في يومِ المرأة.. "ليس الذكر كالأنثى"
فيما يُسمى يوم المرأة العالمي الذي يحل في 8/3 من كلّ سنة، تتعالى وتتكاثر الأصوات المطالبة بمساواتها بالرجل، ومن ذلك ما حث إليه العالم الافتراضي "فيسبوك" من المساواة بين الرجل والمرأة عبر دعاية تخرج على جدار كل مشترك فيه.
ولا يقصد بالمساواة إعطائها حقوقها وواجباتها، فهذا قد حفظه وكفله الإسلام لها؛ بل هذا مصطلح يستخدمه أعداء المرأة حيث جعلوا منها أداة لخدمة أهدافهم غير النبيلة، فتعالت صيحاتهم مطالبة بـ:
- تحرير المرأة من القيود الدينية والاجتماعية، وإطلاق حريتها لتفعل ما تشاء.
- مساواة المرأة بالرجل، في أي مجال ترغب فيه أو تهفو إليه نفسها، دون نظر إلى ما ينفعها بوصفها امرأة، لها رسالة خاصة في الحياة.
- أن تعمل المرأة مثل ما يعمل الرجل، تحت أي ظرف وفي أي مجال، لما يتناسب مع طبيعتها الأنثوية وتكوينها الجسمي والنفسي، ولذلك لا يصح لها أن تكون حاكماً (ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، ولا يصح أن تقود جرافة أو أن تكون عامل بناء، كما لا يستطيع الرجل إرضاع أطفاله والعناية التامة بهم.
- مساواة المرأة للرجل في الحقوق المالية، فطالبوا بأن يتساوى نصيبها في الميراث بنصيب الرجل، مع ما في ذلك من مخالفة صريحة لشرع الله، ودون نظر إلى تبعات الرجل المالية من نفقة وغيرها، مما يتناسب مع زيادة نصيبه في الإرث، والناظر في الميراث وتقسيمه يتبين مدى الحكمة والعدل في أن يكون (للذكر مثل حظ الأنثيين).
ومن يتأمل هذا المصطلح "المساواة" يجد أنه ظالم للمرأة، وخير حافظ لحقوقها ومكرم لها هو مصطلح "العدل"، والعدل لا يعني المساواة. ومن هنا لم ينادِ القرآن أبداً بالمساواة، فلم يقل إن الله يأمر بالمساواة؛ بل قال "إن الله يأمر بالعدل".
ومن الأحاكم المعروفة في الإسلام أن للرجل يختلف عن المرأة بفي القوامة، والميراث، واللباس، ومن الفوارق أيضاً:
أن الرجل يتزوج أربع نسوة، والمرأة ليس لها إلا زوج واحد. وأن الرجل يملك الطلاق ويصح منه، ولا يصح منها الطلاق ولا تملكه .وأنه يتزوج من الكتابية، والمرأة المسلمة لا تتزوج إلا مسلماً .وأن الرجل يسافر بلا زوجة أو أحد من محارمه، والمرأة لا تسافر إلا مع محرم. وهي تلبس الحرير والذهب، ولا يلبسه الرجل.
لقد جاء الإسلام بقيم ومبادئ تحفظ المرأة وتصونها؛ كانت رقيقة في الجاهلية فحررها الإسلام، وكانت تدفن في التراب فكرمها الإسلام، ثم جاء الغرب اليوم ليدفنها من غير تراب. ينادي بالمساواة، التي في الظاهر تضمن حقوقها، ولكنه يظلمها ويدفنها، ويستخدمها كسلعة توضع عارية على الدعايات، فحذار من مثل هذه المصطلحات "المساواة" التي فيها من المضامين الخبيثة ما فيها، وخير للمرأة في حياتها ومعادها، أن تتبع الإسلام لا سواه، بكل تفاصيله الموافقة للهوى والمخالفة.
صالح الشناط