تبرعوا تبرعك ينقذ حياة للتواصل واتس 00201098455601
دعوة للإنضمام لأسرتنا
لن يستغرق سوى ثوان معدوده _ لن تكتمل سعادة منتدى برامج نت الا بانضمامك اليها

اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني



هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

    

قلعه برامج نت للشروحات    برامج مجانيه 

شرقية سات من اكبر منتديات الدش والريسيفرات وكروت الستالايت والشيرنج


العودة   منتديات برامج سات برامج نت Braamj Sat > برامج نت > الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic

الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamic المواضيع المميزه بالمنتديات الإسلامية منتدى العلوم الشرعية منتدى السيرة النبوية الشريفة منتدى التاريخ الإسلامي منتدى المرأة المسلمة روضة المنتديات الإسلامية بإشراف zoro1 , messaide saadne , عبد العزيز شلبي nadgm ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين


آخر 30 مشاركات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-18-2016, 07:02 AM   #1
فريق منتدى الدي في دي العربي
مشرف ♥ ♥ برامج سات برامج نت مراقب من خلاله
 
الصورة الرمزية فريق منتدى الدي في دي العربي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: عمان الاردن
المشاركات: 95,289
معدل تقييم المستوى: 104
فريق منتدى الدي في دي العربي is on a distinguished road
افتراضي جثث حية (قصة)
انشر علي twitter

جثث حية (قصة)
محمد كساح







اعتاد الحاج أبو عطا الذي بلغ السنة الخامسة والخمسين من خريف عمره التجوُّلَ يوميًّا في البلدة (س)، التي تقع ضمن الريف الغربي لدمشق.

كان يخرج من بيته كل صباح فيتمشَّى مشيته البطيئة التي غدا معروفًا بها لدى أبناء بلدته، ويزور إخوانه ومعارفه، ويستطلع أنباء الناس، ويتعرف على أحوالهم، وكان يفعل ذلك مرة أخرى عند حلول المساء، اعتاد هذه الحال منذ أكثر من مائتي يوم، وهو يطابق تاريخ حصار البلدة وحشر أربعين ألفًا من أبنائها بين جدرانها دون غذاء أو دواء.
أهلًا أبو عطا، كيف الحال؟

صاح أحد الجيران ويُدعى "أبا معروف" بعد أن لمح الحاج من نافذة بيته:
الحمد لله.. تمام، عال العال.

ردَّ الحاج أبو عطا، ثم سكت قليلًا، وأردف قائلًا:
انزل لنسلِّم عليك، إن لم يكن هنالك ما يشغلك!
وماذا يشغلني في هذه الأيام يا سيِّدي؟ من يسمعك يظن أن لدي أعمالًا كثيرة متراكمة بعضها فوق بعض.
قلت في نفسي: ربما أكون أزعجتك!
لا تقل ذلك يا حاج "أبو عطا"، أنت صديقي منذ الطفولة، على كل حال انتظر قليلًا سوف أنزل إليك، وسأحضر معي هدية بسيطة لولدك الصغير مصطفى.

نظر الحاج حواليه فرأى دكَّةً مُعدَّةً للجلوس بالقرب من بيت صديقه أبي معروف فجلس عليها.

وبعد لحظات كان أبو معروف قد نزل من بيته، فصافح الحاج، وجلس الاثنان يتحدثان حديثهما المعتاد الذي تكرَّر بحذافيره صيغةً ومضمونًا العشرات والعشرات من المرات.

كيف حال مصطفى؟ هل تحسَّن قليلًا؟
آمل أن يستردَّ بعض عافيته وصحته؟

فرد أبو عطا الذي بدت عليه علامات اليأس مشوبة بنوع من الحزن المكبوت:
إن حالته تزداد سوءًا يا صاحبي، الحصار لم يُبقِ لدَينا حبَّةَ أرز واحدة لنُطعمه إياها، ما هي إلا المياه المغلية مع البهارات.
لا حول ولا قوة إلا بالله! ماذا نفعل؟ وأنا والله ليس لديَّ شيء أقدمه لك، الحصار أكل الأخضر واليابس، ومائتا يوم كفيلة بنفاد كل شيء.
لقد زاره الطبيب البارحة، واطَّلع على حاله.
وماذا قال لك الطبيب؟ آمل أن يكون بخير!

استنشق أبو عطا الهواء بمنخريه ثم زفر كالمصاب بالحمَّى، فتطلع إليه أبو معروف بنوع من الشفقة والحزن، لقد كان يرثي لحال صديقه، ويودُّ لو يواسيه بشيء ما، أي شيء يؤكل، آه لو أن بإمكانه أن يقدم له شيئًا يشدُّ من عضد ابنه ويُحسِّن حالته! ولكن...

وتذكر أبو معروف الشيء الذي أحضره للحاج فقدمه له وابتسامة الرضا تلوح على وجهه
ما هذا؟ قطعة تمر!
من أين حصلت عليها يا أبا معروف؟

اليوم كنت أبحث في خزانة المطبخ فوجدتها على أحد الرفوف، وأحببت تقديمها لابنك مصطفى، إنه لم يتذوق طعامًا حلوًا منذ أشهر!

شكرًا لك، لا تعلم يا صاحبي كم هي مأساتي كبيرة، إن ابني لم يذق طعامًا منذ عشرة أيام، اليوم صباحًا سقيته كأسًا من الماء المغلي بالبهارات لتُكسبه شيئًا من الطاقة، أنت لا تتصور مقدار الحزن الذي يعتصر قلبي وأنا أُكلِّمك عن فلذة كبدي، لقد قال لي الطبيب: إنه يعاني من سوء امتصاص، وعلمت منه أن حالته متدهورة جدًّا، للأسف، وقد لا يعيش...

وهنا انهمرت دموع الحاج أبي عطا على خدَّيه، فارتبك أبو معروف الكهل ذو الشعر الأبيض واللباس الأنيق والذقن الحليقة، ثم صاحب القلب الطيب والمرهَف الإحساس.

هدئ من روعك، وكلها لله، إنه لن ينساك، وابنك سوف يَعيش بإذن الله، خذها مني يا صاحبي إنه سيعيش.

حسبنا الله ونعم الوكيل، ما باليد حيلة... أنا سأُتابع جولتي، هل تريد مني شيئًا؟

قال ذلك وهو يقوم من مجلسه وينفض ما علق من تراب المصطبة عن ثيابه.

في أمان الله.
قال أبو معروف وبقي جالسًا على حالته تلك يتابع بنظرات يَملؤها الحزن والأسى صديقه الحاج وهو يتمشى متمهل الخطى واضعًا يديه وراء ظهره.

بعد زيارة الطبيب لابنه اسودَّت الدنيا في عيني أبي عطا، ولم يعد بإمكانه التحدُّث سوى عن ابنه المصاب بسوء الامتصاص، والمعرَّض للموت في أي لحظة.

كان يمشي كالتائه، بعينين حزينتين غائرتين، ووجه مغضن مملوء بالأخاديد، لقد كبره الحصار عشرة أعوام، بينما زاده كلام الطبيب عشرة أعوام أخرى.

والآن كان أبو عطا يتابع جولته الصباحية تلك، نظر حواليه فرأى الناس مختلفة عما كانت عليه في السابق، لقد شاهد حركات بطيئة آلية لأناس غائري العيون نحاف الوجوه، ذوي عظام ناتئة واضحة من تحت الثياب التي بدت فضفاضة وواسعة أكثر مما ينبغي!

ما بال الناس تغيَّرت ملامحها؟

قال في نفسه، ثم أجاب في همس أقرَبَ إلى الصمت:
لعنة الله على الحصار، بل ألف لعنة عليه!

وبصق عن يساره، ثم ارتجف جسده الذي تمشَّى في أوصاله الغضب كتيار الكهرباء مردفًا بصوت مسموع:
ما هذه الحال يا ناس؟ نموت من الجوع ولا أحد يشعر بنا! لا أحد يفك الحصار عنا! ابني اقتربت نهايته وهو يعيش الآن آخر أيامه ولا يهتزُّ جفن أحد؟!

وتوقف أبو عطا عند هذا الحد، ثم صمت متابعًا سيره.

فكَّر وهو يمشي في الحارة المفضية إلى منزله..

ليس هؤلاء الذين يسكنون المدينة بأحياء، إن أحدهم لم يتذوق الطعام منذ عشرة أيام، هؤلاء الذين يعيشون على الماء وعلى أوراق الشجر ليسوا بأحياء، إنهم أموات.

ثم صمت قليلًا كأنه يبحث عن كلمة تفي بتوصيف الحالة التي يتحدَّث عنها، وتُعلن عن المشاعر المريعة التي يحسُّ بها.

إنهم جثث، أجل جثث... لكنها من نوع آخر، ليست كالجثث التي تموت فتُدفن في التراب وترتاح، إنهم أربعون ألف جثة حيَّة!

وفي هذه اللحظة كان أبو عطا قد دخل عتبة البيت، أمسك بالتمرة التي وضعها في جيبه، وخطرت بباله فكرة أن ابنه سيفرح بها، ومن يدري... ربما يشعر ببعض التحسن إن أكلها.

وعندما دخل غرفة الجلوس لمح الحاج أبو عطا هيكلًا عظميًّا ممددًا على سرير في زاوية الغرفة... لقد كان ابنه مصطفى، لكن جو الغرفة كان ملبدًا بغيوم الحزن، مكتظًّا بمشاعر البؤس.

وسرعان ما دق قلب الحاج بشدة..

لقد شعر كأن خطبًا ما حدث في غيابه..

تقدم ناحية ابنه فنظرت إليه أم عطا والدموع تنهمر من عينيها، لم تستطع أن تتفوه بكلمة واحدة، مع أنها حاولت فتح فمها، والتحدث إلى زوجها...

ألقى أبو عطا نظرة على ابنه الشاب الذي كان في مقتبل العمر، وكان كالوردة الناضرة... رحماك يا رب، إنه الآن مجرد هيكل عظمي، مجرد جثة حية!

وبعد لحظات رأى الوالدان ابنهما الذي كان يملأ عليهما جنبات المنزل صخبًا ومرحًا وسعادة، ينظر إليهما بعينيه الغارقتين في جمجمة رأسه، كانتا عينين بائستين موجعتين، كانتا تقولان الكثير عن الظلم الفظيع الذي حاق بصاحبهما، وتحكيان عن فواجعَ وآلام يصعب على المخيلة البشرية تصورها وتخيل تفاصيلها.

وما هي إلا لحظة واحدة حتى فتح مصطفى فمه الذي لم يذق طعامًا مُشبِعًا لأسابيع طويلة، ثم لفظ أنفاسه وغاب في نوم عميق.

لقد أضحى جثة ميتة، ولعل هذا كان أفضل له على كل حال.





__________________

من مواضيع فريق منتدى الدي في دي العربي

فريق منتدى الدي في دي العربي متواجد منذ قليل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

 
أخر الموضوعات
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة zoro1
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة روايدا
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Hosam1000
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة Abo Zayed
- بواسطة shqawe

استطلاع
ما هى الاقتراحات التى تريد أن تقدمها لتطوير خدمات و تصميم شبكة عالم الانترنت
هذا التصويت مفتوح (مرئي) للجميع: كافة الأعضاء سيشاهدون الإختيار الذي قمت بتحديده ، فيرجى الإنتباه إلى هذه النقطة .

إعلانات
فيسبوك

إدعموا منتدى الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::حديث نبوي صحيح::

إدعموا الدي في دي في ترتيب أليكسا :: الدال على الخير كفاعله ::

فيسبوك

لوحة اعلانية
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت :: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت :: للإعلان :: واتس 00201558343070 بريد إلكتروني [email protected] أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php للتواصل عبر الواتس https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j


تنبيه للاعضاء تود إدارة المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.


الساعة الآن 07:14 AM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha

هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Developed By Marco Mamdouh
Please seek an excuse for DVD FORUM it is not responsible for the coming of topics by members and put the responsibility entirely on the subject's owner , DVD FORUM is open forum for members to put different subjects in striving for a review of topics, according to general laws for the protection of property . If there are any company or institution has a problem with one of the topics, please contact us. DVD FORUM is not responsible for any topics written within the forum. Only the author of the topic bears full responsibility for the topic he submitted. If you encounter any problem arises in the content, please email us

Security team

DMCA.com Protection Status

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1

All Rights Reserved WaelDesign © 2010/2011

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303