عالم وكتاب: الكمال بن الهمام وكتابه: فتح القدير
فايز النوبي
من الموسوعات الفقهية العظيمة والمهمة في فقه الفروع على مذهب السادة الحنفية : كتاب «فتح القدير للعاجز الفقير» - كما أطلق على نفسه مؤلف الكتاب - العالم السكندري الكبير ، والحبر الجليل ، والفقيه المُحقق - كما يطلق عليه في المدرسة الحنفية - الكمال ابن الهُمام الحنفي ، واسمه : محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد ابن مسعود السيواسي - المعروف بالكمال ابن الهُمام -
وقد وُلِد بالإسكندرية سنة 790هجرية 1388م
وتُوفي بالقاهرة سنة861هجرية 1457م ،
وأقام بحلب والقدس مدة لطلب العلم ، وجاور بالحرمين كذلك ، وقرأ وتتلمذ على كبار العلماء والفقهاء في عصره كسلطان العلماء العز بن عبد السلام ، وابن حجر العسقلاني والشمني والولي العراقي وغيرهم ، ثم أصبح شيخ الشيوخ بالخانقاه الشيخونية بمصر ، وكان - رحمه الله - إماما في الأصول والفقه ، والتفسير واللغة بفروعها وعلومها - من نحوٍ وصرفٍ ومعانٍ وبيانٍ وبديع ، وكان يُضرب به المثل في جمال خِلقَته وحُسن صورته المفرط-- مع العفة والصيانة - وفي سعة العيش وطيب النعمة - مع الشكر الديانة - وفي الفصاحة واستقامة البحث ودقته - مع التواضع والأدب -- قال عنه الإمام السخاوي -رحمه الله - : ابن الهمام هو عالم أهل الأرض في العصر - يقصد زمنه - ، ومُحقق أولي العزائم والصبر .
تُوفي - رحمه الله - بالقاهرة ، ودفن بها في يوم الجمعة السابع من رمضان سنة861هجرية، وشهد جنازته السلطان فمن دونه ،
و كتابه العظيم فتح القدير : شرح على كتاب «الهداية في شرح البداية» للمرغيناني الحنفي (511 - 593) كلاهما في الفقه الحنفي، ولهداية المرغيناني شروح كثيرة أخرى أيضا ، لكن من أحسن وأفضل وأوسع هذه الشروح وأنفعها هو : كتاب فتح القدير هذا ، إلا أن ابن الهمام -- رحمه الله -- تُوفي قبل أن يُتِمه ، حيث وصل إلى باب الوكالة ، فأتمة من بعده : شمس الدين أحمد «قاضي زاده الرومي» أفندي قاضي عسكر رومللي الحنفي (988) في كتابه «نتائج الأفكار في كشف الرموز والأسرار» .
وللكمال بن الهمام كتب أخرى غير الفتح منها :
التحرير في أصول الفقه ،
المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة ،
زاد الفقير - وهو مختصر صغير في فقه العبادات عند الحنفية -
رحم الله العالم الفقيه الإمام المُحقق الكمال بن الهمام ونفعنا ونفع الإسلام والمسلمين بتراثه وفقهه وعلومه .