيرتنا.
عرفت وعرف كثير من غافلي جيلي إجابة السؤال الذي طرحته الطفلة اليوم، عرفت أنني جزء من أمة، وأن لهذه الأمة قضايا عظمى وأمورا جساما ينبغي للمرء أن يعنى بها، أن ثمة هموم أخرى خلاف ال "خمسة عين" التي كان يحلم بها كثير من طلبة الطب في ذلك الوقت (عيادة. عروسة. عربية. عمارة. عزبة)... هنالك هم الأمة وأمور المسلمين الذين ليس منهم من لم يُعن بشأنهم.
صورة الطفل محمد الدرة وهو يلفظ أنفاسه برصاص اليهود بين يدي أبيه لم تكن هذه المرة لتمر مرور الكرام العابر ستظل تنغص نومي وتقض مضجعي في زمان لم يتعرف بعد على ألف درة بل ربما مائة ألف درة.
مشاهد تتوالى بمعدلات تعد هائلة بالنسبة لزمان لا يعرف شبكات التواصل وزحف الميديا الذي نعيشه اليوم.. كل ذلك كان كافيا لأنتبه، ولأبدأ البحث عن جذور الصراع وماهيته وحقيقته، ولأعرف أن هناك قضايا للأمة أو لأعرف أصلا أن هناك أمة، ولأدرك أن هذه الأمة جمعها دين {إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} {وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} هذه الأمة وقضاياها وفي القلب منها فلسطين نبهتني إلى الدين الذي جمعها.
قد يكون ذلك المسار مخالفا للمعتاد الذي جرى عليه حال الأكثرية حيث يعرفون ربهم ويتعرفون على دينهم ثم يتعرفون على القضايا المتعلقة به، الأمر معي كان معكوسا حيث انتبهت للدين من خلال انتباهي لقضاياه، وأزعم أن كثيرا من أقراني انتبهوا بالطريقة نفسها، المهم أن التغيير قد وقع وأن الغافل قد انتبه، وأن إجابة السؤال عن علاقة القدس
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
قد ظهرت وترسخت.
الإجابة التي تتلخص في حذف تلك ال(باء) التي تفصل بين الكلمتين ليكونا جملة تامة مكتملة من مبتدأ وخبر:
القدس دين
قضايا الأمة دين
مقدساتنا دين
مسرى نبينا دين
أولى قبلتينا دين
ثاني بيت وضع للناس في الأرض ليعبدوا ربهم = دين
ثالث مسجد تشد إليه رحال المسلمين = دين
عرفت ذلك واعتقدته واعتنقته، وعرفه من عاصروا تلك الحقبة الثرية وتفاعلوا معها في واقعهم الشخص والعملي والسلوكي في وقت كان ذلك هو وجه التفاعل حين لم تكن "الماجريات" بنفس الكثافة التي هي عليها اليوم ولم يكن موضوع الساعة أو ما يعرف ب trend يتغير بهذه السرعة لينسى الناس بكل حدث ما كان قبله ولينشغلوا بتفريغ شحنات الحدث الجديد.
دارت هذه الخواطر كلها في ذهني وأنا أستعد لإجابة الصغيرة عن سؤالها الذي ظننته بديهيا سائلا نفسي:
هل الطفلة تسأل لأنها طفلة أم لأن الأمر فعلا قد انطمست معالمه في أيام يهلل فيها القوم لفوز ذلك الأشقر الذي يتباكون بعد حين على تبجحه باستيلاء أوليائه على مقدساتهم؟
هل السؤال حقا بديهي أم أنه كان كذلك في زمان سابق وأناس سابقين لم يتبق منه ومنهم إلا بعض الذكريات، وبعض الحنين؟
محمد يوسف
ughrm hgr]s fhg]dk