رامز وزهرة البنفسج (قصة للأطفال)
يمام خرتش
"رامز" طفل مجتهد ومحبوب، يبلغ من العمر سبع سنوات، يحب اللعب مع أصدقائه في المدرسة، ويهوى الرسم، وخاصة رسم الحيوانات والنباتات، لديه قِطٌّ صغير مشاكس يدعى "هارون".
في يوم من الأيام، سألتْه أمه إن كان يود الذهاب معها إلى متجر الورود؛ فصديقتها مريضة وتريد أن تهديها بعضًا من أصناف الورود، وافق رامز بشدة؛ فهو يحب الأزهار، وهذه فرصة رائعة لمشاهدة عدد كبير منها عن قُرْب.
عند وصولهما، راحت الأم تختار عددًا من الورود البيضاء لتضعها في باقة، بينما راح رامز يتفحص بنظره أصناف الورود في المتجر، مادًّا رأسه قليلًا ليشم عبيرها الفوَّاح. استوقفَه أصيص ورد فيه خمس وردات بنفسجية، قد حَنَت كل واحدة رأسها باتجاه رأس الأخرى، كأنها تهمس إليها شيئًا ما.. فقال في نفسه: "إنها جميلة حقًّا، وأودُّ لو أرسمها".
عندها، طلب من أمه اقتناء هذه الزهرات، فقالت له: "أحسنتَ الاختيار بُنَيَّ؛ فزهرة البنفسج مِن أجمل الزهور وأطيبِها رائحة".
وفي طريق العودة، حمل أصيص الزهور بعناية كما لو أنه يحمل طفلًا صغيرًا، وما لبث أن وصل إلى المنزل حتى وضعه على منضدته أمام النافذة وأخرج دفتر الرسم وأقلامه الملونة، وراح يرسم بتلات الأزهار البنفسجية، لكنه لم يرسم أصيصًا، بل رسم تحت الأزهار عشبًا أخضر نديًّا، ثم رسم سماء زرقاء تتوسَّطها شمس ذهبية، ثم نظر إلى الأصيص وقال: "أين سأخبئك كي لا يعبث بك هارون؟!"، ألقى نظرة سريعة على غرفته، ثم أخذ الأصيص ووضعه داخل خزانته وأقفل عليه.
بعد ساعة، فتح رامز الخزانة فتفاجَأ أن بتلات الأزهار قد أخذت بالانحناء قليلًا نحو الأسفل، فقال لها: "لِمَ أنتِ حزينة يا زهراتي الجميلة؟! أتودين شرب قليل من الماء؟"، أحضر مسرعًا بعض الماء وسقاها وأرسل لها قُبلة في الهواء مودِّعًا، ثم ذهب ليتم واجباته المنزلية، وبعد ساعة أخرى، عاد وفتح خزانته فوجد أن الزهرات قد ذبلت أكثر وأكثر. لم يستطع عندها أن يمنع نفسه من البكاء حزنًا عليها.
سمعته أمه وأتت، فرأت زهراته في الخزانة، فقالت: "لِمَ البكاء يا رامز؟ ولم وضعت زهراتك هنا؟ ألا تدري أن النبات يحب ضوء النهار كما تحبه أنت؟!".
♦ "ألهذا هي حزينة؟" سألها رامز وهو يجفف دموعه.
• طبعًا بُنَيَّ.
♦ لكن "هارون" سيعبث بها ويخرب أوراقها.
• القطط تحب النباتات أيضًا، هارون لن يؤذي زهراتك، ضعها على الشُّرفة، واسكب عليها قليلًا من الماء كل يوم، وستفوح رائحتها الطيبة.
وضع رامز زهراته على الشرفة كما قالت أمه، وقال لها معتذرًا: "سامحيني يا زهراتي؛ فلم أكن أعرف أنكِ تحبين الضوء كثيرًا، هنا ستشاهدين الشمس وهي تشرق كل صباح، وستعود أوراقك قوية ونضرة كما كانت".