التخلص من التأتأة
د. ياسر بكار
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أودُّ أن أطرح مشكلتي، وهي أني طالبة جامعية، أُعاني من مشكلة التأتأة في نُطق بعض الحروف، مثل: "ت ك ر ج"، خاصة إذا كانت في بداية الكلمات، مع العلم أنني لَم أكن أعاني من هذه المشكلة عند طفولتي، ولكن ظهَرت فجأة في الرابعة عشرة؛ لذلك أتجنَّب حضور المحاضرات التي تتطلَّب المشاركة من الطلاب في القراءة، لكن عندما أضطرُّ لحضور المحاضرة، يكون همي الوحيد كيف سينتهي الدرس دون أن يُطلَب مني المشاركة.
أحيانًا عندما يَحين دوري في الإجابة على السؤال، أشعر بسرعة نبضات القلب، وأشعر بالخوف الشديد، ولا أدري ما يُصيبني في تلك المواقف، وأعتذر عن الإجابة للمحاضر، كما أنني أتهرَّب من التحدُّث عبر الهاتف أو الرد على الهاتف، أمَّا حين قراءتي لنصٍّ معين في البيت، أو حين تلاوة القرآن، فإن هذه المشكلة سرعان ما تختفي.
أرجوكم أريد المساعدة، هل من أدعية تُساعد على التغلب والشفاء من هذه المشكلة؟ أرجو مساعدتكم، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله.
مرحبًا بكِ في شبكة الألوكة، وأهلاً وسهلاً.
ما فَهِمته من سؤالك هو أنَّك تعانين من التأتأه عند القراءة أمام الآخرين، أو عند الإجابة على سؤال أمام الآخرين، وتختفي هذه التأتأة عندما تقومين بالقراءة وحدك في البيت.
الحقيقة إذا كان فَهمي صحيحًا، فهذا قد يدل على إصابتك بمرض نفسي مشهور، هو الرهاب الاجتماعي، والذي يأتي على شكل مجموعة من الأعراض النفسية والجسديَّة التي تهاجم الإنسان عند وجوده مع الآخرين، خاصة من الغُرباء ممن لا يَعرفهم، أو حتى ممن يَعرفهم، في مثل هذه المواقف يصاب الشخص بأعراض جسديَّة كثيرة، منها: الشعور بازدياد ضربات القلب والتوتُّر، والرغبة في الهروب من الموقف، والشعور بالخوف، بينما في الواقع تَختفي هذه الأعراض عندما تكونين وحدك، أو مع أفراد الأسرة.
الرهاب الاجتماعي واحد من الأمراض النفسية المشهورة، الذي ينتشر بين الناس في مثل عُمرك، والخبر السار هنا أنَّ علاجه ميسَّر عن طريقتين مهمَّتين:
الطريقة الأولى: استخدام العلاج الدوائي، وهو فعَّال بشكل جيد، وخاصة بعد تطوير عدد كبيرٍ من الأدوية النفسية الفعَّالة، التي تعطي نتائج دون أعراض جانبيَّة مهمَّة، ويتطلَّب الأمر زيارة الطبيب النفسي؛ للتأكُّد من التشخيص ووَضْع الخطة العلاجيَّة.
الطريقة الثانية: هي العلاج النفسي، ويَلزم أن يتمَّ على يد متخصِّصين في العلاج النفسي؛ حيث يقوم المعالج بمناقشة الأفكار التي تَخطر على ذِهنك في تلك المواقف، ثم يُساعدك على الاسترخاء ومقاومة هذه الأفكار وطَرْدها، وتدريبك على مواجهة هذه المواقف بشكلٍ متدرِّج.
في الواقع كلتا الطريقتين فعَّالتان في علاج مثل هذه الحالة، وستحصلين على نتائج ممتازة - بمشيئة الله.
ختامًا: الأمر لا يستحقُّ القلق؛ فعلاجه يسيرٌ، ويتطلَّب المبادرة منك، كما أنَّ الدعاء يزوِّد الإنسان بمزيدٍ من الارتياح والثقة.
أسأل الله لكِ التوفيق، وأهلاً وسهلاً.