الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا، والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وقدوتنا وحبيبنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن الإسلام يدعو ويحث على التخلق بمكارم الأخلاق لأنها من كمال الإيمان كما قال عليه الصلاة والسلام: " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا "، وهي مما يقربنا من الرسول عليه الصلاة والسلام يوم القيامة كما قال عليه الصلاة والسلام: " إن من أحبكم إلي و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون، قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيقهون ؟ قال: المتكبرون "، وهي من الأسباب الموجبة لدخول الجنة بعد الإيمان، فقد سئل الرسول عليه الصلاة والسلام عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: " تقوى الله وحسن الخلق " .
وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكانة الأخلاق الفاضلة فقال: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "، وقد مدح الله سبحانه وتعالى رسوله عليه الصلاة والسلام فقال: ( وإنك لعلى خلق عظيم )، وقال: ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ).
وقد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام أبا هريرة رضي الله عنه فقال له: " يا أبا هريرة، عليك بحسن الخلق "، فقال أبو هريرة رضي الله عنه: وما حسن الخلق يا رسول الله ؟ فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: " أن تصل من قطعك وأن تعفو عمن ظلمك وأن تعطي من حرمك "، وهذه الوصية ليست مقتصرة على أبي هريرة رضي الله عنه وحده، بل هي لنا جميعا لكي نعامل الناس بالحسنى ولكي نتخلق أيضا بالأخلاق الفاضلة.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسبه