صلاة الحاجة بين التوسل المشروع وبين أصل المنع إلا بدليل:
يتناقل بعض الإخوة الإنكار على ما يعرف في كتب أهل العلم بصلاة الحاجة وأنه لا يصح فيها حديث، وقبل نقل الإنكار فيها لا بد من الإحاطة بجوانب الموضوع جميعها، وقد لا يتنبه الناقل إلى أن طريقة نقله قد توقع لبسا لعل من ضعف أحاديثها من بعض الأئمة لا يقصده ، وذلك أنه قد يتوهم القارئ شمول هذا الإنكار لعدم جواز تقديم عمل صالح بصلاة ركعتين من باب النافلة المطلقة بين يدي دعائه وحاجته وإلحاحه على الله إضافة إلى إنكار صلاة منصوصة اسمها صلاة الحاجة بناء على ضعف الأحاديث التي ضمنها الأئمة في تبويباتهم على صلاة الحاجة، ولعل النافي يقصد تلك الصلاة التي قال فيها بعض أهل العلم (قد جربته فوجدته حقا) قال المنذري رحمه الله في باب الترغيب في صلاة الحاجة ودعائها:
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اثنتي عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين فإذا تشهدت في آخر صلاتك فأثن على الله عز وجل وصل على النبي صلى الله عليه وسلم واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات وآية الكرسي سبع مرات وقل لا إله إلا الله لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات ثم قل اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامة ثم سل حاجتك ثم ارفع رأسك ثم سلم يمينا وشمالا ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجابون
رواه الحاكم وقال قال أحمد بن حرب قد جربته فوجدته حقا وقال إبراهيم بن علي الدبيلي قد جربته فوجدته حقا وقال الحاكم قال لنا أبو زكريا قد جربته فوجدته حقا
قال الحاكم قد جربته فوجدته حقا
تفرد به عامر بن خداش وهو ثقة مأمون انتهى
قال الحافظ أما عامر بن خداش هذا هو النيسابوري
قال شيخنا الحافظ أبو الحسن كان صاحب مناكير وقد تفرد به عن عمر بن هارون البلخي وهو متروك متهم أثنى
عليه ابن مهدي وحده فيما أعلم والاعتماد في مثل هذا على التجربة لا على الإسناد والله أعلم. ا.ه رحمه الله.
وقال الشوكاني رحمه الله في تحفة الذاكرين بعد نقله لكلام المنذري: وَأَقُول السّنة لَا تثبت بِمُجَرَّد التجربة وَلَا يخرج بهَا الْفَاعِل للشَّيْء مُعْتَقدًا أَنه سنة عَن كَونه مبتدعا وَقبُول الدُّعَاء لَا يدل على أَن سَبَب الْقبُول ثَابت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقد يُجيب الله الدُّعَاء من غير توسل بِسنة وَهُوَ أرْحم الرَّاحِمِينَ وَقد تكون الإستجابة استدراجا وَمَعَ هَذَا فَفِي هَذَا الَّذِي يُقَال أَنه حَدِيث مُخَالفَة للسّنة المطهرة فقد ثَبت فِي السّنة ثبوتا صَحِيحا لَا شكّ فِيهِ وَلَا شُبْهَة النَّهْي عَن قِرَاءَة الْقُرْآن فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود فَهَذَا من أعظم الدَّلَائِل على كَون هَذَا الْمَرْوِيّ مَوْضُوعا، ...................... وَالْعجب من اعْتِمَاد مثل الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ والواحدي وَمن بعدهمْ على التجريب فِي أَمر يعلمُونَ جَمِيعًا أَنه مُشْتَمل على خلاف السّنة المطهرة وعَلى الْوُقُوع فِي مناهيها. ا.ه رحمه الله. وذكره الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف الترغيب والترهيب برقم 418، وقال عنه موضوع،
فهذه صلاة جاءت على صفة مخصوصة وبدعاء مخصوص، وهناك فرق بين الصلوات المنصوصات التي تكفل الشارع الحكيم ببيانها والأصل فيها المنع حتى تثبت بدليل، وبين ما هو نافلة مطلقة سميت باسم اشتق من سببها, كتحية المسجد، وركعتي الوضوء، وقد أورد أهل العلم رحمهم الله تبويبا على ما سيأتي ذكره من أحاديث بباب صلاة الحاجة ذكروا فيها أحاديث فيها صلاة ركعتين ثم الدعاء بأدعية مخصوصة ضعفوها وليست مقصودة هنا، وأوردوا أحاديث فيها ذكر تقديم الصلاة على الدعاء من باب تقديم عمل صالح ليكون الدعاء أرجى للاستجابة.
ولبعض أهل العلم كلام يدل على التسامح في مصطلح صلاة الحاجة والتوسع فيه, سؤل الشيخ ابن باز رحمه الله ما نصه:
هل الحديث الذي رواه أحمد في صلاة الحاجة صحيح أم لا؟
فأجاب رحمه الله: نعم، روى أحمد وغيره بإسناد صحيح عن علي رضي الله عنه عن الصديق رضي الله عنه أن الرسول قال: (من أذنب ذنباً ثم تطهر وصلى ركعتين وتاب إلى الله من ذلك، تاب الله عليه)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، هذا صحيح وثابت وهو من أسباب المغفرة، إذا أذنب وأتى شيئاً مما يكرهه الله ثم تطهر وصلى ركعتين، صلاة التوبة وسأل ربه واستغفره فهو حري بالتوبة كما وعده الله ذلك. المقدم: إذن هذا هو حديث صلاة الحاجة؟ الشيخ: ويسمى أيضاً حديث صلاة الاستخارة، ويسمى أيضاً صلاة الحاجة، لأن الاستخارة في الحاجات التي تهم الإنسان، فيشرع له أن يصلي ركعتين ويستخير الله في ذلك.
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
مع أنه رحمه الله لما سؤل عن صلاة مخصوصة تسمى صلاة الحاجة قال:
لا أعلم في صلاة الحاجة حديثاً يعتمد عليه، وإنما جاء الحديث في صلاة التوبة، وصلاة الاستخارة، صلاة الاستخارة إذا همّ الإنسان بأمر وأشكل عليه أمره يستخير الله فيه ويصلي ركعتين ثم يدعو الله يرفع يديه ويدعو الله ويستخيره بالدعاء المشروع : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك... إلى آخر الحديث، وهكذا صلاة التوبة إذا كان عنده ذنوب فيتطهر ويصلي ركعتين، ثم يتوب إلى الله توبة صادقة، والتوبة ليس من شرطها الصلاة، لكن مستحب إذا تطهر وصلى ركعتين وتاب توبة صادقة كان أقرب إلى القبول ولو تاب وهو يمشي أو في الطريق أو في البيت أو ..... أو في أي حال، التوبة مقبولة إذا تمت شروطها، إذا ندم على الماضي، وأقلع من السيئة وعزم أن لا يعود فيها ، الله يقبلها منه، سواء كان ماشياً أو واقفاً أو راقد مضطجعاً في البيت أو في الطريق أو في أي مكان، لكن إذا توضأ وأحسن الطهور ثم صلى ركعتين، ثم رفع يديه إلى ربه يسأله أن يمنّ عليه بالتوبة هذا أكمل وأحسن.
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation
وعليه يجب التفريق بين أمرين, أولهما: ثبوت صلاة مخصوصة بدعاء مخصوص تسمى صلاة الحاجة. ثانيهما: تقديم وسيلة بعمل صالح بين يدي الدعاء والإلحاح على الله لتفريج كرب لا من باب المقابل كما قد يتوهمه متوهم، بل من باب القربة إلى الله ومن باب الوسيلة لتكون إجابة الدعاء أرجى، قال الله تعالى في نهاية سورة الأنبياء بعد تقدم ذكر من ذكر منهم وقصة تفريج ما ابتلوا به صلوات ربي وسلامهم عليهم: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}.
أما تقديم العمل الصالح على الدعاء بعامة فنص عليه غير واحد من أهل العلم, فقد ذكر ابن القيم رحمه الله في الداء والدواء أن الدعاء المستوفي للشروط والآداب إن قدمت قبله صدقة فهذا أرجى للقبول والله أعلم، وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرحه لزاد المستقنع عن صلاة الاستسقاء:- :
قوله : " والصدقة " أي : ويأمرهم أيضاً بالصدقة – أي : قبل الاستسقاء - ، والصدقة قد يقال : إنها مناسبة ؛ لأن الصدقة إحسان إلى الغير ، والإحسان سبب للرحمة ؛ لقول الله تعالى : ( إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) الأعراف/من الآية 56 ، والغيث رحمة ؛ لقول الله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ ) الشورى/من الآية 28 ، والصدقة هنا ليست الصدقة الواجبة، بل المستحبة ، أما الصدقة الواجبة فإن منْعها سبب لمنع القطر من السماء كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المروي عنه: "وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء" .
وقال ابن جرير رحمه الله في تفسير قول الله تعالى: "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه": وقوله ( إليه يصعد الكلم الطيب ) يقول - تعالى ذكره - : إلى الله يصعد ذكر العبد إياه وثناؤه عليه ( والعمل الصالح يرفعه ) يقول : ويرفع ذكر العبد ربه إليه عمله الصالح ، وهو العمل بطاعته ، وأداء فرائضه ، والانتهاء إلى ما أمر به . ا.ه. رحمه الله.
وأما ذكر الصلاة خاصة فيذكر في بعض كتب الرقائق, ككتاب الترغيب والترهيب، للحافظ المنذري وككتاب نتائج الأفكار للحافظ ابن حجر رحمه الله، في أبواب نوافل الصلوات وفي أبواب الدعوات والأذكار بابا في صلاة الحاجة، ومن الأحاديث التي يوردونها فيه حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه في قصة الأعمى الذي توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته أن يرد الله عليه بصره، وقد اختلف أهل العلم في تصحيحه أو تضعيفه، وممن صححه ابن حجر في نتائج الأفكار والشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجه وصحيح الترغيب والترهيب، ومن ضعفه فقد وجهه على فرضية صحته توجيها عقديا صحيحا فقيدوه بأن التوسل كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبدعاء الله سبحانه أولا ثم التوسل بدعائ النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن توجها إلى النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة من دون الله، والنبي صلى الله عليه وسلم توفي، فلو صح لا إشكال فيه عقديا فيه إذ ذاك. وفي بعض روايات الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الأعمى قبل أن يدعو بإحسان الوضوء وصلاة ركعتين، ومناسبة الحديث للباب الأمر بصلاة ركعتين بين يدي الحاجة، ولم يرد في رواية الترمذي للحديث ذكر للركعتين كما في صحيح الترغيب والترهيب، وليس في نص الحديث تسمية لصلاة باسم صلاة الحاجة، وهذا يدلك على أن هذه التسمية من أهل العلم وإنما هما ركعتان تقدمان بين يدي الدعاء والإلحاح، ولا يقصد بها صلاة منصوصة.
وقد جاء التصريح بتقديم الركعتين في الحديث الذي أملاه الحافظ ابن حجر رحمه الله في نتائج الفكر في المجلس (469)
وفيه:
ثم أملى علينا شيخنا شيخ الإسلام حافظ المشرق والمغرب إمام عصره وفريد دهره قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي نفعنا الله به آمين إملاء من حفظه ولفظه في يوم الثلاثاء تاسع عشرين صفر سنة ثمان وأربعين وثمانمئة باستملاء الشيخ زين الدين رضوان العقبي قال:
وجاء عن أبي الدرداء مختصراً.
أخبرني عبد الله بن عمر بن علي الهندي، قال: أخبرنا أبو العباس بن أبي الفرج، قال: أخبرنا أبو الفرج بن عبد المنعم، قال: أخبرنا أبو محمد بن صاعد، قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال: أخبرنا أبو علي التميمي، قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا أبو محمد التميمي، [قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير] عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال: صحبت أبا الدرداء رضي الله عنه، أتعلم منه، فلما حضره الموت قال: يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من توضأ فأسبغ وضوءه ثم صلى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما سأل معجلاً أو مؤخراً)).
هذا حديث حسن.
أخرجه أحمد أيضاً والبخاري في التاريخ من وجه آخر عن يوسف بنحوه.
وأخرجه الطبراني من وجه ثالث عنه أتم منه.
لكن سنده أضعف. ا.ه رحمه الله.
ونقل ذلك التحسين العراقي رحمه الله في تخريج أحاديث الإحياء ج1 ص540، ولم يتعقبه بشيء، وكذلك الشوكاني في الفوائد المجموعة نفى الضعف عن حديث أبي الدرداء هذا.
وقد ذهب الشوكاني رحمه الله في الفوائد المجموعة وفي تحفة الذاكرين أن الحديث صحيح.
ومع صحته فهو مندرج في قول الله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة}،
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية:
يقول تعالى آمرا عبيده ، فيما يؤملون من خير الدنيا والآخرة ، بالاستعانة بالصبر والصلاة ، كما قال مقاتل بن حيان في تفسير هذه الآية : استعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض ، والصلاة .
...................
وأما قوله : ( والصلاة ) فإن الصلاة من أكبر العون على الثبات في الأمر ، كما قال تعالى : ( اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر ) الآية [ العنكبوت : 45 ] .
وقال الإمام أحمد : حدثنا خلف بن الوليد ، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن عكرمة بن عمار ، عن محمد بن عبد الله الدؤلي ، قال : قال عبد العزيز أخو حذيفة ، قال حذيفة ، يعني ابن اليمان : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى . ورواه أبو داود [ عن محمد بن عيسى عن يحيى بن زكريا عن عكرمة بن عمار كما سيأتي ] .
وقد رواه ابن جرير ، من حديث ابن جريج ، عن عكرمة بن عمار ، عن محمد بن عبيد بن أبي قدامة ، عن عبد العزيز بن اليمان ، عن حذيفة ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة .
[ ورواه بعضهم عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة ؛ ويقال : أخي حذيفة مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وقال محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة : حدثنا سهل بن عثمان أبو مسعود العسكري ، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال : قال عكرمة بن عمار : قال محمد بن عبد الله الدؤلي : قال عبد العزيز : قال حذيفة : رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وهو مشتمل في شملة يصلي ، وكان إذا حزبه أمر صلى . وحدثنا عبيد الله بن معاذ ، حدثنا أبي ، حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمع حارثة بن مضرب سمع عليا يقول : لقد رأيتنا ليلة بدر وما فينا إلا نائم غير رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ويدعو حتى أصبح ] .
....................
قال ابن جرير : وقد حدثنا محمد بن العلاء ويعقوب بن إبراهيم ، قالا حدثنا ابن علية ، حدثنا عيينة بن عبد الرحمن ، عن أبيه : أن ابن عباس نعي إليه أخوه قثم وهو في سفر ، فاسترجع ، ثم تنحى عن الطريق ، فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس ، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول : ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) . ا.ه رحمه الله.\د
ومن الأحاديث الدالة على جعل الصلاة وسيلة ما جاء في سنن الترمذي والنسائي ومستدرك الحاكم ووافقه الذهبي كما قال الشيخ الألباني في صفة الصلاة والحديث هذا لفظه من سنن الترمذي في باب إحياء الليل
- 2266 - حَدّثنا محمدُ بنُ بَشّارٍ، أخبرنا وَهْبُ بنُ جَرِيرٍ، حدثنا أَبِي قال سَمِعْتُ النّعْمَانَ بنَ رَاشِدٍ عن الزّهريّ عن عبدِ الله بنِ الحارِثِ عن عبدِ الله بنِ خَبّابِ بنِ الأَرَتّ عن أَبِيهِ قال: "صَلّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ فَأَطَالَها فقالوا: يا رسولَ الله صَلّيْتَ صَلاَةً لَمْ تَكُنْ تُصَلّيهَا، قال: أَجَلْ إِنّهَا صَلاَةُ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، إِنّي سَأَلْتُ الله فِيهَا ثَلاَثاً فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً: سَأَلْتُهُ أَنْ لا يُهلِكُ أُمّتِي بِسَنَةٍ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُسَلّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًا مِنْ غَيْرِهِمِ فأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فَمَنَعَنِيهَا". هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي:
وقوله: (فأطالها) أي جعلها طويلة باعتبار أركانها أو بالدعاء فيها (صليت صلاة) أي عظيمة (لم تكن تصليها) أي عادة (قال أجل) أي نعم (إنها صلاة رغبة) أي رجاء (ورهبة) أي خوف. قيل: أي صلاة فيها رجاء للثواب، ورغبة إلى الله وخوف منه تعالى. قال القاري: الأظهر أن يقال المراد به أن هذه صلاة جامعة، بين قصد رجاء الثواب وخوف العقاب، بخلاف سائر الصلوات إذ قد يغلب فيها أحد الباعثين على أدائها. قالوا وفي قوله تعالى: يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا بمعنى أو لمانعة الخلو. ثم لما كان سبب صلاته الدعاء لأمته وهو كان بين رجاء الإجابة وخوف الرد طولها. ولذا قال (وإني سألت الله فيها ثلاثاً) أي ثلاث مسائل (ومنعني واحدة) تصريح بما علم. ا.ه رحمه الله.
وفي زاد المعادقال ابن القيم رحمه الله في فصل في هديه - صلى الله عليه وسلم في علاج الكرب والهم والغم والحزن
وفي " المسند أن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ) وقد قال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) [ البقرة : 45 ] . ا.ه رحمه الله.
وسؤل الشيخ ابن عثيمين عن صلاة الحاجة فقال: صلاة الحاجة ليس لها دليل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه يروى أنه إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة لقول الله تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ).
نور على الدرب شريط رقم241 الوجه أ
والحاصل أنه لا تعلم صلاة منصوصة تسمى صلاة الحاجة وذلك لا يمنع تقديم الصلاة على الدعاء من باب التوسل بالعمل الصالح بدليل حديث أبي الدرداء المتقدم إن خلا من علة والله أعلم.