أحمد الملا
أكثر من 250 عراقي اليوم فقدوا حياتهم في سلسلة التفجيرات التي ضربت العاصمة العراقية بغداد !! بالإضافة إلى مئات الجرحى والخسائر المادية والخوف والهلع الذي أصاب العاصمة عموماً,
حيث أصبح هذا اليوم – الأربعاء 11/ 5 / 2016 – بالفعل يوم أربعاء دامي أدخل الألم والحزن واللوعة في قلوب العراقيين جميعاً من الشمال إلى الجنوب, لكن الغريب كيف تحصل هكذا تفجيرات وبهذا العدد والنوعية على الرغم من كثافة التواجد الأمني في العاصمة الذي ازداد بعدما اجتاح المتظاهرون العراقيون أسوار المنطقة الخضراء ؟! حيث انسحبت العديد من مليشيا الحشد من جبهات القتال إلى بغداد لتعزيز أمن المنطقة الخضراء ومنع أي محاولة إقتحام أخرى يقدم عليها العراقيون, ولماذا حصلت هذه التفجيرات في هذه الأيام بالذات وليس قبلها ؟! فمن هو الجاني ومن المستفيد من تلك التفجيرات ؟!.
طبعاً الجاني بحسب الإعلام هو تنظيم داعش الإرهابي الذي أصبح يتبنى أي عملية *** أو تفجير تحصل هنا أو هناك حتى وإن ثبت بالأدلة أنها تفجيرات تحصل عن تسرب غاز أو حدوث تماس كهربائي, فهو يبحث عن أي شيء من أجل أن يحصل على مكسب إعلامي ويبقى متصدراً وسائل الإعلام ويُثبت وجوده ويبين قوته, لكن هنا نسأل هل يوجد لدى داعش ناطق رسمي أو قناة رسمية و مصدر موثوق كي يعتمد عليه في مثل هكذا تصريحات ؟! وهذا الأمر عولت عليه الكثير من المليشيات والإستخبارات الدولية وحتى الأجنحة العسكرية للأحزاب والكتل المشتركة بالعملية السياسية العراقية, فهي أخذت تقوم بعمليات إرهابية من تفجير واغتيال ودس عبوات ومفخخات من أجل تصفية الخصوم والحسابات وتلصق التهمة بتنظيم داعش الذي يحقق مكسب إعلامي – كما بينا – بذلك ولا ينفي هكذا أمور, هذا من جهة ومن جهة أخرى, هل غفلنا عن الوثائق التي سربها ويكيلكس والإستخبارات الأميركية التي كشفت مدى التعاون الحاصل بين التنظيمات الإرهابية وإيران؟ وهل نسينا إن من سلم العراق لتنظيم داعش هي حكومة المجرم المالكي المدعوم من قبل إيران, فهذا يعني إن كان تنظيم داعش من قام بهذه التفجيرات فعلاً فهو قد تلقى تسهيلات ومساعدة من المليشيات الإيرانية لتحقيق غاية وهدف.
هذه الغاية والهدف التي تسعى لها إيران من خلال هذه التفجيرات هي معاقبة العراقيين لأنهم هتفوا ضد التواجد الإيراني في العراق وطالبوها بمغادرة العاصمة بغداد, لذلك جاءت رسالة الرد الإيرانية, الأمر الآخر هو خلق ذريعة وحجة لمنع أي محاولة إعتصام أو تظاهرات في المستقبل يهدد العملية السياسية التي تديرها إيران بحجة عدم الإستقرار الأمني, بالإضافة إلى إعطاء ذريعة لتواجد المليشيات الإيرانية في بغداد لأن التواجد الكثيف لها في العاصمة بدأ يثير قلق العراقيين وراحوا يتساءلون عن سبب تواجدها في بغداد وتركها لمواقع القتال ضد داعش !! وكذلك توفير حماية أمنية للمنطقة الخضراء ضد أي محاولة إقتحام أو انقلاب أو أي شيء تقدم عليه الجماهير العراقية, وهناك أمر آخر وهو إن الرئيس الإيراني قبل يومين صرح بأن المجرم قاسم سليماني هو " بطل العراق " وبما إن المتظاهرين العراقيين نددوا بتواجده أصبحت إيران ملزمة بأن تؤكد لهم بأن بقاء سليماني ضرورة ملحة لحفظ أمن بغداد, كل ذلك كيف يحصل ؟ يحصل عن طريق هذه التفجيرات التي حصلت اليوم والتي من المرجح أن تزداد بمرور الأيام.
رب معترض يعترض ويقول لماذا لا نتهم جهات أخرى غير إيران بهذه التفجيرات؟ فيكون الرد عليه هو : من يملك زمام الأمور الأمنية الآن في العراق وبالخصوص في بغداد ؟ أليست هي المليشيات الإيرانية وهي موجودة بكثافة ولا يمكن اختراقها بهذا الشكل وهذه الصورة, أي إن حصل خرق فيمكن أن يكون خرق واحد أو أثنين لكن أكثر من أربعة في آن واحد أمر لا يقبل به عاقل, هذا من جهة ومن جهة أخرى كل الجهات التي يمكن إتهامها هي الآن مستفيدة من حركة الشارع العراقي ضد العملية السياسية فلا يمكن أن تقدم على هكذا فعل يضر بمصالحها, فقط إيران هي المستفيد من هكذا عمليات إرهابية, فإن لم تكن هي الجاني الفعلي فهي المستفيد الوحيد لذلك سمحت بحدوث هكذا أعمال إرهابية.
وعليه مادامت إيران ومليشياتها هي المسيطرة والمهيمنة على المشهد العراقي فلا خلاص من هذا الواقع المضني الذي يعيشه العراقيون, لذا لابد من تطبيق فقرات مشروع خلاص الذي طرحه المرجع العراقي الصرخي والذي دعا فيه إلى تدويل قضية العراق وأن يكون تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة وبالتعاون مع الدول العربية، وتوجيه قرار شديد اللهجة لمطالبة إيران ومليشياتها بالخروج من العراق، وكذلك حل الحكومة والبرلمان الحاليين وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد ويكون أعضاء هذه الحكومة من العراقيين الشرفاء غير المرتبطين بأجندة أو دول خارجية.
وبخلاصة إن مليشيا الحشد هي مليشيا إيرانية تعمل وتسهر على حماية مصالح إيران حتى وإن كان ب*** أبناء العراق وهذا ما أكده المرجع العراقي الصرخي في حوار له مع صحيفة الشرق حيث قال : ((...هو ليس حشداً شعبياً بل هو حشد سلطوي إيراني تحت اسم الطائفية والمذهبية المذمومة شرعاً وأخلاقاً، إنه حشد مكر وتغرير بالشباب العراقي وزجهم في حروب وقتال مع إخوانهم في العراق للقضاء على الجميع ولتأصيل الخلاف والشقاق والانقسام ولتأصيل وتجذير وتثبيت الطائفية الفاسدة لتحقيق حلم إمبراطوريات هالكة قضى عليها الإسلام... )).