شفق الصباح
وضعتُ سنَّ قلمي على بداية سطْر صفحة من العمر، فبَكى حِبري؛ لتَذوب صفحاتٌ وصفحات، ليَشتدَّ الموج في مُداعبة قدماي، يَترجَّى تدفُّق الدموع أنْ يقف عند صخرة الذِّكريات؛ لعلَّها تَجد ما يَسرُّها من لوحة الربيع، مَوجٌ يَصرخُ ويتلاطم، كفى لا أحتمل الأنين، ولا الحزن أبقى للمرجان جمالاً، ولا للؤلؤ ضياءً.
حبَّات الرِّمال التي تَقبع في أسفل أعماق البحار، تَموج مع تَموُّج الآه التي تُرافِق الأنفاس المُعذَّبة، الآتية من عَذابات الجِراح.
يا شفَق الصباح، أراك تَغمر جبيني، تُغمِض جَفني، تَغزو صدْري، تأخذ أنفاسي، كأنَّ الصدر لوحةٌ بيضاء تتنعَّم برقَّة النَّسمات.
يا زهرات، رويدًا رويدًا، أَسرتْني بشذَاكِ ورقةُ أوراقك، فُكِّي أَسْري، دعيني أتأمَّل غروب الشمس؛ حتى تنتهي آثار الآلام، أَفرح مثل ذاك الطير الذي يَضرِب بجناحيه قلْب الغروب.
من قلب الربيع كفُّ يدَيَّ في حريَّة؛ اليُمني تريد أن تُحضِر أنوار شروق الشمس، واليسرى تريد أن تأتي بزهور سفْح الجبل الغربي؛ لتجتمع بين أضلعي؛ لتكون مملكة السعادة على مرِّ الزمان.
يا رحمن، يا من أَوجَدتنا من العدم، اجعل السعادة لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، يا من بيدكِ خزائنُ الأرض والسموات، الرحمةَ والمغفرة، والصلاة والسلام على نبي الرَّحمات محمد -صلى الله عليه وسلم.
______________________________ ____________________________
الكاتب:محمد أحمد الزاملي