هاتوا يديَّ
«في إحدى المحطات العربية الفضائية شاهدتُ الطفل العراقي (علي إسماعيل) ذا الاثني عشر ربيعاً، الذي أبيدت عائلته كلها ولم يبقَ إلا هو ولكنه بلا ذراعين... بقي هو ليسأل العالم إن كانوا سيعيدون إليه ذراعيه ليعيش كباقي أطفال العالم؟!»
بحقِّ البُطــــولة حقِّ الرجُولةِ
حــــق الشَّهامة هبُّــــــوا إليّ
تعالَوا سِـــراعاً لكي تسمعوني
أقصُّ شُكاتي بصوتٍ شَجيّ
ففي ذات ليْـــلٍ كئيبِ الرؤى
سقيمِ النجوم مَـــريرٍ غَــــبيّ
أدرتم عليْـــنا كؤوس الْـمَــــنون
بحقْـــــدٍ غريبٍ شَقِــيٍّ عَتِيّ
فلا فَرْق بين زهــــورِ الرُّبا
لديكم ولا الموقِـــعِ الـمِــدفَعِي
وكِلْتُم عليْـــــنا خِزَاناتِكم
ضِــــراماً من اللَّهَــب القُرْمُزي
ودَوَّت على غِـــــرَّة نارُها
وكـــمْ كان أبشـــعَ ذاك الدوي!
شعرت بوقْـــدٍ بقرْبي تلظَّـــى
وصــوتٍ ينادي: عليٌّ علِيّ!
ولكنْ أحِسُّ مُـــحالًا جَوابِـي
أُحسُّ التصامُمَ فــِي مَسْمَعيّ
ويدفُـق نزفي على غضِّ جسمي
دفيئاً يروِّي الترابَ الزَّكيّ
أيا أبـــــتاه أجبْــــني؛ فإنِّي
أُحـــــسُّ المنايا تدانَت إلَـــيّ
ويـــــا أمُّ مالَكِ لا تسْـــرِعينَ
لِكَـــي تحمليني فإنِّـــــي عَييّ!
وما من مجيبٍ سوى رجْعِ صوتي
ورَجْعُ صداه كئيبٌ شقيّ
كأنِّي أنادِي بجُـــــبٍّ عميقٍ
وأشعُـــــر أنيِّ مَيْــــتٌ كحَيّ
وألْـمَح شـــــيئاً وأشْــلاءَ شيءٍ
فهذا أخِـي... آهِ... هذا أبيّ
وهاتـــيك أمِّي تَخـــــايلَ مِنْها
حجابٌ أُحيلَ نجيــــعاً روِيّ
وشاهــــدتُ أرواحَهم صاعداتٍ
إلى الخُلْد ترقى إلى ناظري
وأذكرُ حاولتُ توديعَهَــم
وحــــاولتُ أرفَـــــعُ كلتَا يَـــــدَيّ
وحاولــــتُ لكن بلا طائلٍ
تهرَّأتا في الجَـــحيم الغَـــــبِيّ
أيا ســــادة القَــــهر فَلْتسمعوا!
أعيدوا سريعاً إليَّ يَدَيّ
أنا الطفلُ أكملتُ سبعاً وخمساً
ولم أبْلُغَنْ بعدُ عُـمْرَ الصَّبيّ
منقول