تبرعوا تبرعك ينقذ حياة للتواصل واتس 00201098455601
دعوة للإنضمام لأسرتنا
لن يستغرق سوى ثوان معدوده _ لن تكتمل سعادة منتدى برامج نت الا بانضمامك اليها

اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني



هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

    

قلعه برامج نت للشروحات    برامج مجانيه 

شرقية سات من اكبر منتديات الدش والريسيفرات وكروت الستالايت والشيرنج


العودة   منتديات برامج سات برامج نت Braamj Sat > برامج نت > الصحابة وأم المؤمنين عائشة


آخر 30 مشاركات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-07-2016, 11:42 PM   #1
فريق منتدى الدي في دي العربي
مشرف ♥ ♥ برامج سات برامج نت مراقب من خلاله
 
الصورة الرمزية فريق منتدى الدي في دي العربي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: عمان الاردن
المشاركات: 95,289
معدل تقييم المستوى: 104
فريق منتدى الدي في دي العربي is on a distinguished road
افتراضي الجانب الأدبي من حياة السيدة عائشة - دراسة أدبية
انشر علي twitter

الجانب الأدبي من حياة السيدة عائشة - دراسة أدبية
مصطفى صلاح محمد




المقدمة


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومَن تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.




وبعدُ:

فقد تعددت المؤلَّفات التي اهتمَّتْ بعرض سِيرة السيِّدة عائشة - رضي الله عنها - إجمالاً أو تفصيلاً[1]، وتعدَّدَت أخرى في عرضِ جانبٍ واحدٍ من حياتِها - رضي الله عنها -[2] فأُفْرِدت بعضُ تلك المؤلَّفات في فقهها - رضي الله عنها - وأخرى في علمها بالتفسير، وأخرى في مكانتِها في الحديث... إلى غير ذلك.



ولَم أجد خلال بحثي مؤلّفًا عُنِيَ بالجانب الأدبيِّ والبلاغي في حياتها - رضي الله عنها - رغم أنَّها اشتهَرَت بين الصحابةِ والتابعين بالبلاغةِ العالية، والبيانِ الواضح، وليسَ أدلَّ على ذلك من قولِ الأحنفِ بنِ قيسٍ - رضي الله عنه -: "سمعتُ خطبةَ أبي بكرٍ الصِّديق، وعمرَ بنِ الخطاب، وعثمانَ بنِ عفان، وعليِّ بن أبي طالب، والخلفاءِ من بعدهم، فما سمعتُ الكلامَ مِن فَمِ مخلوقٍ أفخمَ ولا أحسنَ منه مِن فِي - أيْ: فَمِ - عائشةَ - رضي الله عنها -".



فلمَّا كانت تلك مَنْزلتَها حتى بين الصحابةِ أنفسِهم، وهم أربابُ الكَلِمِ وأصحابُ البيان؛ رأيتُ أن تنفردَ لذلك دراسةٌ مستقلَّة.



وهدفي في تلك الدِّراسة أن أجمعَ بعضًا من ذلك التُّراث اللُّغوي والبلاغي الكبير؛ من بين خطبةٍ عَصْماء، وقولٍ مأثور، وحكمةٍ سيَّارة، ولمحةٍ برَّاقة.



واللهَ أسألُ أن أقدِّمَ من خلالها إيضاحًا ولو يسيرًا لذلك الجانب العظيم من حياةِ إحدى أهمِّ الشخصيَّات النسائيَّة على مرِّ العصور؛ أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها وأرضاها.



أسأل الله أن يوفِّقنا إلى ما فيه مرضاته.



فصل


بعضُ سيرة أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -:

هي: "الصدِّيقة بنت الصدِّيق، العتيقة بنت العتيق، حبيبةُ الحبيب، وأليفةُ القريبِ، سيِّدِ المرسلين محمَّدٍ، المُبَرَّأة من العيوب، المعرَّاة من ارتياب القلوب؛ عائشة أمُّ المؤمنين - رضي الله تعالى عنها - كانت للدُّنيا قاليةً، وعن سرورها لاهية، وعلى فَقْدِ أليفها باكية"[3].



وُلِدت - رضي الله عنها - بعد البعثة بأربع سنوات؛ لتتفتَّح عيناها على نور الرسالة، وتنشأ تحت كنف خير الناس بعد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أبي بكر - رضي الله عنه - وتتنسَّم نفحات الهداية الأولى.



تزوَّجت - رضي الله عنها - النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبل الهجرة ببضعة عشر شهرًا في شهر شوَّال، وهي ابنة ستِّ سنوات، ودخل بها في شوَّال من السنة الثانية للهجرة وهي بنت تسع سنوات، فعنها - رضي الله عنها - قالت: "تزوَّجني رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لستِّ سنين، وبنَى بي وأنا بنت تسع سنين"؛ متَّفقٌ عليه.



وكانت - رضي الله عنها -:

"امرأة بيضاء جميلة، ومِن ثَمَّ يُقالُ لها: الحُمَيْراء، ولم يتزوَّج النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِكرًا غيرَها، ولا أحبَّ امرأةً حُبَّها، ولا أعلمُ في أمَّةِ محمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بل ولا في النِّساءِ مُطلقًا، امرأةً أعظمَ منها، وذهبَ بعضُ العلماء إلى أنَّها أفضلُ من أبيها، وهذا مردودٌ، وقد جعلَ الله لكلِّ شيءٍ قدرًا؛ بل نشهدُ أنَّها زوجةُ نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الدنيا والآخرة، فهل فوقَ ذلك فخرٌ[4]؟".



"ولقد جُبِلَت السيِّدة عائشة - رضي الله عنها - على الطاعة والإيمان منذ إشراقِ نور الإسلام في أمِّ القرى مكَّة المكرَّمة؛ فهي إحدى بنات الصَّحابة اللاتي وُلِدنَ في الإسلام، وكانت تقول عن أبوَيْها: (لَم أعقِل أبويَّ إلا وهما يدينان الدِّين)، ولئن كان للقدوةِ منبرًا ونبراسًا، فإنِّي لا أجدُ من يستحقُّه مثل الصدِّيقة بنت الصدِّيق - رضي الله عنها"[5].



كان لها - رضي الله عنها - مكانةٌ خاصَّة في قلب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكان يُظهر ذلك الحبَّ ولا يخفيه، حتى إنَّ عمرَو بن العاص - رضي الله عنه - وهو ممن أسلم سنة ثمانٍ من الهجرة، سأل النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أيُّ الناس أحبُّ إليك يا رسول الله؟ قال: ((عائشة))، قال: فمِن الرِّجال؟ قال: ((أبوها))؛ متَّفق عليه.



"كان حَسْب عائشة - رضي الله عنها - أن تكون بنتَ أبي بكر؛ ليُنْزِلَها زوجُها - صلَّى الله عليه وسلَّم - من قلبِه في أعزِّ مكان، لكنَّها كانت إلى جانب هذه البنوَّة، ذاتَ لطفٍ آسِر، وذكاءٍ لمَّاح، وصِبا غَضٍّ نَضِير[6].



ولها من الفضائل ما تضيق دونَه هذه المقدِّمة المختصَرة، لكن حسبها أنَّه نزل في براءتها قرآنٌ يُتلَى إلى يوم القيامة، ويكفيها فضلاً أنَّها زوجة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الدنيا والآخرة، وأنها أحبُّ نسائه، وأنه مات في دارها، ودُفن فيها، وأنه مات بين سَحْرِها ونَحْرها، وأنَّها ابنة أبي بكرٍ الذي لم تطلع الشمس على أفضلَ منه بعد الأنبياء، ثاني اثنين إذْ هما في الغار.



عن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كَمُل من الرِّجال كثير، ولم يكمل من النساء إلاَّ آسية امرأة فرعون، ومريم، وفضل عائشة على النِّساء كفضل الثَّريد على الطعام))؛ صحيح.



ومن فضائلها أنَّها من أفقه نساء هذه الأمَّة، وأنَّها صاحبة معرفةٍ بأنساب العرب، وأنَّها العابدة والزاهدة، والشَّاعرة والطبيبة.



"إن أخصَّ ما يبهر طالبَ العلم في سيرة أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - هو عِلمٌ زاخر كالبحر بُعْدَ غَوْر، وتلاطُمَ أمواج، وسَعَة آفاق، واختلافَ ألوان، فما شاء امرؤٌ مِن تمكُّنٍ في فقه، أو حديث، أو تفسير، أو علم بشريعة، أو آداب، أو شعر، أو أخبار، أو أنساب، أو مفاخر، أو طب، أو تاريخ - إلاَّ هو واجدٌ منه ما يَدْهشه عند تلك العبقرية الفذَّة، ولن يقضي عجبًا من اضْطِلاعها بكلِّ ذلك وهي لم تتجاوز بعدُ الثامنة عشرة من عمرها.



ومن هنا نوقن أنَّ حياة أمِّ المؤمنين بَنَتْ مجدًا باذخًا لتاريخ المرأة العلميِّ في الإسلام، بل إن عبقريَّتها وحدها كفيلةٌ بملء تاريخٍ كامل، فلا نجد في عبقريَّات الرجال والنِّساء في تواريخ الأمم ما يداني مكانةَ أمِّ المؤمنين - رضي الله عنها -"[7].





توُفِّيَت - رضي الله عنها - ليلة الثلاثاء، السابع عشر من رمضان من السنة السابعة، أو الثامنة، أو التاسعة والخمسين للهجرة، صلَّى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوِتْر، ونزل في قبرها خمسةٌ: عبدالله وعروةُ ابنا الزُّبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر، والقاسمُ وعبدالله ابنا أخيها محمَّد بن أبي بكر، وعبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر، وكان عمرها يومئذٍ سبعًا وستِّين سنة - رضي الله عنها.



فصل


المكانة الأدبيَّة العالية للسيدة عائشة - رضي الله عنها - وثناء الصَّحابة والتابعين وعلماءِ الأمَّة على فصاحتها وبلاغتها:

بلغَتْ أمُّ المؤمنين عائشة من الفصاحة والبيان مبلغًا عظيمًا؛ مِمَّا دفعَ كبار الصحابة إلى الثَّناء عليها، والإعجاب بفصاحتِها وبلاغتِها العالية، فها هو سيِّدنا معاويةُ - رضي الله عنه - يقول: "والله ما سمعتُ قطُّ أبلغَ من عائشة - رضي الله عنها -".



وقال المقداد بن الأسود - رضي الله عنه -: ما كنتُ أعلم أحدًا من أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أعلمَ بشِعر ولا فَريضةٍ من عائشةَ - رضي الله عنها -".



وعندما قيل لعروة بن الزُّبير: "ما أرواك![8]"، فقال: "ما روايتي في رواية عائشة؟ ما كان يَنْزل بها شيءٌ إلا أنشدَتْ فيه شعرًا".



وقال موسى بن طلحة - وهو أحد تلامذتها -: "ما رأيتُ أحدًا أفصحَ من عائشة - رضي الله عنها -".



وكان الشَّعبيُّ يَذْكرها، فيتعجَّبُ من فقهها وعلمها، ثمَّ يقول: ما ظنُّكم بأدب النبوَّة؟!



وكانت تقول - رضي الله عنها - عن نفسِها: "الشِّعر منه حسَنٌ ومنه قبيح، خُذْ بالحسن، ودَع القبيح، ولقد رويتُ من شعر كعب بن مالكٍ أشعارًا، منها القصيدة فيها أربعون بيتًا، ودون ذلك".



وفي تفسير الألوسي المعروف بروح المعاني: يستدلُّ المصنِّفُ على صحَّة قراءةٍ قرآنيَّة، بفصاحة السيِّدة عائشة - رضي الله عنها - وبلاغتها، وذلك في تفسير قولِه تعالى: ﴿ فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ ﴾ [البقرة: 283]، فقال:

"ومنه قراءة ابن مُحَيصن "اتُّمِن"، ونقل الصَّاغاني أن القول بجوازِه مذهبُ الكوفيِّين، ووَرَد مثلُه في كلام أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وهي من الفُصَحاء المشهود لهم، ففي البخاريِّ عنها - رضي الله عنها -: "كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يأمرني، فأتَّزِر..."




قال ابن عبدالبرِّ: "كانت وحيدةَ عصرِها في ثلاثة علوم: علم الفقه، وعلم الطِّب، وعلم الشِّعر".



فصل


شدَّة حرصِها على استقامة اللِّسان، وغضبِها من اللحن


وهي - رضي الله عنها - لشدَّة اهتمامِها باستقامة اللسان وقوَّة البيان، ولأنَّها - كما هو دأبُ أهلِ زمانِها - تجد في تعثُّرِ اللُّغة على لسان المتكلم منقصةً، تخلُّ بالوَقار، وتطعن في الهيبة؛ فقد عُرِفَ منها أنَّها تغضبُ أشدَّ الغضب، إذا سمعت أحدًا يلحنُ في كلامه، فهي لا تتورَّع عن زجره، ولا تتردَّد في تأنيبه، فيَبلغ بها الضيق باللَّحن حدَّ الأذى، فلا تحتمله نفسُها، ولا تتقبَّله ذائقتُها، وهذا موقفٌ لا يُتيحُه لها إلاَّ مَنْزلة رفيعة في الفصاحة، وإلاَّ مكانة مرموقة فوق عرش اللُّغة والذرابة[9].



فمن ذلك أنَّ ابن أبي عَتِيق قال:

تحدَّثت أنا والقاسم عند عائشة - رضي الله عنها - حديثًا، وكان القاسم رجلاً لَحَّانة، وكان لأمِّ ولَد، فقالت له عائشة: ما لك لا تَحَدَّثُ كما يتحدَّث ابنُ أخي هذا؟ أما إنِّي قد علمتُ من أين أتيت، هذا أدَّبَتْه أمُّه، وأنت أدَّبتك أمُّك، قال: فغضب القاسم، وأضَبَّ عليها، فلما رأى مائدة عائشة قد أُتِي بها قام، قالت: أين؟ قال: أُصلِّي، قالت: اجلس، قال: إني أصلي، قالت: اجلس غُدَرُ! إنِّي سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((لا صلاةَ بحضرة الطَّعام، ولا هو يُدافِعُه الأخبثان)).



قلتُ: ماذا كانت ستقول - رضي الله عنها - إذا سمِعَت مَن يلحن في زمنِنا هذا من الخُطَباء والأئمَّة مِمَّن يَعتلُون قممَ المنابر، ويتصدَّرون بوجوههمُ المجامعَ والمحافل؟! بل حتى صارَ اللحن هو القاعدة، والشّاذُّ من يستقيمُ لسانُه!



فصل


نماذج من أقوالها المبثوثة هنا وهناك في كتب التَّراجم والتاريخ، وقد عنونتُ لكلِّ قول، وزدتُ عليه ما رأيتُه مناسبًا


1 - الكرَم واللُّؤم:

قالت عائشةُ - رضي الله عنها -: كلُّ كرمٍ دونه لُؤْم، فاللُّؤم أولى به، وكلُّ لُؤْم دونه كرم، فالكرم أولى به.



تريدُ أنَّ أَوْلى الأمورِ بالإنسانِ خِصَالُ نفسِه، فإنْ كانَ كريمًا وآباؤُه لئامٌ، لم يضرَّهُ ذلك، وإن كان لئيمًا وآباؤُه كرامٌ، لم ينفعْه ذلك.



2 - آية في الثقلاء:

قالت عائشةُ أمُّ المؤمنين - رضي الله عنها -: نزلتْ آيةٌ في الثُّقلاء: ﴿ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ﴾ [الأحزاب: 53].



قيل لجالينوس: بِمَ صار الرجلُ الثقيلُ أثقلَ من الحِمْل الثقيل؟ فقال: لأنَّ الرجلَ الثقيل إنما ثقلُه على القَلْب دون الجَوارح، والحِمْل الثَّقيل يَسْتَعِين فيه المرء بالجَوَارح.



3 - قبل أن تحفظ الآيات:

قالت - رضي الله تعالى عنها -: كانت تَنْزل علينا الآيةُ في عَهْد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فنَحْفظ حلالَها وحَرَامها، وأَمْرها وزَجْرها، قبل أن نَحْفظها.



قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن أقوام يقرؤون ولا يفهمون فيعملون: ((سيكون في أمَّتي قومٌ يقرؤون القرآن لا يُجاوز تَراقِيَهم، يَمْرقون من الدِّين كما يَمْرُقُ السهمُ من الرميَّة، هم شرُّ الخَلْقِ والخَلِيقة)).



وقال: ((إنَّ الزَّبانية لأَسْرع إلى فُسَّاق حَمَلة القرآن منهم إلى عَبَدَة الأوْثان؛ فيَشْكون إلى ربِّهم، فيقول: ليس مَن عَلِم كمَن لم يَعْلم)).



وقال الحسَنُ: حَمَلةُ القرآنِ ثلاثةُ نَفَرٍ:

رجلٌ اتخذه بضاعةً يَنْقُله من مِصْرٍ إلى مِصْر؛ يَطْلُبُ به ما عندَ الناس.



ورجلٌ حَفِظ حُروفه، وضيَّع حُدُوده، واستدَرَّ به الوُلاة، واستطال به على أهل بلده، وقد كثُر هذا الضَّرب في حَملة القرآن - لا كَثَّرَهم الله - عزَّ وجلَّ.



ورجُل قرأ القرآن، فوضع دواءه على داءِ قَلبه، فسَهِر ليلَته، وهَمَلت عَيْناه، وتَسَرْبل الخُشوعَ، وارتدى الوَقار، واستَشعر الحُزن، ووالله لَهذا الضَّربُ من حمَلة القُرآن أقلُّ من الكِبْريت الأحمر، بهم يَسْقي الله الغَيْث، ويُنْزِّل النَّصر، ويَدْفع البَلاء.



4 - القرآن والخشوع:

ذكرَ في "روحِ المعاني": أنَّه قِيلَ لها - رضي الله عنها -: إنَّ قومًا إذا سمعوا القرآن صعقوا، فقالت: القرآن أكرم من أن يسرق منه عقول الرِّجال، ولكنه كما قال الله تعالى: ﴿ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 23].



وكثيرًا ما يكون لضعف تحمُّل الوارد، وبعض المتصنِّعين يفعله رياء.



وعن ابن سيرين أنَّه سئل عمَّن يسمع القرآن فيصعق، فقال: ميعاد ما بيننا وبينهم أن يجلسوا على حائطٍ فيُقرأ عليهم القرآن من أوَّله إلى آخره، فإن صُعِقوا، فهو كما قالوا!



5 - المنازعة والصِّياح:

قالت - رضي الله عنها - في يوم الجمل، وسَمِعَتْ منازعةَ أصحابِها وكثرةَ صياحِهِم: المنازعةُ في الحربِ خوَرٌ، والصِّيَاحُ فيها فشلٌ، وما برأييخَرَجْتُ مع هؤلاء.



6 - من يعمل بِمَساخط الله:

كتبت عائشةُ إلى معاويةَ:

أمَّا بعدُ، فإنَّه مَنْ يعملْ بمسَاخِطِ الله؛ يَصِرْ حامدُه مِنَ النَّاسِ ذامًّا له، والسلام.



وقالت - رضي الله عنها -: من أسخطَ النَّاسَ برضى الله، كفاه النَّاسَ، ومن أرضى النّاسَ بسخط الله، وكَلَه الله إلى النَّاس.



7 - الإحسان:

عن عائشةَ - رضي الله تعالى عنها - قالت: جُبِلَتِ القلوبُ على حُبِّ مَنْ أحسنَ إليها، وبُغْضِ من أساءَ إليها.



8 - أفضل العبادة:

قالت - رضي الله عنها -: إنَّكم لتغفلون عن أفضلِ العبادةِ: التَّواضع.



9 - مكارم الأخلاق:

قالت - رضي الله عنها -: "مَكارمُ الأخلاقِ عشرة: صِدْق الحديث، وصدق البأس في سبيل الله، وإعطاء السَّائل، ومكافأة الصَّنيع، وصلة الرَّحم، وأداء الأمانة، والتذمُّم للجار، وقِرى الضيف، والتذمُّم للصاحب، ورأس ذلك الحياء".



التذمُّم: حفظ الذِّمَام والحُرمة والعهد.



10 - الكفّ عن الذنوب:

قالت: مَن سرَّهُ أن يسبق الدَّائبَ المجتهد، فلْيكفَّ نفسَه عن الذُّنوب[10].

وقالت: أقِلُّوا من الذنوب؛ فإنَّكم لن تلقوا الله - عزَّ وجلَّ - بشيءٍ أفضل من قلَّةِ الذنوب.



11 - الجبن والفرار:

قالت: إنَّ لله خلقًا قلوبُهم كقلوب الطَّير، كلما خفقَت الرِّيح خفقَتْ معها، فأفٍّ للجُبناء! أفٍّ للجبناء!



12 - مِن وصاياها للنِّساء:

قالت: "يا معشر النِّساء، اتقين الله ربَّكُنَّ، وبالِغْنَ في الوضوء، وأقِمْن صلاتكنَّ، وآتين زكاتكنَّ طيبةً بها نفسُكنَّ، وأطِعْن أزواجكنَّ فيما أحببتُنَّ أو كرهتنَّ".

وقالت: "خليفة الله على المرأة زوجُها، فإذا رضي عنها زوجُها، رضِيَ الله عنها، وإذا سخط عليها زوجها، سخط الله عليها وملائكتُه؛ لأنَّها تَحْمل زوجها على ما لا يحلُّ لها".

وقالت: "مِن حقِّ الزوج على المرأة: أن تَلْزمَ فراشَه، وتتجنَّبَ سخطَه، وتتبَّع مرضاته، وتوفِّر كَسْبَه، ولا تعصِي له أمرًا، وتحفظه في نفسِها، ولا تخونه في فرجِها، وإذا فعلت ذلك كانت في الجنَّة".



13 - نصيحة:

"يا بَنِيَّ، لا تطلبوا ما عند الله مِن عند غير الله بما يسخط الله".



14 - البلاغة منذ الصِّغر:

قالت - رضي الله عنها -: "رَوُّوا أولادَكم الشِّعر، تعذُبْ ألسنتُهم".

وكانت تقول - رضي الله عنها -: "الشِّعر منه حسَن ومنه قبيح، خذ بالحسن ودَع القبيح، ولقد رويتُ من شعر كعب بن مالك أشعارًا، منها القصيدة فيها أربعون بيتًا، ودون ذلك".

وقالت - رضي الله عنها -: "ترَوَّوْا شِعْر حُجَيَّة بن المُضَرّبِ[11]؛ فإِنه يُعين على البِرِّ".



وقال حجيَّةُ بن المضرب في أبياتٍ له:



إِذَا كُنْتَ سَآَّلاً عَنِ المَجْدِ وَالعُلا

وَأَيْنَ العَطَاءُ الجَزْلُ وَالنَّائِلُ الغَمْرُ




فَنَقِّبْ عَنِ الأُمْلُوكِ، وَاهْتِفْ بِيَعْفُرٍ

وَعِشْ جَارَ ظِلٍّ لاَ يُغَالِبُهُ الدَّهْرُ




أُولَئِكَ قَوْمٌ شَيَّدَ اللهُ فَخْرَهُمْ

فَمَا فَوْقَهُ فَخْرٌ، وَإِنْ عَظُمَ الفَخْرُ




أُنَاسٌ إِذَا مَا الدَّهْرُ أَظْلَمَ وَجْهُهُ

فَأَيْدِيهِمُ بِيضٌ وَأَوْجُهُهُمْ زُهْرُ




يَصُونُونَ أَحْسَابًا وَمَجْدًا مُؤَثَّلاً

بِبَذْلِ أَكُفٍّ دُونَهَا المُزْنُ وَالبَحْرُ




سَمَوْا فِي المَعَالِي رُتبَةً فَوْقَ رُتْبَةٍ

أَحَلَّتْهُمُ حَيْثُ النَّعَائِمُ وَالنَّسْرُ




أَضَاءَتْ لَهُمْ أَحْسَابُهُمْ فَتَضَاءَلَتْ

لِنُورِهِمُ الشَّمْسُ المُنِيرَةُ وَالبَدْرُ




ولَوْ لاَمَسَ الصَّخْرَ الأَصَمَّ أَكُفُّهُمْ

أَفَاضَ ينَابِيعَ النَّدَى ذَلِكَ الصَّخْرُ




وَلَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ البَسِيطَةِ مِثْلُهُمْ

لِمُخْتَبِطٍ عَافٍ لَمَا عُرِفَ الفَقْرُ




شَكَرْتُ لَكُمْ آلاَءَكُمْ وَبَلاَءَكُمْ

وَمَا ضَاعَ مَعْرُوفٌ يُكَافِئُهُ شُكْرُ








قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في عمرِو بن الأهتَم لمَّا أعجبه كلامُه: ((إنَّ مِن البيان لَسِحْرًا)).



وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ من الشِّعر لَحِكْمة)).



وقال عمرُ بن الخطَّاب - رضي الله عنه -: "أفضلُ صِناعات الرَّجل الأبياتُ من الشِّعر، يُقدِّمها في حاجاته؛ يَستعطف بها قلبَ الكريم، ويستميل بها قلب اللَّئيم".



وقال عبدُالملك بن مروان لِمُؤدِّب ولده: "رَوِّهم الشِّعر؛ يَمْجدوا ويَنْجدوا"، وبعث زيادٌ بولده إلى معاوية، فكاشَفَه عن فنونٍ من العِلم، فوجده عالِمًا بكلِّ ما سأله عنه، ثم استنشده الشِّعر، فقال: "لم أَرْوِ منه شيئًا"، فكتب معاويةُ إلى زياد: "ما منَعك أن تُرَوِّيه الشِّعر؟ فوالله إنْ كان العاقُّ لَيَرْويه فَيبَرُّ، وإن كان البخيل لَيَرْويه فيسخُو، وإن كان الجبان لَيَرْويه فيُقاتِل".



15 - السجع المتكلَّف:

قالت - رضي الله عنها - للسَّائب: "إيَّاك والسَّجْع؛ فإنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابه كانوا لا يسجعون".



والمقصود بالسجع المنهيِّ عنه هو السجعُ المذمومُ المُتكلَّف، الصادِرُ من نحوِ الكُهَّان وبعضِ المتحذلقين.



وهذا بخلاف السَّجع الجميل الذي تجده في السُّنَّة النبويَّة؛ مثال ذلك قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - داعيًا: ((اللهم إنِّي أعوذُ بك من علمٍ لا ينفع، وقلبٍ لا يخشع، ونفسٍ لا تَشْبع، ودعاءٍ لا يُسمَع، ومِن هؤلاءِ الأربع)).



16 - مالُ اليتيم:

قالت: "مالُ اليتيم عُرة، لا أُدخله في مالي، ولا أَخلِطُه به".



17 - النكاح رِقٌّ:

قالت عائشة: النِّكاح رِق، فلْيَنظر أحدُكم عند من يُرِقُّ كريمتَه.

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أوصيكم بالنِّساء؛ فإنهنَّ عندكم عَوانٍ))؛ يعني أسيرات.



18 - في مدح الفاروق:

كانت عائشةُ - رضي الله عنها - إذا ذُكِر عمر قالت: "كان والله أحوزيًّا نسيجَ وحدِه، وقد أعدَّ للأمور أقرانَها".

وقالت عنه: "إنّه بخع الأرضَ، فقاءَت أكلَها".

وقال المغيرة بن شعبة: "ما رأيت أحدًا هو أحزمُ من عمر، كانَ والله لهُ فضلٌ يمنعه أن يَخْدَع، وعقلٌ يمنعه أن يُخْدَع".

وقال عمر عن نفسه: "لست بخِبٍّ، والخِبُّ لا يخدعني".



19 - عن وفاته - صلَّى الله عليه وسلَّم -:

وقالت عائشة: "تُوفِّي رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بين سَحْري ونَحري، فلو نَزل بالجِبال الرَّاسيات ما نَزل بِأَبِي لهدَّها؛ اشرأبَّ النِّفاق، وارتدَّت العرب، فوالله ما اختلَفوا في لفظةٍ إلاَّ طار أبي بحظِّها وغنائها في الإسلام".



20 - الرضا عن النفس:

قالَ رجلٌ لعائشة - رضي الله عنها -‏:‏ يا أمَّ المؤمنين، متى أعلم أنِّي مسيء‏؟‏ قالَت‏:‏ "إذا علمتَ أنَّك محسن"‏.‏



21 - عن الزهد:

ورأت مرَّةً رجلاً متماوِتًا، فقالت: "ما هذا؟"، فقالوا: زاهد، قالت: "قد كان عمرُ بن الخطاب زاهدًا، وكان إذا قال أسمَعَ، وإذا مشى أسرَع، وإذا ضرب في ذات الله أوجَع".

ورأى عمرُ رجلاً متماوتًا، فقال: "لا تُمِتْ علينا ديننَا، أماتك الله تعالى".

ورأى رجلاً مُطَأطئًا رأسَه، فقال: "ارفع رأسَك؛ فإنَّ الإسلام ليسَ بمريض".



22 - نصيحة:

عن عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - أنَّ عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كنْ لِما لم تَرْجُ أرجى منك لما ترجو؛ فإنَّ موسى بن عمران خرج يقتبس نارًا، فرجع بالنبوَّة".



وقال الشاعر:



كُنْ لِمَا لاَ تَرْجُو مِنَ الأَمْرِ أَرْجَى

مِنْكَ يَوْمًا لِمَا لَهُ أَنْتَ رَاجِي




إِنَّ مُوسَى مَضَى لِيَقْبِسَ نَارًا

مِنْ ضِيَاءٍ رَآهُ وَاللَّيْلُ دَاجِي




فَأَتَى أَهْلَهُ وَقَدْ كَلَّمَ اللَّ

هَ وَنَاجَاهُ وَهْوَ خَيْرُ مُنَاجِي




وَكَذَا الأَمْرُ رُبَّمَا ضَاقَ بِالْمَرْ

ءِ فَيَتْلُوهُ سُرْعَةُ الإنْفِرَاجِ








23 - الأجر والنَّصَب:

قالت - رضي الله عنها -: "إنَّما أجرُك على قدرِ نصَبِك".



فصل


نماذج لبعض خُطَبِها العصماء - رضي الله عنها - مع شرح غريب الكلمات




1 - خطبة السيّدة عائشة - رضي الله عنها - والتي قالتها في أبيها الصِّدِّيق - رضي الله عنه -:

بلغَ أمَّ المؤمنين - السيدة عائشةَ - رضي الله عنها - أنَّ قَوْمًا يَنالون من أبيها، فأرسلتْ إلى أَزْفَلَةٍ من الناس، فلمَّا حضروا، أسدلَتْ ستارَها، وعلَتْ وِسادَها، ثم قالتْ:

"أبي، وما أَبِيه، أبي واللهِ لا تَعْطُوه الأيدي، ذاكَ طَوْدٌ مُنِيفٌ، وظلٌّ مديدٌ، هَيهاتَ، بَعُدَت الظُّنون! أنجَحَ واللهِ إذْ أَكْدَيْتُم، وسَبق إذْ وَنَيْتُم سَبْقَ الجوادِ إذا استولَى على الأَمَد، فتى قُريشٍ ناشِئًا، وكَهفُها كَهْلاً، يَرِيشُ مُملِقَها، ويرأَبُ شَعْبَها، ويَلُمُّ شَعْثَها، ثمَّ استَشْرى في دِينه، فما بَرِحَتْ شَكيمتُه في ذاتِ الله، حتَّى اتَّخَذ بفِنائه مَسجِدًا، يُحْيِي فيه ما أماتَ المُبْطِلون، كان واللهِ غَزيرَ الدَّمعة، وَقِيذَ الجَوانِحِ، شَجِيَّ النَّشِيجِ،فَأَقْصَفَتْ عليهِ نسوانُ أهْلِ مكَّةَ ووِلْدانُهم، يسخَرون مِنه، ويستَهْزِئون به؛ ﴿ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [البقرة: 15]، وأَكْبَرَتْ ذلكَ رِجالاتُ قُرَيْشٍ، فحَنَتْ قِسِيَّها، وفَوَّقَتْ سِهامَها، وامْتَثلَتْه غرَضًا، فَمَا فَلُّوا لَه صَفاةً، ولا قَصَفوا له قَناة، ومضى على سِيسائِه، حتى إذا ضَرب الدِّينُ بجِرانه، ورَسَتْ أطوادُه، ودَخل النَّاسُ فيه أَفْواجًا، ومِنْ كُلِّ فرقةٍ أرسالاً وأَشياعًا، اختارَ الله لنبيِّهِ ما عِندَه، فَلمَّـا قَبض اللهُ نبيَّه، اضْطرَب حَبْلُ الدِّينِ، ومَرَج عَهْدُه، وماج أهْله، وبغِيَ الغوائل، ونصبت الحبائل، وظنَّتْ رجالٌ أنْ قد أكثب نهزها، ولاتَ حين الذي يظنُّون، وأنَّى والصِّديق بين أظْهُرهم؟ فقام حاسرًا مشمِّرًا، فرفع حاشيتَيْه، وجمع قَطْرَيْه، ولَمَّ شعْثه بطبِّه، وأقامأوَدَه بثِقافه، حتى امْذَقر النِّفاق بِوَطْئه، فلمَّاانْتاش الدِّين فنعشه، وأراحَ الحقَّ على أهْلِه، وقرَّرالرؤوس على كواهلها، وحقن الدِّماء في أهَبِها، حضرَتْهمنيَّتُه، فسدَّ ثُلْمته بِنَظيره في المَعْدلة، وشقيقه فيالسِّيرة والمَرْحمة؛ ذاك ابن الخطَّاب، لله دَرُّ أمٍّ حفلَتْله، ودرَّتْ عليه، وأوْحدَتْ به، ففتح الكَفَرةَودنَّخها، وشرد الشِّرْك شذرَ مذر، وبخعَ الأرْضفنخَعها، حتى قاءَتْ أُكلها، ولفظَتْ خَبيئها، ترْأمه ويصدُّ عَنْها، وتَصدَّى له ويَأْباها، ثم ظعن عنْها على ذلك، فأَروني ما تَرتَؤون، وأيَّ يوْمَيْ أبي تَنْقمون؟ أيوم مقامه إذْ عدَل فيكم، أم يوم ظعْنِه إذْ نظر لَكم؟

أقول قَوْلي هذا، وأستَغْفر الله لي ولكم".



ثم أقبلَتْ على الناس بِوَجْهها، فقالتْ: "أَنْشدكم الله؛ هل أنكَرتُم مماقلتُ شيئًا؟" قالوا: "اللَّهم لا".



معاني بعض المفردات:

اختصرتهُا من شرحِ أبي بكر بنِ الأنباريِ - رحمَه الله -:



المفردة

المعنى

المفردة

المعنى

الأَزفَلة

الجماعة

الطَّود

الجبل

أَكْدَيْتُم

خِبتم

وَنَيتم

فَتَرتُم وضَعُفتم

الأمد

الغاية

يَريشُ

يعطي ويفضِّل

المُملق

الفقير

يَرأَبُ

يجمع ويلأم

الشعبُ

المتفرق

استشرى

احتدَّ وانكمش

فما بَرِحَت

فما زالت

الشكيمة

الأنَفة والحمية

الوقيذ

العليل

الشَّجِي

الحزين

النشيج

صوت البكاء

أقصَفَت

انثَنَت

وامتثلت

مثلته ونصبته

الغَرَض

ما يُقصد في الرمي

فَلُّوا

كسروا

الصَّفاة

الصخرة الملساء

على سِيسائِه

على شِدَّته

الجِران

الصَّدر

ورَسَت

ثبتت

مَرَجَ

اختلط

ماج أهله

اضطربوا وتنازعوا

بَغِي الغوائل

طُلِبَت له البلايا التي تُضعفه

أَكثَب

اقترب

نهزَها

الاختلاس للشيء

لات حين الذي يظنون

ليست الساعة حين ظَفرهم

رفع حاشيتيه وجمع قَطْريه

بحزم في الأمور وجِدٍّ، وتأهَّب وتشمَّرَ لنُصرة الدِّين، والقطر: الناحية

الطِّب

الدواء

الأَوَد

العِوَج

الثِّقاف

تقويم الرماح وغيرها

امذَقرَّ

تفرّق

انتاش الدين

أزال عنه ما يُخاف عليه

نَعَشَه

رفَعَه

أراح الحق على أهله

أعاد الزكاة التي منعتها العرب

قرّر الرؤوس على كواهلها

أيْ: وقى المسلمين القتل

حقن الدماء على أهبّها

أي رفع القتال عن المسلمين

لله درّ أمّ حفلت به

جمَعت اللبن لرضاعه، والشاة المُحَفَّلَة: التي يُجمع لبنها في ضَرعها

أوحدت به

جاءت به منفردًا لا نظير له

ففتح الكفرة

غنم بلاد الكفّار

دنَّخها

أذلَّها وصغَّرها

بخع الأرض

شقَّها

نخعها

استقصى عليها

قاءت أكلها

جُبي خَرَاجها، وأخرجت خيراتها وثمراتها

ترأمه

تعطف عليه

تصدَّى له

تَعْرِضُ له







2 - خطبتها بعد وفاة أبيها:

لما قُبِضَ أبو بكر ودُفن، قامت على قبره، وقالت:

"نضَّر الله يا أبَتِ وجهك، وشكر لك صالح سعْيِك، فلقد كنت للدُّنيا مذلاًّ بإدبارك عنها، وللآخرة معزًّا بإقبالك عليها، ولئن كان أعظمَ المصائب بعد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رُزْؤك، وأكبر الأحداث بعده فَقْدك؛ فإنَّ كتاب الله - عزَّ وجلَّ - ليَعِدُنا بالصَّبر عنك حُسْن العوض منك، وأنا مُتَنجِّزةٌ من الله موعودَه فيك بالصبر عليك، ومُستعينته بكثرة الاستِغْفار لك، فسلام الله عليك، توديع غير قاليةٍ لحياتك، ولا زاريةٍ على القَضاء فيك".



متنجِّزةٌ: أيْ: سائلةٌ إنجازَهُ موعودَه - عزَّ وجلَّ - في الصبرِ على البلاء.

غير قالية، ولا زارية: غير مبغِضة، ولا عائبة.


يتبع






__________________

من مواضيع فريق منتدى الدي في دي العربي

فريق منتدى الدي في دي العربي متواجد منذ قليل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
أخر الموضوعات
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة روايدا
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة shqawe

استطلاع
ما هى الاقتراحات التى تريد أن تقدمها لتطوير خدمات و تصميم شبكة عالم الانترنت
هذا التصويت مفتوح (مرئي) للجميع: كافة الأعضاء سيشاهدون الإختيار الذي قمت بتحديده ، فيرجى الإنتباه إلى هذه النقطة .

إعلانات
فيسبوك

إدعموا منتدى الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::حديث نبوي صحيح::

إدعموا الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::

فيسبوك

لوحة اعلانية
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت :: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت :: للإعلان :: واتس 00201558343070 بريد إلكتروني [email protected] أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php للتواصل عبر الواتس https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j


تنبيه للاعضاء تود إدارة المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.


الساعة الآن 04:48 AM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha

هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Developed By Marco Mamdouh
Please seek an excuse for DVD FORUM it is not responsible for the coming of topics by members and put the responsibility entirely on the subject's owner , DVD FORUM is open forum for members to put different subjects in striving for a review of topics, according to general laws for the protection of property . If there are any company or institution has a problem with one of the topics, please contact us. DVD FORUM is not responsible for any topics written within the forum. Only the author of the topic bears full responsibility for the topic he submitted. If you encounter any problem arises in the content, please email us

Security team

DMCA.com Protection Status

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1

All Rights Reserved WaelDesign © 2010/2011

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303