دراسة سلوك حيوان السرقوط
e3arabi - إي عربي – دراسة سلوك حيوان السرقوط
لا يزال عالم الحيوان يزخر بالعديد من السلوكيات الرائعة التي لطالما كانت خفيّة لسنوات طويلة، وتعتبر الثدييات من أكثر الحيوانات التي كان لها التأثير الكبير على حياة الإنسان نظراً إلى حجمها المشاهد أكثر من الحيوانات الأخرى كالزواحف والأسماك ومدى الاستفادة منها، وعلى الرغم من ذلك هناك ثدييات لا يمكن لنا رؤيتها إلا في أماكن بعينها مثل حيوان السرقوط متوسط الحجم، فأين يتعايش حيوان السرقوط، وما هي أبرز السلوكيات الخاصة به؟
أبرز السلوكيات الخاصة بحيوان السرقوط
1. سلوك حيوان السرقوط في التعايش
يتعايش حيوان السرقوط في الأماكن الصحراوية الجافة أو شبه الجافة في الجزء الجنوبي من القارة الأفريقية، وهي حيوانات ثدية متوسطة الحجم تمتاز بفرائها البني ولون الوجه الأبيض تقريباً وفراء العين والأذنين الأسود، وهي تمتاز بطول يصل لغاية خمسة وثلاثين سنتيمتر باستثناء الذيل الذي قد يصل طوله لغاية خمسة وعشرين سنتيمتر.
يعتبر حيوان السرقوط من الحيوانات الذكية جداً التي تعيش ضمن نطاق عائلي فريد من نوعه، فهي حيوانات تعيش على شكل مجموعات متآلفة جداً يتراوح عدد أفرادها ما بين خمسة وثلاثين فرداً يكون الذكر هو المسيطر عادة، وهي حيوانات تعيش عادة في جحور تقوم بحفرها مستخدمة خالبها القوية التي تنتهي بمقدمة الأصابع الخمسة، وهي قادرة في الوقوف على القدمين الخلفيتين بصورة مذهلة بحيث يمتشق الجسد وكأنه دبّ يقف على قدميه.
2. سلوك حيوان السرقوط في التواصل
يمتاز حيوان السرقوط كما يصفه البعض بأنه من الحيوانات القوية التي تستشعر بوجود الخطر، حيث تعتبر النسور وحيوان ابن آوى من الحيوانات التي تهدّد حياتها بصورة غير اعتيادية، لهذا فإنّ حيوان السرقوط من الحيوانات التي يمكن لها حماية نفسها من خلال مراقبة ما حولها بصورة مستمرة من خلال أحد أفراد المجموعة، حيث تكون الوظيفية مستمرة ولا بد من تنبيه باقي أفرد المجموعة في حال تمّ مشاهدة أي خطر داهم.
تطلق حيوانات السرقوط أصوات خاصة بها تساعدها على حماية المجموعة من المخاطر التي قد تتعرض لها، حيث أنه تم رصد أكثر من عشرة أصوات خاصة بها تشير إلى سلوكيات تتعلّق بالمحاذير أو المخاوف المحتملة، حيث تقوم السراقيط عادة بالدخول إلى جحورها في محاولة حماية أنفسها من خطر الحيوانات المفترسة، كما وتستخدم حيوانات السرقاط أصواتها للتواصل مع الإناث او مع أفراد الأسرة بصورة خاصة، وهي عادة ما تكون مصطفة كأسرة واحدة تشير إلى وجود ألفة فيما بينها.
3. سلوك حيوان السرقوط في الحصول على الغذاء
يعتبر حيوان السرقوط من الحيوانات الثدية التي تنتمي إلى فصيلة الحيوانات الصيّادة، فهي من الحيوانات التي يمكن لها صيد القوارض مثل الجرذان والفئران والحشرات الصغيرة والصراصير، ويمكن لها التهام الأفاعي الصغيرة والعقارب بسهولة تامة، وهذا الأمر يعتمد على قوتها وسرعتها وقدرتها على التهام الحيوانات الصغيرة للحصول على وجبة غذائية جيدة، وهي عادة ما تحاول الحصول على وجبتها أثناء أوقات النهار وهي الفترة التي تنشط فيها هذه الحيوانات القوية.
في الختام يعتبر حيوان السرقوط من الحيوانات الثدية التي لا تتواجد إلا في جنوب القارة الأفريقية في الأماكن الصحراوية وشبه الصحراوية، وهي حيوانات ذكية للغاية تمتاز بشكلها وقدرتها في الوقوف على أقدامها الخلفية وشدّ أجسادها بصورة مذهلة، وهي حيوانات اجتماعية تعمل وفقاً لنظام رائع في حماية نفسها من خطر الحيوانات المفترسة.
4. سلوك حيوان السرقاط في التكاثر
يعتبر حيوان السرقاط من الحيوانات التي تتكاثر بالولادة، فهي تتزاوج بعد منافسة شديدة بين الذكور للحصول على الأنثى التي يتم التواصل معها من خلال إطلاق بعض الأصوات الخاصة التي يتم تجاذبها بين الطرفين للدلالة على الموافقة أو الرفض، حيث تضع أنثى حيوان السرقوط ما بين اثنين وأربعة صغار بعد أن تحمل بهم لفترة قد تصل لغاية أحد عشر أسبوعاً، وفي هذه الحالة تتم رعاية الصغار من قبل كلا الأبوين.
في الختام بعد أن تتم عملية إرضاع الصغار والعناية بهم كونهم يولدون وهم عمي تماماً، يتم تركهم للبدء في حياة جديدة حيث يصبح الصغار قادرين على التكاثر بعمر أحد عشر شهراً، وينظمون إلى الأسرة التي قد وجدوا فيها بصورة رائعة، ويعتبر الغذاء من المشاكل الرئيسية التي تواجه الأسرة عادة كون الأماكن التي تعيش فيها هذه الحيوانات هي أماكن يشحّ فيها الغذاء وخاصة في مواسم القحل الشديدة، وفي تلك الحالة تصبح المنافسة بين أفراد المجموعة شديدة للغاية للحصول على السيادة أو على أماكن خاصة بالصيد.